كم مر من الزمن منذ ان استعملت البشرية الحجر كسلاح قبل أن تكتشف سلاح السكاكين؟. بالضبط، انتفاضتين! فهو الزمن اللازم لكي ينتقل الحس البشري الفلسطيني من زمن الحجارة الى السكاكين؟ الزمن السكيني الاول، بعد الزمن الحجري الاول (ابدأت الانتفاضة يوم 8 دجنبر 1987، وكان ذلك في جباليا، في قطاع غزة. ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين. وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، والزمن الحجري الثاني (الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة الأقصى، اندلعت في 28 شتنبر 0002 وتوقفت فعلياً في 8 فبراير 5002 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ والذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون...) قبل ان تنتقل المقاومة الى الاكتشاف الجديد. شعب الشرف الوحيدا لذي يفتت التاريخ باناشيد البطولة اليومية، يفعل ذلك بوسائل الانسان الاول. حجر.. حجر.. وسكين كم يُمضي الحجر، لكي يصير سكينا؟ الوقت الذي يمسده شعبا بعرق يديه، وتنفخ فيه الأسطورة من روحها. يقضي ما يكفي من الوقت لينتقل شعب حافي اليدين، إلا من الحجر أولا، والحجر ثانيا ثم السكين، إلى المعادلة التي يدفعونه للخروج منها. في المقابل، خرج الاسرائيلي من أسطورة اليهودي الفقير، الذي اكتشف الحجر مع النبي داوود، ليدخل بعدها أمة الأسياد القتلة. يتقابل الحجر مع الحجر.. وتتقابل السكاكين مع أسطورة الجيش الذي لا يقهر! الحجر كوحدة حيبية لقياس الخوف، استطاع أن يهزم اسطورة اسرائيل، حتى وان لم تهزمها كدولة احتلال، فتحت الباب لدخول للسلطة الوطنية وبناد دولة بلا أرض محررة. يبقى السؤال التالي قائما:الوحدة الجديدة للخوف السكين، هل ستضع خارطة الحدود التي يجب ان يتفاوض حولها الشعب الفلسطيني مع العدو؟ الحجر اسطورة داوود السكين اسطورة ابراهيم. وتبدو حروب اسرائيل العسكرية، في الهجوم الرهيب والاجرامي على غزة، وصب كل رصاصها الدائب وكل عناقيد الحقد المعلب على رؤوس أهلها، كما لو كانت العلاقة الوحيدة التي تقيمها فلسطين مع الاحتلال العصري، العسكري، والغاشم. و خارج هذا «المألوف الاستراتيجي» تقيم فلسطين في الاسطورة، بجوارها أو في جمرها. لهذا لا تبدو مستعدة لكي تصبح دولة كالدول. و لن تولد فلسطين كدولة الا كتعبير عن اسطورة ت شعب بقيم في الجدر الاصلي للبشرية أي المعجزة! يبدو الشعب الفلسطيني قائما، كمدرسة مفتوحة، محملة بأساطيرها، لتتأمله الشعوب وتصنع حريتها. كم من شعب تعلم حرب المقاومة منها تم تحرر ومازال هو قائم في حالة حرية؟ الشعب الفلسطيني المحتل. حالة حرية! وفي المقابل تقف الشعوب الاوسطية بكل ترسانات أسلحتها التي تغطي الخارطة، كمجموعات بدائية تكتشف الوحده في الدم! لا يتنازل الشعب الفلسطيني عن اسطورته حتى و لو تضاعف موته، أو قتله (من رآني عدد أكفاني قال درويش). حجر، كي تبقى الاسطورة سكين كي تبقى اسطورة. ولهذا ايضا لم تستسغ الأسطورة تسليح الانتفاضة الثانية.، لأن هذا وطن مازالت الحروب فيه تدور برمزيات الانبياء. الحجر اسطورة داوود السكين اسطورة ابراهيم. وطن مازال الانبياء فيه شأن يومي للأمهات اللواتي يودعن أبناءهن الى الشهادة! قبالة جالوت الجديد.