نجحت جمعية المواهب الشابة للسينما والمسرح في استقطاب جمهور غفير من الشباب ذكورا وإناثا لتتبع أنشطة الدورة الرابعة لملتقاها الوطني « أيام فاس للتواصل السينمائي « ، خصوصا بالمركب الثقافي « الحرية « الذي امتلأت جنباته عن آخرها في حفلي الإفتتاح (الجمعة 2 أكتوبر مساء) والإختتام (الأحد 4 أكتوبر مساء) وما بينهما (السبت 3 أكتوبر مساء) . وهكذا تميز حفل الإفتتاح بفقراته التنشيطية ووصلاته الكوميدية والغنائية المتنوعة ، التي تخللها احتفاء تكريمي بالممثل والمخرج إدريس الروخ ، كما تميز بكلمات الجهات المنظمة والداعمة واستقبال ضيوف الملتقى بالتصفيق والحفاوة والتعريف بالأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية ومخرجيها واختتام هذا الحفل بعرض الفيلم القصير « الصوت المزدوج « من إخراج إدريس الروخ ورشيد زكي . أما حفل الإختتام فقد شهد ، بالإضافة إلى فقراته الفنية (غناء ورقصا) والتنشيطية ، الإعلان عن الأفلام القصيرة الفائزة بجائزة المسابقة الرسمية الوحيدة . فمن بين الأفلام الثمانية التي تم انتقاؤها من بين 24 فيلما للتباري على هذه الجائزة فازت الأفلام الثلاثة التالية مناصفة بجائزة دورة 2015 وقيمتها المالية 5000 درهم : « العدد 13 « من إخراج لخضر الحمداوي من وجدة و « الإغراء الأخير « من إخراج إدريس بوصرحان من تطوان و « غودباي سينما « من إخراج معدان الغزواني من المحمدية . ومعلوم أن الأفلام الأخرى المشاركة في المسابقة التي لم يحالفها الحظ للفوز قد بلغ عددها خمسة وهي : « مفارقة « لمحمد حاتم بلمهدي من مكناس و « أناروز « للمصطفى أوكويس من خريبكة و» الصندوق « لإدريس صواب من الدارالبيضاء و « عودة الكتاب « ليزيد القادري من الرباط و « سنة حلوة يا أنا « لهشام الغفولي من فاس . وقد لاحظ المتتبعون أن مستويات كل هذه الأفلام المتبارية الثمانية متقاربة إبداعيا رغم التفاوت الملحوظ في الإمكانيات التقنية والفنية من فيلم لآخر . وبما أن المشاركين أنفسهم هم الذين شكلوا لجنة تحكيم المسابقة من خلال اختيار كل واحد منهم لأحسن فيلم (باستثناء فيلمه) بشفافية أمام جمهور حفل الإختتام ، فقد عكست نتيجة اختيارهم مستواهم الفني والإبداعي وميولات كل منهم إلى فيلم دون آخر . بالإضافة إلى حفلي الإفتتاح والإختتام شهدت القاعة الكبرى للمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بفاس ، عشية السبت 3 أكتوبر ، تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع « الممثلون المغاربة ومسألة التواصل بين الأجيال « أدارها الناقد إبراهيم الزرقاني (المنشط الثقافي بالمعهد الفرنسي بفاس) وشارك فيها قيدوم الممثلين بفاس محمد عز العرب الكغاط والممثل المخضرم إدريس الروخ والممثلتين الشابتين نجاة خير الله ومريم باكوش بالإضافة إلى الأستاذة والفنانة نادية برشيد (إبنة الرائد والمنظر المسرحي الكبير الاستاذ عبد الكريم برشيد) خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط . وقد تحدث كل منهم عن تجربته الشخصية في التعامل مع مختلف أجيال الممثلين المغاربة والأجانب ، وأكدوا جميعا أن التواصل بين الممثلين الرواد والمخضرمين والشباب حاصل لكن بدرجات مختلفة تتفاوت حرارتها من ممثل لآخر . ومما أغنى النقاش في مسألة التواصل بين الممثلين المغاربة تدخلات الجمهور النوعي الذي حضر أشغال هذه المائدة المستديرة ومعظمه من الشباب والطلبة والجمعويين والفنانين والمهتمين بالسينما والمسرح وغيرها من فنون الفرجة . وبعد اختتام المائدة المستديرة مباشرة تم تقديم كتاب « إدريس الروخ : ولد البلاد « من طرف الناقد والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي ، الذي نوه بمبادرة الفنان الروخ في توثيق تجربته الفنية عبر هذا الكتاب الجماعي الذي توزعت مواده بين البورتريهات والشهادات والدراسات بأقلام ثلة من الفنانين والنقاد والصحافيين وغيرهم . وقبل حفل الشاي الذي اختتمت به الأنشطة المقامة بمديرية الثقافة وقع إدريس الروخ مجموعة من نسخ الكتاب . تميز أيضا يوم السبت 3 أكتوبر ليلا بعرض أفلام المسابقة الرسمية الثمانية دفعة واحدة ، بالمركب الثقافي الحرية ، في شروط تقنية جد ملائمة وبحضور جماهيري مكثف . كما احتضن المعهد الخاص للسينما والتلفزيون ، الذي فتح أبوابه هذا الموسم بفاس ، ثلاث ورشات تكوينية في السيناريو (من تأطير يوسف آيت همو) والإخراج (من تأطير أمين صابر) والقراءة الفيلمية (من تأطير محمد منصف القادري) لفائدة مجموعة من المهتمين الشباب بالإضافة إلي المخرجين المشاركين بأفلامهم في المسابقة الرسمية وذلك على امتداد يومين (السبت والأحد صباحا) . ونظمت بعد زوال يوم الأحد 4 أكتوبر جولة سياحية بالمدينة العتيقة لفائدة ضيوف الملتقى . تجدر الإشارة في الأخير إلى أن الملتقى الوطني الرابع « أيام فاس للتواصل السينمائي « من تنظيم جمعية المواهب الشابة للسينما والمسرح بدعم من لجنة دعم المهرجانات والتظاهرات السينمائية (المركز السينمائي المغربي) والجماعة الحضرية لفاس وبتعاون مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ومديرية وزارة الثقافة والمعهد الفرنسي والمعهد الخاص للسينما والتلفزيون بفاس وجهات أخرى .