ابتليت مدينة سيدي قاسم بظاهرة غريبة تتمثل في الكوتشيات او العربات المجرورة بالأحصنة ،وابتليت معها أحياء اعتقد سكانها أن هذه العربات ستفك أزمة نقل وأزمة بنيات تحتية . فمنذ 1992 تضاعف عدد العربات المجرورة ( الكوتشيات) وعوض أن تحل أزمة نقل وأزمة بطالة ، زادت مواطني سيدي قاسم معاناة ، سواء مع أصحابها أو مع الحمولة التي تتجاوزها أو مع السرعة الفائقة أو معاناة تتعلق بمخلفات هذه الأحصنة . وما زاد في الطين بلة أن هذه العربات اليوم تتسبب في العشرات من حوادث السير المميتة، حيث ذهب ضحية سرعتها العديد من المواطنين الأبرياء. وكشفت الأيام ومع توالي الأحداث، أن هذه العربات رغم الأحداث المؤلمة التي تتسبب فيها ،لم تقم السلطات المحلية ولا البلدية بوضع حد لخروقات بعضها ولا بمعاقبة سائقيها. واليوم يوقع أسطول العربات المجرورة يوميا عدة ضحايا وخاصة في صفوف النساء والأطفال وتخلف حوادث السير يتامى وأرامل . العربات المجرورة بالأحصنة أو ما يطلق عليها بالكوتشيات، يسوقها أطفال لا يتجاوز سنهم 17 سنة وتسير بسرعة وسط أحياء ضيقة ومحملة بالعشرات من المواطنين، بل إن البعض يقول إن الأحصنة والجياد التي تجر بعض هذه العربات تكون «مخدرة» مما يزيد من سرعتها ، والطريف في هذه القضية أن هذه العربات تحمل أرقاما مكررة، فرقم واحد يوجد في عربتين أو ثلاث ويملكها مالك واحد .بل إن البعض يشير بأصابع الاتهام إلى بعض مسيري الشأن المحلي! ومن مخلفات هذه الظاهرة أن اغلب هذه الجياد والأحصنة لا إسطبلات لها، فسائقوها أو مالكوها يضعون لها بيوتا أمام المنازل في حي الياسمين وحي الزاوية ، أما مواقفها فحدث ولا حرج. وليتصور المرء ما تخلفه هذه الأحصنة من روائح ونفايات، وليتصور تأثير هذا الوضع على جمالية حي الياسمين والزاوية. إن حل إشكالية تنقل المواطنين بسيدي قاسم رهين بمشروع تنموي، ومشروع تنموي رهين كذلك بمجلس قوي يفكر في مشاكل المواطنين، يفكر في وضعية الطرق ، يفكر في الأمن ، يفكر في الدعارة و البطالة المنتشرة . وحل اشكالية النقل رهين أولا وأخيرا بتدخل السلطات المحلية وتطبيق القانون، والضرب على أيدي المتلاعبين بحياة ومصالح المواطنين.