دعا أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى استحضار المنسي من تاريخ المغرب لجعله بلدا للانفتاح، ما يساعد على تحصينه من كل نعرات التطرف والعصبية، وهي رسالة اعتبرها المستشار الملكي موجهة إلى الشباب المغربي. وقال مستشار الملك، السبت، بالرباط، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لندوة دولية درست موضوع "تومليلين.. عودة إلى فضاءات الحوار والنقاش"، إن تومليلين شكلت، خلال منتصف الخمسينات من القرن الماضي والسنوات التي تلتها، فضاء استثنائيا يحتفي بإيثار وتنوع المجتمع المغربي، ويكرس الروح التعددية والحوار. وأضاف أزولاي في الندوة التي نظمها أرشيف المغرب ومؤسسة ذاكرة من أجل المستقبل، أن فضاء دير تومليلين، بإقليم أزرو المغربي، كان يجمع الفرنسيين بالمغاربة في الخمسينات من القرن الماضي من أجل الحوار، خلال فترتي الاستعمار والاستقلال، وبذلك ساهم في بناء نموذج المغرب المنفتح الذي كسر الخوف من خطر صدام الديانات أو الثقافات، لأنه كان يجمع بين أبناء الديانة المسيحية والإسلام واليهودية. وتابع المستشار الملكي أمام فعاليات الندوة، أن الرسائل الملكية التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد الخامس، جد العاهل الحالي محمد السادس، للندوات واللقاءات التي كانت تنظم في فضاء "تومليلين"، وحضور الحسن الثاني فيها، وهو لا يزال وليا للعهد آنذاك، بحضور شخصيات مهمة، كانت رسائل تفيد بأن المغرب "هو بلد الانفتاح على الآخر، على الرغم من أنه كان حديث عهد بالاستقلال، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاطلاع على الأفكار الكونية". وخلص أزولاي إلى أن بلده المغرب، وبفضل انفتاحه واحترامه للآخر، نجح في مقاومة كل الانحرافات ومحاولات الانغلاق والتطرف. وأضاف أنه "بلد يتوفر على تاريخ من التنوع الثقافي وقبول الآخر، جعله "قادرا على مواجهة الخوف والرعب الذي يحاول البعض زرعه في مختلف دول العالم"، معبرا عن اعتزازه بفضاء دير تومليلين، الذي كانت تنظم فيه ندوات ولقاءات تجمع بين الفرنسيين والشباب المغربي، خصوصا من أعضاء الحركة الوطنية، لمناقشة قضايا الأدب والفكر والتاريخ. للإشارة فإن فعاليات الندوة نظمت مجموعة من الأنشطة الفنية الموازية على مدى عدة أيام، بهدف تمكين الشباب المغربي من الإلمام بما تختزنه ذاكرة دير تومليلين، كفضاء رحب للتحاور والانفتاح، تشجيعا لمبادرات مماثلة ستتكرر في المغرب وخارجه.