سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قطع 3 آلاف كيلومتر من فرنسا إلى المغرب مرورا بسويسرا وإسبانيا اللاعب والعداء مصطفى فكري يجمع 8 آلاف أورو لدعم تمدرس الأطفال المغاربة المصابين بالثثلث الصبغي
سلّم الرياضي والعداء مصطفى فكري، المغربي الأصل، المقيم حاليا بالديار السويسرية، والذي كان يمارس كرة القدم في فريق صفوف ميتز الفرنسي قبل أن يتحول إلى عالم العدو والماراطونات، أول أمس السبت بالدارالبيضاء، شيكا بمبلغ 8 آلاف أورو إلى الجمعية الوطنية لمستقبل غير المندمجين مدرسيا «أناييس»، الكائن مقرها بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، وهي حصيلة التبرعات التي استطاع هذا المواطن المغربي وجمعيته «فريق القلب» الفرنسية، جمعها من عدد من الفعاليات التي دعّمت فكرة قطعه مسافة 3 آلاف كيلومتر راجلا على امتداد 36 مرحلة، تجاوز خلالها ركضا على مدى حوالي شهر و 5 أيام ما مجموعه 70 كيلومتر يوميا، انطلاقا من باريس الفرنسية ذهابا صوب سويسرا، ثم العودة إلى فرنسا عبر مدن كأوكسير، نانسي، ستراسبورغ، جنيف، إكسلبان، بوردو، تولوز، ومن هناك صوب إسبانيا وصولا إلى المغرب وتحديدا إلى محطته النهائية بالعاصمة الاقتصادية، بهدف التحسيس والتوعية بدعم حاجيات الأطفال المغاربة الذين يعانون من الثثلث الصبغي والمساهمة في تمدرسهم، وهو ما أمكن تحقيقه في خطوة أولية بهذه المبادرة الرمزية التي دعمّها فاعلون أجانب من البلدان التي قطعها مصطفى، في حين لم تجد صداها عند المغاربة المقيمين هناك رغم التعاطي الإعلامي مع هذا الشكل التضامني النبيل. مصطفى فكري الذي شارك في 63 ماراطونا عبر العالم، ضمنها ماراطونات كبيرة كما هو الشأن بالنسبة لنيويورك، أمستردام، لندن، باريس، فلورانس، اليابان، أستراليا، وغيرها، وجّه الشكر من الدارالبيضاء إلى أعضاء جمعية «فريق القلب»، وإلى كل من دّعم وساهم في هذه المبادرة الإنسانية، التي لم تكن باليسيرة، والتي لأجل توفيره مدتها الزمنية اضطر لاقتطاعها انطلاقا من أيام عطله وذلك على حساب أسرته الصغيرة التي رافقته مشواره، مشددا على أن ابتسامة ونظرة بريئة من الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية تُذهب كل تعب وعناء، وتزيد من حجم الإصرار في تقديم مايمكن إنقاذه لهذه الفئة البريئة التي تحتاج إلى الاحتضان، مناشدا كل الفاعلين من مختلف المشارب والفئات إلى منح ساعة من وقتهم لفائدة هؤلاء الأطفال وللعمل الاجتماعي والحرص على بلورة ثقافة التضامن فيما بين الجميع. العداء والفاعل الجمعوي مصطفى فكري، أكد خلال كلمة له بمناسبة تسليمه للمبلغ المتبرع به ل «أناييس» على أن هذه الخطوة هي مجرد بداية ستتلوها شراكات وأشكال متعددة من التعاون والدعم ما بين جمعية فريق القلب الفرنسية وأناييس المغربية، هاته الأخيرة التي أكد رئيسها عمر العمراني، عن اعتزاز كل أعضاء الجمعية، أطفال ومشرفين وأطر بالمبادرة، موجهين الشكر لكل من ساهم في إنجاحها سواء من قريب أو بعيد، معربا عن أمله في أن تكون خطوة أولى في درب للشراكة بين الجمعيتين غايتها خدمة هذه الفئة التي تعوز الإمكانيات دون تلبية احتياجات كافة المرضى.