دأبت مصلحة الشؤون الاجتماعية بالسجن المحلي بوجدة، خلال السنوات الأخيرة، على تنظيم حفلات لفائدة نزيلات هذه المؤسسة والأطفال المرافقين لأمهاتهم في مبادرة خلفت صدى طيبا ولقيت استحسانا من قبل فعاليات حقوقية وجمعوية مهتمة، حيث لا يفوت أطر المؤسسة المناسبات الدينية أو تلك التي لها ارتباط بالمرأة، كاليوم الوطني واليوم العالمي للمرأة، دون الالتفات إلى هذه الفئة التي شاءت الأقدار أن تقضي مددا قصيرة أو طويلة بعيدا عن العالم الخارجي. أطر المؤسسة، وتماشيا مع دوريات ومذكرات المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ودليل الاشتغال في إطار البرامج الاجتماعية والثقافية والرياضية، فتحوا أبواب المؤسسة السجنية أمام الأنشطة الموازية في العديد من المناسبات، وفي هذا الإطار ذكر مدير السجن المحلي بوجدة حسن جلولي في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، بأنهم عملوا على الانفتاح على العالم الخارجي من خلال إشراك جميع الفعاليات وجميع المتدخلين والتنسيق بينهم، قصد العمل سويا على التواصل مع النزلاء والنزيلات وإخراجهم من الشعور بالعزلة والتهميش داخل الفضاء السجني عن طريق إشراكهم في مجموعة من البرامج والأنشطة لمساعدتهم وتسهيل عملية اندماجهم بعد انقضاء الفترة السجنية.وأضاف مدير المؤسسة بأن النزيلات انسجموا مع البرامج والأنشطة التي تقوم بها مصلحة الشؤون الاجتماعية، وقد أعطت هذه الأنشطة نتائج إيجابية خلفت صدى طيبا لدى النزيلات وأطر المؤسسة وكذا كافة المتدخلين في عملية التأطير والمواكبة من العالم الخارجي، مؤكدا بأنهم «يحاولون جاهدين بتنسيق مع المجتمع المدني والحقوقيين وجميع المتدخلين، السير في اتجاه الرفع من مستوى وعطاء المؤسسة السجنية ليترجم ذلك في نتائج إعادة إدماج السجناء». المشرفة الاجتماعية بالسجن المحلي بوجدة قائد سجن ممتاز نعيمة بوزكاوي، أكدت في تصريح ل»الاتحاد الاشتراكي» وقوع تغيرات جذرية بفعل الأنشطة والبرامج التي تقام داخل فضاء المؤسسة السجنية بوجدة، مبرزة بأنه إلى جانب تحملهم المسؤولية عن اقتناع «فرضت عليهم دوريات ومذكرات المندوبية العامة التعامل بجدية مع البرامج الاجتماعية المقدمة لكافة النزلاء». وفي إطار مهمتها كمشرفة اجتماعية في قلب السجن المحلي بوجدة وتواصلها الدائم مع النزلاء والنزيلات، أكدت نعيمة بوزكاوي بأن البرامج الاجتماعية مهمة جدا داخل المؤسسة السجنية «لأن وقت فراغ النزيل لابد من ملئه»، مضيفة «على الرغم من وجود صعوبات للتأقلم لأن عقلية النزيلات تختلف، إلا أن حافز تحقيق أفضل النتائج وتيسير العمل داخل المؤسسة، دفعنا إلى محاولة الاندماج مع عقلية كل نزيلة عن طريق الإنصات ومسايرة ميولاتها وتحقيق رغباتها المشروعة...». وفي إطار العناية التي توليها المؤسسة للنزيلات عن طريق التواصل معهن وإشراكهن في البرامج التربوية والدينية والفنية التي من شأنها أن تساهم في إعادة إدماجهن بعد الإفراج، نظمت مصلحة الشؤون الاجتماعية بالسجن المحلي بوجدة، مؤخرا، حفلا حضرته فعاليات قضائية وجمعوية وحقوقية تم خلاله توزيع الجوائز على النزيلات الفائزات في مسابقة للطبخ والحلويات نظمت شهر يوليوز 2015، بتنسيق مع جمعية سراج النهضة، ومسابقة المنتوجات الحرفية التي نظمت بتنسيق مع المديرية الجهوية للصناعة التقليدية شهر شتنبر 2015. ولم يفوت أطر المؤسسة هذه المناسبة دون إدخال الفرحة إلى قلوب ثلاثة أطفال يرافقون أمهاتهم، حيث سلمت لهم مجموعة من الهدايا، زيادة على تقديم هدية رمزية لسجينة محكومة بالإعدام. هذا، وقد أتحفت مجموعة «الإصلاح»، التي تكونت من نزيلات داخل السجن، مسامع الحضور بوصلات إنشادية أبدعن في أدائها بعد تدريبات خضعن لها أياما قبل الحفل، و»كان هناك تواصل كبير معهن وتحفيز حتى نصل إلى نتائج مرضية لهن ولنا طبعا» تقول المشرفة الاجتماعية نعيمة بوزكاوي.