أعلن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الأخ إدريس لشكر، بما لايدع مجالا لأي تأويل، موقف قيادة هذا الحزب، من المسلسل الانتخابي الذي عرفته بلادنا، حيث عرض في الندوة الصحفية التي نظمها أول أمس، قرارات ترتبت عما سجله الحزب من تزوير وغش في هذه الانتخابات، ليضع حدا فاصلا بين المصداقية والانتهازية، في التعامل مع المشهد السياسي. وبالإضافة إلى ماسجلته مختلف تنظيمات الحزب من انتهاكات وخروقات، قال إنها ستصدر في كتاب أبيض، فإنه رجع أيضا لتصريحات رئيس الحكومة، التي تلمح إلى عمليات الغش، واستعمال أموال المخدرات، في الانتخابات، بالإضافة إلى التصريح الأخير، لأحد الوزراء في الحكومة، وهو أمين عام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي اعتبر أن 70 بالمئة ممن فازوا في كل الاستحقاقات منذ ماي إلى انتخابات مجلس المستشارين، حصلوا على ذلك بالرشوة الانتخابية. لذلك، اعتبر هذه الانتخابات باطلة، لأنها مغشوشة، من مبتدئها إلى منتهاها، وأضاف: «يؤسفنا أن نقول ذلك، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه تنفيذ الالتزامات التي وردت في مسلسل الإصلاح الدستوري». انطلاقا من هذه المعطيات، فإن الكاتب الأول، أعلن الرفض المطلق لكل النتائج المترتبة عن هذا المسلسل المغشوش، والاستعداد للطعن فيها بكل الوسائل القانونية، حيث صرح «لن ندّخر وسعا في فضح هذه المهزلة التي تحصل ببلادنا، في الوقت الذي كان فيه الشعب المغربي والرأي العام الدولي، ينتظر أن يقدم المغرب نموذجا في الانتقال الديمقراطي في منطقته العربية والمغاربية». و ذكر بأن مثل هذه الممارسات ليست جديدة في المغرب، بل سبق أن عاشها الحزب، في سنوات الرصاص وما تلاها، غير أن صموده في مواجهة الغش الانتخابي، كان نموذجا في الاختيار الديمقراطي، الذي لم يتراجع أو يستسلم، بل واصل النضال، رغم كل ما حصل من فبركة لأغلبيات مخدومة، وما عاناه الحزب من أشكال فظيعة لتزوير الإرادة الشعبية. كما أكد أن التحضير لاجتماعات الهياكل الجهوية والإقليمية والقطاعية للحزب، يدخل في أفق عقد اجتماع هيئته التقريرية، من أجل التداول في كل البدائل الممكنة لمواجهة هذا الواقع، حيث سيقدم المكتب السياسي برنامجا سياسيا وخطة تنظيمية، كمقترح لمواصلة النضال من أجل البناء الديمقراطي، وفتح الباب أمام كل المشاريع الجدية لرص صفوف الحزب، وتجاوز الصراعات الجانبية، التي لا تخدم سوى خصوم الديمقراطية. وأدان الأخ إدريس لشكر ما أسماه «بالعمل الدنيء»، الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام، التي لا شغل لها إلا الإساءة لصورة الحزب وقيادته، في عمل ممنهج، مرافق لمحاولات الهيمنة على المشهد السياسي، بوسائل حقيرة. وختم تصريحه في هذا الصدد، «سينتقل حزبنا من مجرد إدانة هذه الوسائل المأجورة إلى تسمية الأسماء بمسمياتها، لفضح من يقف خلفها». * تفاصيل هذه الندوة الصحافية، ستنشر في عدد الغد