يمْكن للقارئ المتتبّع لكتابات الأستاذ محمد نور الدين أفاية أنْ يقف عند مفاهيم مركزيّة تدور حولها هذه الكتابات، وهي مفاهيم: التواصل والهوّيّة وصورة الآخر والثقافة (بمختلف تعبيراتها الفكرية والرّمزية) والإبداع والتنوّع والتعدّد والديمقراطية ووسائط الاتصال والاستعمال السياسي للدين ورهانات المثاقفة. غير أنه لا يقاربها باعتبارها مفاهيم مجرّدة، بقدْر ما يقاربها من خلال عملها اشتغالها في المَعيش، أيْ باعتبارها فعْلاً، بالمعنى الذي يعطيه بولْ ريكور لمفهوم الفعل L'acte، إلى باعتبارها خطابات تنتمي إلى حقل التجربة، هنا والآن. يمْكن للقارئ المتتبّع لكتابات الأستاذ محمد نور الدين أفاية أنْ يقف عند مفاهيم مركزيّة تدور حولها هذه الكتابات، وهي مفاهيم: التواصل والهوّيّة وصورة الآخر والثقافة (بمختلف تعبيراتها الفكرية والرّمزية) والإبداع والتنوّع والتعدّد والديمقراطية ووسائط الاتصال والاستعمال السياسي للدين ورهانات المثاقفة. غير أنه لا يقاربها باعتبارها مفاهيم مجرّدة، بقدْر ما يقاربها من خلال عملها اشتغالها في المَعيش، أيْ باعتبارها فعْلاً، بالمعنى الذي يعطيه بولْ ريكور لمفهوم الفعل L'acte، إلى باعتبارها خطابات تنتمي إلى حقل التجربة، هنا والآن. في كتابه الصّادر مؤخّرا عن «منشورات الزمن»، بعنوان «التواصل الخلافيّ في الهوية والديمقراطية والإبداع»، يواصل نورالدين أفاية الحفْر في الأسئلة المقلقة، لكن الضرورية، التي تهمّ حاضرنا، أسئلة من قبيل: كيْف يمكن الاقتراب من أسئلة السياسة والثقافة في سياق تمظهراتهما الجديدة؟ ما هو الفهم المناسب الذي يمكن إنتاجه لتحديد مفردات الصراع أو التوافق ما بين مقتضيات السياسة، واعتبارات الثقافة، ولا سيّما ما هو ديني فيها؟ إلى أيّ حدّ نشهد على نمط جديد من اشتغال المتخيّلين السياسي والديني؟ وكيف يمكن الحديث عن «التثاقف» في عالم تشوش فيه إرادات الشر على ميولات التواصل، وتحتل فيه نزعات العدمية العنيفة على المجال الإدراكي اليومي؟ وما هو الموقع الحقيقي للإبداع في التاريخ الثقافي المغربي؟ كما يبيّن هذا الكتاب، منْ جهة أخرى، أنَّ الحركيةَ الدائمة لعمليات التلاقح والاختلاط والتفاعل الإنساني يتطلب مقولات جديدة للتفكير في تجليات التثاقف وفي المقاومات، المتفاوتة التأثير، التي تشوش على النزوع الإنساني نحو قبول الآخر. وهكذا عمل، في فصوله المختلفة، على كشف مفارقات الهوية والتنوّع، و تحليل بعض مظاهر «الحروب» الدائرة على الرموز والمتخيَّل والدين والسياسة، في الكتابة كما في العُدّة السمعية البصرية، وتبيان بعض العوامل التي قد تُحول قضية عادلة إلى مصدر للتيْه والموت. لقد اختار نور الدّين أفاية، طيلة فصول الكتاب التسعة، الابتعاد عن خطاب اليقين والبداهة «خطاب الإجابة» الذي تغري به طبيعة الموضوعات المتناوَلَة، والالتصاق بالأسئلة وبالصّوغ الإشكالي، لكن في علاقة بمواجهة عناصر الإضاءة والاستدلال، والكشف عن أشكال الخلْط والغموض التي تهيمن عليها الخطابات المتعلقة بالموضوعات المطروقة. وبعيداً عن نيّة تلخيص أطروحات الكتاب، سيسعى هذا المقال إلى إبراز أهمّ الأطروحات والمفاهيم التي يشتغل بها الكاتب، وفي مقدّمتها المفهوم المحوريّ الذي تتعالق معه باقي المفاهيم، وهو مفهوم «الثقافة». وفي هذا السياق، لا يفُوت الكاتب الانتباه إلى أنّ النقاشات المتعلقة بالعولمة والجدلية الهوياتيّة والديمقراطية والتواصل والإبداع ينبغي أنْ تأخذ في الاعتبار كوْن الثقافة هي مجموعة من أنماط الفكر والحياة والفعل، تتجسّد وتتحقّق عبر مختلف الوسائط التواصلية، كاللغة والمتخيَّل. فانطلاقا من هذا الأفق، سيكون من الضّروريّ، في نظره، تغيير بّراديغم الفكر وإطار تحليل فهمنا للظواهر الثقافيّة. ومن هذه الزاوية، تقدم المُثاقفة، في الواقع، باعتبارها سؤالاً للفكر واندفاعة حيوية له، حيث تُمثل رهانًا للعلاقات المتداخلة بين الذّوات وتحديًا ثقافيًا. المثاقفة تورط العقلاني في المتخيل وتسمح لتعبيرات المتخيل بالحضور في تدرجات الوعي. لذلك تتعقد مهمّة الفكر حين يحاول المرء استثمار الثقافات وأنظمة القيم التي تحرّكها في سياق المناقشة. وبصرْف النظر عن ظواهر الاستعمار المختلفة والهجرة والتمازج والاختلاط، فإنّ التواصل التثاقفي يفترض، أوّلا وقبْل كلّ شيء، تدخل أفراد أو أشخاص قادرين على تبليغ النظام الرمزي والتخيلي لثقافتهم عبر أجسادهم ولغاتهم وأنماط حضورهم. ذلك أنّ المثاقفة يمكن أنْ تتقدّم كأفق خارج كلّ تراتبية متسلّطة، كما يمكن للهوية أن تستقبل الآخر خارج كل هوس مطمئن؛ والاعتراف بالآخر، باعتباره شبيهًا ومختلفًا، يحفز المرْء على التوفيق، بل على التفاوض، بما يستدعيه من تبادل وأخذ ورد ومراعاة توازن العلاقات؛ فالتوفيق والتفاوض بُعدان محددان للمقتضيات التواصلية للنظام الثقافي. للنقد موقعه ولاشك، وللاحتجاج دوره الأكيد، وذلك ما لا يستجيب لمطلب الفكر النقدي، لذلك فإنّ المقاربة التثاقفية النقدية اليقظة وحدها هي التي من شأنها أنْ تشكل أفقًا للتفكير في الهوية، في تعبيراتها الجمعية والتواصلية، أو في لحظات انسدادها وتوترها. وكما هو الشأن بالنسبة للثقافة، لا يعتبر الكاتب مفهوم الهوية فردانيا أو مشخصَنا بقدر ما يعتبره لصيقًا بالجماعة في حركة جدلية من التعبير والتشكيل والاعتراف. عالم ماكْ والبّراديغْم الاشتمالي أمام فائض الخطاب حول ظاهرة العولمة، بكلّ تأويلاتها وأشكال قَبولها والإيمان بها أو رفْضها، يتساءلُ الكاتب: كيف تتقدّم هذه العولمة في تجلياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؟ وإلى أيّ حدّ تمثّل دينامية تثاقفيّة جديدة أو إرادة قوّة مهيمنة؟ إن العولمة هنا مرحلة جديدة من مراحل تطور الرأسمالية، وهي تتطور بالموازاة مع تطور وانتشار الرأسمال المالي المتمثل في حرية حركة الرّساميل وحرية الاستثمار والتبادل الحرّ. يضع نور الدين أفاية، هنا، أصبعه على ما باتَ يُعرف بالثورة الرأسمالية الثانية، والتي تتميز بوجود ظاهرة العولمة. فالعوْلمة هي الظّاهرة المثيرة التي يعرفها العالَم اليوم. ذلكَ أنّ النظام الرأسمالي الأوّل أفرز اقتصادا ماديا يقوم أساسا على الإنتاج المادي، في حين أن نظام العولمة باتَ يفرز الآن اقتصادا احتماليا. فنظام المعلوميات هو التجسيد الفعلي لهذا الرأسمالي الذي يرسل عبر الطرق السيارة للتواصل أوامر البيع والاستهلاك. أصبحنا ننقل عبر البورصة مثلا مواد بطريقة أسرع وأكثر فعالية من نقل البضائع. إننا إذن أمام حجم اقتصادي غير مادي، غير ملموس. ما تغير اليوم هي طبيعة العلاقة بين الاقتصاد المادي والاقتصاد غير المادي. فالعولمة الاقتصادية طيلة السنة تقوم أساسا على المال والنشاط المالي، وهذا ما يؤدي إلى تطور المضاربات والمزايدات المالية في الأسواق والبورصات، أضف إلى ما سبق أن ما يتطور اليوم هي الأنشطة التي تتميز بأربع خصائص هي أنها كونية ومباشرة ومستديمة وغير مادية. وبالتالي نلاحظ اليوم أنه تنمو حول الاقتصاد الجديد تكنولوجيات التواصل وشبكات الأنترنيت التي تطورت في العديد من البلدان وأفضت إلى ما يسمى «التجارة الإلكترونية». ومن ثم فإن هذه الثورة الثانية هي الآن بصدد إحداث تغييرات وتحولات كبيرة في المشهد العام السياسي والاقتصادي. في مستوى آخر، ومن بين المفاهيم التي اشتغل ويشتغل عليها أفاية، مفهوم «الهوية» في مختلف أبعاده وتجلياته. ولعل أبرز مشكل مع هذا المفهوم هو تحديده الاصطلاحي الذي قال بصدده هوسرل: «الهوية غير قابلة للتحديد على الإطلاق». ربما بسبب الشحنات العاطفية والدلالية والثقافية المتعددة التي تنطوي عليها. لكن نور الدين أفاية ينسّب الهوية من خلال ربطها بالحاضر المعيش والمتعدد والإشكالي، ومن خلال إضفاء البعد الثقافي عليها. ومن ثمّ، فإنّ ما يسميه الكاتب «هوس الهوية» يعبر عن ذاته من خلال الخوف الدفين على أن نصبح ما لسنا نحن؛ أي أن العربي، أو المسلم يجد نفسه أمام المأزق التالي: فهو مقتنع بأنه يتعين عليه أن يحافظ على مقومات الذات، ولكنه، في نفس الآن، يكون مجبرا على أن يتغير؛ إلا أنه إذا رغب في المحافظة على ذاته، كما هو، فإنه مرغم على الفقدان، وإذا تغير فإنه يخاطر، أيضاً، بضياع تفاصيل مكوناته. يتعلق الأمر ب «قلق عربي إسلامي»، وهو قلق راجع إلى المحاولات الدائمة والمتجددة للانتقاص من العقل، إن لم نقل لاغتياله، أو ب «نظرة مبتورة» كما يُسميّها داريوش شايغان، تعمل على تمرير آليات الانسداد والتشذر التي تشوش على تمثل الأشياء. وهكذا تعبر هذه الحالة عن تردد بين الذات وذاتها؛ وسواء كان الأمر مجرد قلق أو بتر حقيقي، سؤال حيوي أو ذريعة، فإنّ جدل الهوية يتحقق، دومًا، في التوتر، ويغتني داخل الصراع وبالصراع، وبقدر ما يتبرم المرء من الاعتقادات والتقاليد وأنماط السلوك التي لم يخترها، كلما ارتبط بالهُنا والآن، بذاكرته وبمحيطه الثقافي، بالرموز التي تحدده في المكان والزمان، وتفرض الهوية تفاصيلها حين يتدخل المرْء في الحاضر ويبدع، حين يتحقق ويتذوَّت. الديمقراطية ووسائط الإعلام والاتصال يعتبرُ الكاتب أنّه لا وجود لتواصل في ذاته، أو بث في ذاته، لأن العُدة السمعية البصرية، كيفما كانت طبيعتها وخصوصيتها التقنية والبشرية، مرتبطة بنموذج ثقافي ما. ذلك أن بث رسالة ليس فعل بث بسيط، بل يتعلق الأمر بإرادة إنتاج أثر أو خلق تفاعل معين، كما أنه يمكن أن يكثف روايات ثقافة وقضايا مجتمع. وسيكون من قبيل تحصيل الحاصل القول إن وسائط الاتصال، والتلفزيون بالخصوص، تمثل فضاءات تكثف داخلها الرهانات الهوياتية لمجتمع ما؛ ذلك أن الآليات السمعية البصرية بصدد خلخلة البنيات الذهنية والمرجعيات الثقافية والحساسيات الجمالية بشكل عميق. يسمح التلفزيون لذاته بكل شيء. يمكنه أن يُظهر، ويكشف. يُقرب كما يمكنه أن يخفي، وأن يحجب، بل ويشوش على التبادل. إنه آلة متعددة الأبعاد ووساطة تحوز أهمية "استراتيجية" في صياغة انتظارات، وأشكال العجز، والحرمان، وإرادة شعب أو جماعة معينة فإذا كان التواصل السمعي البصري واحداً من الاكتشافات التقنية والثقافية الكبيرة خلال القرن العشرين، فإنه يعتبر بالخصوص «قطبا سحريا» متجددا باستمرار من أجل إظهار وتقديم مختلف أشكال حضور الإنسان والمجتمع، والثقافات. وبقدر ما يجسّد هذا التواصل، في نظر الكاتب، العلامات المتنوعة للسلطة في تمفصلاتها السياسية والاقتصادية، فإنه يترجم في نفس الآن، هشاشة دائمة بسبب التحديات التكنولوجية، والسياسية والثقافية والبشرية التي تمس، في كثير من الأحيان، الأسس المكونة للاتصال السمعي البصري. ولذلك، فإنه يتحرك داخل مناخات معقدة، لأنه في جوهره متعدد الأبعاد. فقد يظهر أنه قادر على فعل كل شيء، وأحيانا بطرق مبالغ فيها، ولكنه يواجه في كل مرة تحديات متنوعة تعطله عن مواكبة المستجدات، وإبراز ما يعتمل في المجتمع من أسئلة وقضايا. لهذا، تشكل التعددية رهاناً حاسماً في المجتمع الديمقراطي أو يتطلع إلى استنبات قيمه؛ فالتعددية، في العمق، هي أساس النظام الديمقراطي. وتكشف أساليب وأنماط تدبيرها عن درجة الوعي الفكري، السياسي والمؤسسي الذي تحمِله النخب الثقافية والسياسية والإعلامية المسؤولة عن تسيير الشأن العام، أو التي تطمح في تحمل عبئ تسييره. لكن، هل نملك ما يلزم من المسافة لفهم دلالات ما ينتج من خطابات حول التعددية، وغيرها، وما يترجم على الأرض من ممارسات، ورصد مؤشرات جديرة بمطابقة الشعارات والبشائر لمقتضيات إعادة بناء المجال السياسي على أسس من الفكر الديمقراطي العصري؟ رهانات الحداثة الثقافية أسئلة حارقة يطرحها أفاية، وهو رجل الأسئلة بامتيازٍ، من قبيل هذا التردّد والتهيبّ الذي طبع الثقافة المغربية لكي تكون حداثية. هل مردّه إلى الطبيعة الأرتودوكسية والتقليدية للثقافة المغربية العالمة؟ أم مردّه إلى مشكل معرفيّ إزاء المتخيَّل؟ لماذا لم ينتج المغرب مبدعين تركوا آثارا عميقة في الذاكرات والعقول، وبخاصة في المجال الفني؟ وأسئلة غيرها تستفز الباحث والمثقف معا. غير أن أسئلة تنطوي، بكل تأكيد على عناصر الإضاءة. سؤال المغرب باعتباره «سؤالا» للفن والإبداع. لماذا تتعثّر الحداثة المجددة جراء مقاومة رمزية ومؤسساتية، بل وسياسية أيضا. لمحاولة إيجاد عناصر الإجابة، يعود أفاية إلى تاريخ المغرب، الماضي وامتداداته في الحاضر، متسائلا عن الوضع الاعتباري للثقافة المغربية في تجلياتها الإبداعيّة، وذلك على الرّغم من معضلة ندرة المراجع والوثائق والأرشيفات، بل وانعدامها في هذا الباب، ولا سيما تلك المتعلقة بالأنماط التعبيرية السردية والشعرية والنثرية والأدب الشفهي والأساطير الخ. وحتى في حالة وجودها، فإنها تُقدم وتوصف من منظور التأويل الرسمي (عبد الله كنون، عباس الجراري). هذا فضْلا عن غياب دراسات تتعلق بالتاريخ الاقتصادي والاجتماعي للمغرب. وهي الوضعية التي يطلق عليها عبد الله العروي «سوء حظ» المغرب العربي ككل في هذا الجانب. وبالتالي فإنّ ما نعرفه عن الإنتاجات السردية والتخييلية يحملنا على القول، في نظر الأستاذ أفاية، إنّ الخيال لمْ يكن يحظى سوى بوضعية هامشيّة جدا في جميع السياقات. يعتبر أفاية أنّ ثقافة النخبة الماضي كانت منخرطة أساسا ضمن استراتيجية إعادة إنتاج المنظومة الفقهية والدينية التي تتبناها الدولة، وما يستتبعها من أفكار ومناهج تقليدية. فمنذ عهد الأدارسة وصولا إلى منتصف القرن العشرين، تمّ احترام هذه المنظومة، ولا سيما في البرامج التعليمية، رغْم الاختلافات الطفيفة في الاستراتيجيات السياسية بين مختلف الملوك. لذلك، فمن بين الخُلاصات الهامة في الكتاب هي أنّ المغرب، في عَقد الستينيات، أضاع فرصة تاريخية للنهضة الثقافية، باعتباره عَقدا شكّل مختبرا حقيقيا للحداثة «المغربية». ذلك أن الروايات والقصائد والأغاني والمسرحيات والأفلام واللوحات والكتابات النقدية الأولى، عبّرت بقوّة عن وجود تعبير ذاتيّ يبحث عن الإثبات والاعتراف. غير أنها للأسف وجدت نفسها مُعاقة ومختَنقة عن طريق مختلف أشكال العنف الاستبدادي. فالسياق السياسي لتلك المرحلة أدّى إلى إعلان الحرب على الفكر الحداثي وعلى الإبداع والثقافة الحداثييْن. واليوم، فإنّ الأجيال الحالية، في نظر أفاية، تؤدّي ثمن هذه الاستراتيجيّة التي نهجتها السلطة السياسية خلال سنوات الرصاص غاليًا. فهل يمكن للاندفاعات الإبداعيّة أن تتشكّل وتظهر بدون أن تصفّي حساباتها مع مختلف ضُروب الممنوعات، الواعية وغير الواعية، الموضوعية والذاتية، التي تعمل على شلّ روح الإبداع؟ وبالفعل، فمنذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، انطلق المغرب من خلال تأكيد إبداعه في مجال الكتابة الروائية، كما أن المرأة الكاتبة شرعت في التعبير عن هواجسها وقلقها وآمالها. وبالموازاة مع ذلك ظهر جيل جديد من السينمائيين الذين انخرطوا في مغامرة التخييل.