أعلنت شركة «سيركل أويل» الإيرلندية الأسبوع الماضي أن عمليات التنقيب في بئر "القصيري غرب" بمنطقة سبو أفضت إلى العثور على كميات من الغاز الطبيعي الذي يتدفق يوميا بمعدل 2.5 مليون متر مكعب تقريبا. وذكر عملاق التنقيب الإيرلندي، في بلاغ صحفي أصدره حول الموضوع، أن عمليات الحفر بلغت عمقا يقارب الألفي متر، ويتم حاليا ربط البئر بخط أنابيب لنقل الغاز إلى المنطقة الصناعية بمدينة القنيطرة بهدف التحليل والدراسة قبل إعداده لمرحلة الإنتاج. وجاء في البلاغ أيضا أنه تم نقل آليات الحفر والتنقيب من بئر "القصيري غرب" إلى منطقة "القايد الكداري"، التي تعتبر آخر بئر تشملها عمليات الحفر الحالية، حيث من المرتقب أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية لهذه البئر الجديدة في غضون الثلاثين أو الأربعين يوما القادمة. ولقد عبر مسؤولو الشركة الإيرلندية عن سعادتهم بهذا الإنجاز، حيث جاء في البلاغ: "إننا سعداء بالنتائج المحققة. معدلات التدفق في مرحلة الاختبارات تصل لأعلى مستويات توقعاتنا، وسيتم في الوقت الراهن ربط البئر بالبنيات التحتية التي قمنا بإعدادها مسبقا، على أن نشرع في عملية الإنتاج في أقرب وقت ممكن". وأضاف البلاغ: "سيتم تسويق هذا الغاز بسعر ثابت، لكي لا يتأثر بتقلبات الأسعار". وتتوفر شركة «سيركل أويل» على حصة 75 في المائة من استغلال ثروات الغاز بمنطقة سبو، في حين أن المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمناجم يملك حصة 25 في المائة المتبقية. وكانت "سيركل أويل" قد أعلنت شهر ماي من العام الماضي إطلاق حملتها الثالثة للتنقيب عن الغاز الطبيعي في منطقتي سبو ولالة ميمونة. وحسب بيانات الشركة الإيرلندية، المتخصصة في التنقيب عن الغاز في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فإن هذه الحملة تشمل حفر إثنتي عشرة بئر، بعد أن كان البرنامج يستهدف في البداية حفر ثلاث آبار في سبو وبئر واحدة في لالة ميمونة، غير أن ظهور نتائج مشجعة في الأبحاث الأولية، دفع الشركة إلى توسيع نشاطها ومباشرة الحفر في إثنتي عشرة بئر، حيث تشير التوقعات إلى إمكانية وجود موارد هائلة من الغاز الطبيعي تصل إلى أكثر من 700 مليون متر مكعب. وكان المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن قد أعلن منتصف سنة 2014 عن وجود «مؤشرات مشجعة» على وجود الغاز الطبيعي بمنطقة سيدي المختار، بناء على نتائج عمليات البحث والتنقيب التي يشرف على غالبيتها عملاق التنقيب البريطاني «لونغريتش أويل آند غاز». هذه النتائج تم رصدها، حسب المكتب الوطني على مستويين، أولهما في الوحل المستخرج من آبار التنقيب، والثاني من خلال المسح الكهربائي، أو الذي يصطلح عليه «دياغرافي». نفس التفاؤل عبر عنه مسؤولو «لونغريتش»، حيث أعلنوا شهر ماي 2014، أي بعد مرور شهرين فقط على الشروع في عمليات التنقيب الفعلي، عن اكتشاف جيوب من الغاز الطبيعي في بئر، تمتد لعمق 2790 مترا، بنفس المنطقة أطلقت عليها تسمية «قمر1». ولم تكن تلك المرة الأولى التي تشير فيها تقارير إلى التوصل لمؤشرات إيجابية بخصوص العثور على الغاز الطبيعي في المغرب، إذ سبق أن أعلنت الشركة الإيرلندية «سيركل أويل» عن العثور على الغاز على عمق 1263 متر بمنطقة التنقيب في حوض سبو، علما أن الشركة تشرف على 12 رخصة للتنقيب في منطقتي سبو وللا ميمونة الممتدتين على مساحة تصل إلى 1347 كيلومتر مربع.