أكد محمد بن عبد القادر، المسؤول الاتحادي وعضو وفد أحزاب اليسار الذي يقوم بزيارة إلى السويد، أن نائب رئيس البرلمان السويدي أكد لأعضاء الوفد بأن الحكومة السويدية لا يمكن أن تعترف بأي كيان إلا إذا استوفى المعايير اللازمة للاعتراف به كدولة. من جهتها أكدت نبيلة منيب رئيسة الوفد أن اللقاء الذي جمع أعضاء الوفد مع كاتبة الدولة في الخارجية أنيكا سودير تم في جو من الثقة والتفهم مما يعتبر مؤشرا على استعداد سويدي لتطوير العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين وعكست هذه التصريحات المنحى الإيجابي الذي سارت فيه مختلف اللقاءات التي عقدها الوفد المغربي مع مختلف المسؤولين في السويد، لشرح وجهة نظر المغرب من قضية الصحراء. وفي هذا الإطار أكد النائب الأول لرئيس البرلمان السويدي، توبياس بيلستروم، أن بلاده تدعم المسلسل الجاري تحت رعاية الأممالمتحدة الرامي إلى التوصل لتسوية سياسية لقضية الصحراء. وقال المسؤول الرفيع في التجمع المعتدل (وسط- اليمين )، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب لقائه بمقر البرلمان بوفد أحزاب اليسار إن "السويد تدعم المسلسل الجاري تحت إشراف الأممالمتحدة». وأوضح في رده على طلب توضيحات بشأن موقف بلاده من قضية الوحدة الترابية للمملكة، أنه بالنظر الى واقع الأمر على الأرض، فإن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية المزعومة "غير وارد في الوقت الراهن». وبعدما ذكر بأن رد وزيرة الشؤون الخارجية السويدية على سؤال حول الصحراء المغربية أمام البرلمان «كان واضحا»، أكد بيلستروم أن " اتخاذ قرار بهذا الخصوص يعود الى الحكومة. حتى وإن قدم تصريح من قبل البرلمان أو لجنة برلمانية ، فإن الاعتراف بكيان ما أو عدمه يبقى من صلاحية الحكومة". وتابع المسؤول ذاته أنه بالنسبة للوزيرة " فإن الشروط غير متوفرة للاعتراف في الوقت الراهن "، موضحا أنه بالنسبة لحزبه " فإنه من المهم جدا الدفاع عن المبدأ الذي بموجبه يخول للحكومة لوحدها، اتخاذ قرارات من هذا القبيل. البرلمان ليس له أي دور في ما يتعلق بالاعتراف، الامر يدخل ضمن صلاحيات الحكومة». وبخصوص زيارة الوفد المغربي للسويد، أكد بيلستروم أن بلاده تربطه "علاقات صداقة عريقة" مع المغرب. وأجرى وفد أحزاب اليسار المغربي، خلال اليوم الثاني من زيارته إلى السويد، والتي بدأها الإثنين، بمقر البرلمان السويدي، سلسلة من اللقاءات مع قادة سياسيين ونواب يمثلون مختلف التوجهات في المشهد السياسي بهذا البلد. وتطرق الوفد المغربي مع مسؤولي أحزاب اليسار واليمين السويدييين، مستجدات موقف ستوكهولم حول قضية الصحراء وكذا الجهود التي تبذلها المملكة في ما يتعلق بتعزيز الديمقرطية والتنمية السوسيو اقتصادية رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان السويدي كنيث ج.فورسلاند، عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، أكد بهذا الخصوص أن بلاده "ليست حاليا على وشك اتخاذ موقف في هذا الاتجاه أو ذاك" بخصوص موضوع الصحراء، معبرا عن "اندهاشه" للمدى الذي اتخذته هذه القضية التي برزت، حسبه، بناء على "شائعات". وردا على طلب لتوضيح نهائي بشأن ما إذا كان البرلمان سيتخذ قرارا بخصوص قضية الصحراء أم لا، اكتفى بالقول مرة أخرى "إن مسألة الاعتراف من صلاحيات الحكومة وهي (الحكومة) ليست حاليا بصدد اتخاذ قرار في هذا الاتجاه أو ذاك وليس قبل ربيع السنة المقبلة». وأضاف "وأشك في أن يتخذ هذا القرار حتى في هذا التوقيت بالنظر إلى أنه ستكون هناك حاجة لمسلسل من الحوار السياسي بعد أن يتم استكمال عملية التقييم هذه». وتابع نائب الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم منذ سنة 2014 "لا أعتقد أننا سنرى نهاية لهذا النقاش على الأقل على المدى القصير». وقال "ندعم مسلسل السلام الأممي وعمل مبعوث الأممالمتحدة كريستوفر روس، وبالتأكيد نريد أن نرى حلا سلميا لهذا النزاع الذي استمر لفترة طويلة، وأعتقد، حتى أكون صادقا، أنه سيستمر لبعض الوقت». وقال إننا "سنباشر مسلسلنا في الوقت الراهن وسنرى ما هي خلاصات العمل (التقييم) الذي تمت مباشرته"، مذكرا بأن «الحكومة السابقة اعتبرت أن لا وجود لشروط مسبقة ضرورية ليتاح للسويد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية كدولة ذات سيادة وسنرى ما هي نتائج العمل الجاري». وبخصوص فحوى مباحثات لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان السويدي مع الوفد المغربي، أبرز كينيث ج. فورسلاند أن النقاشات كانت «صريحة ومنفتحة". وفي سؤال حول تغير محتمل لموقف بلاده حول هذه القضية، أجاب إنه «لا يرى تغيرا في المستقبل القريب».