قال إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على الانتخابات التي عرفتها البلاد مؤخرا انتخابات باطلة لأنها مغشوشة، من مبتدأها إلى منتهاها معلنا أن الحزب لن يذخر وسعا في فضح هذه المهزلة التي حصلت في البلاد في الوقت الذي كان الشعب المغربي والرأي العام الدولي ينتظر أن يقدم المغرب نموذجا في الانتقال الديمقراطي في منطقته العربية والمغاربية قال إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على الانتخابات التي عرفتها البلاد مؤخرا انتخابات باطلة لأنها مغشوشة، من مبتدأها إلى منتهاها. وأعلن الكاتب الأول للحزب الذي كان يتحدث في ندوة صحفية أمس بالمقر المركزي للحزب على رفض الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لكل النتائج المترتبة عن هذا المسلسل المغشوش، وعدم الاعتراف به، مضيفا في السياق ذاته على أن الحزب لن يذخر وسعا في فضح هذه المهزلة التي حصلت في البلاد في الوقت الذي كان الشعب المغربي والرأي العام الدولي ينتظر أن يقدم المغرب نموذجا في الانتقال الديمقراطي في منطقته العربية والمغاربية. وذكر لشكر أمام الصحافة الوطنية والدولية أن مثل هذه الممارسات ليست جديدة في المغرب، بل سبق أن عاشها الحزب، في سنوات الرصاص وماتلاها، غير أن صموده في مواجهة الغش الإنتخابي، كان نموذجا في الاختيار الديمقراطي، الذي لم يتراجع أو يستسلم أو ترك دفة السفينة، متهربا من مسؤوليته، بل واصل النضال، رغم كل ما حصل من فبركة لأغلبيات مخدومة، وما عاناه الحزب من أشكال فظيعة لتزوير الإرادة الشعبية، حتى ونحن مساهمين في تدبير الشأن العام. وفي نفس الاتجاه شدد لشكر على أن هناك إجماع على أن الانتخابات برمتها فاسدة مذكرا في هذا السياق بتصريحات رئيس الحكومة، التي تلمح إلى عمليات الغش، واستعمال أموال المخدرات، في الانتخابات، بالإضافة إلى التصريح الأخير، لأحد الوزراء في الحكومة، وهو أمين عام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي اعتبر أن 70 في المائة ممن فازوا في كل الاستحقاقات منذ ماي إلى انتخابات مجلس المستشارين، حصلوا على ذلك بالرشوة الانتخابية. وكذا تصريح رئيس المجلس الوطني للحزب الحاكم بأنه يعرف مرشحا نفق مليارا. كما ذكر بنفس المناسبة ببلاغ أحزاب المعارضة يوم 5 شتمبر2015، الذي كان واضحا في هذا الشأن، حيث أعلن رفضه التام للممارسات الخطيرة، التي عرفتها هذه الإستحقاقات، طيلة يوم الاقتراع، من «تجاوزات وخروقات خطيرة، أكدت أن الحكومة لم تكن مؤهلة، بالمرة، لتحمل مسؤولية الإشراف على انتخابات نزيهة». ووصف هذه الانتخابات بكونها «ذبحا للديمقراطية، وتكريسا لنهج الغش الإنتخابي». وابرز لشكر بنفس المناسبة على أن الحزب منكب على التحضير لاجتماعات الهياكل الجهوية والإقليمية والقطاعية للحزب، في أفق عقد اجتماع هيأته التقريرية، من أجل التداول في كل البدائل الممكن لمواجهة هذا الواقع، حيث سيقدم المكتب السياسي برنامجا سياسيا وخطة تنظيمية، كمقترح لمواصلة النضال من أجل البناء الديمقراطي، وفتح الباب أمام كل المشاريع الجدية لرص صفوف الحزب، وتجاوز الصراعات الجانبية، التي لا تخدم سوى خصوم الديمقراطية، والحسم نهائيا مع السيبة. كما شدد لشكر على أن الحزب لديه وعي تام بالعمل الدنيء الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام، من ريع السياسة وبعض المتعيشين التي لا شغل لها إلا الإساءة لصورة الحزب وقيادته، في عمل ممنهج، مرافق لمحاولات الهيمنة على المشهد السياسي، بوسائل حقيرة ملفتا النظر على الحزب سينتقل من مجرد إدانة هذه الوسائل المأجورة إلى تسمية الأسماء بمسمياتها، لفضح من يقف خلفها. واستعرض الكاتب الأول للحزب كل المراحل التي مرت منها هذه الانتخابات التي عرفتها البلاد ابتداءا من اللاوائح الانتخابية التي شطبت على الآلف من الناخبين ، وما رفقها من تحضير متسرع ومرتبك تتحمل الحكومة المسؤولية فيه، ما جعل البلاد أن تحصل على مؤسسات منتخبة هشة وممارسات شابت العملية الانتخابات لم يسبق لها مثيل في تاريخ الانتخابات المغربية. وأوضح الكاتب الأول على أن سلطة المال والرشوة وشراء ذمم المرشحين والناخبين الكبار، تمكنت في فبركة المؤسسات المنتخبة, وبالتالي الحصول على مؤسسات هشة، وذبح الديمقراطية في الوقت الذي كان منتظرا فيه تنفيذ الدستور بالمغرب ليرتقي بالتطور الديمقراطي بالبلاد. وأكد لشكر على أنه قبل وبعد إنطلاق الحملة الإنتخابية، لإستحقاقات الجماعات المحلية والجهوية، عادت عجلة التاريخ بالمغرب، سنوات إلى الوراء، فقد عاش المغاربة أجواء كانوا يعتقدون أنهم طووا صفحتها إلى الأبد، منذ حكومة التناوب، لكن للأسف لم يكن الإعتقاد صحيحا، فقد خرج الوحش من قمقمه مرة أخرى، ليرسم خارطة الغش والفساد، المتعدد الأوجه، ويذبح الديمقراطية من الوريد إلى الوريد. وتحدى الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي وزيري الداخلية ووزير العدل والحريات فيما يتعلق بالاعتقال الذي تعرض له وكيل لائحة الحزب بمدينة جراد، أن لن يكون ذلك الاعتقال إلا مجرد تفويت للفرصة على وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي الذي كانت له حظوظ وافرة للظفر بمقاعد مهمة في الانتخابات بالمدينة. وفي السياق ذاته وصف لشكر هذه الانتخابات «بالمعضلة الكبيرة»، باعتبار أن الحزب اعتقد على أن البلاد كانت قد تجاوزت مثل هذه الممارسات التي كانت تتدخل فيها السلطة من أجل تغيير نتائج الانتخابات وتزويرها، إلا انه الواقع في هذه العمليات الانتخابية فنذت هذا الاعتقاد وأكدت على أن حياد السلطة لم يكن حيادا سلبيا. وفي معرض رده على أسئلة الصحافة قال إدريس لشكر على أن الرهان السائد لدى بعض الخصوم السياسيين سواء في الداخل أو الخارج هو اندحار الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في هذه الاستحقاقات، لكن بالرغم من المناورات والدسائس والمكائد التي حيكت ضد لحزب هنا أو هناك تمكنا داخل الاتحاد أن نظم استمرار تواجد الحزب وبالرجوع للأرقام ومقارنتها مع سنوات الاستحقاقات السابقة فالحزب فقد في سنة 203 إلى 2009 أزيد من 300 ألف صوت إلا انه من سنة 2009 إلى يومنا هذا فالاتحاد الاشتراكي لم يفقد سوى 100 ألف صوت، ثم في آخر انتخابات تشريعية فقد حصل الحزب على 400 ألف صوت لكن اليوم في هذه الاستحقاقات فقد حصل على أزيد 566 ألف صوت. و أكد لشكر على أن الحزب سيقدم كتاب أبيض يتضمن عدد من المعطيات والأرقام التي تخص الحزب بعد القيام بدراسة علمية تقف علة مكامن القوة والضعف، بعد تقييم موضوعي وميداني حسب الأرقام. وردا على كل الادعاءات التي تتهم الاتحاد الاشتراكي بأنه خسر عدة مواقع بالمدن التي كانت تعتبر أحد القلع الاتحادية قال لشكر على أن الاتحاد لم يكن متواجدا لا في الرباط ولا في مراكش ولا في طنجة ولا في عدد من المدن مسدتركا في رده هذا على أن الاتحاد الاشتراكي خرج من هذه المدن مع انتهاء حكومة التناوب بحيث كانت الآمال و الانتظارات الشعبية للمغاربة كبيرة. واضاف لشكر في رد على أسئلة الصحافة ارتباطا بالانتقادات التي توجه للعلى أن هذا الخسران للمواقع الانتخابية يريد البعض أن يستغله كريع سياسي وذلك مرتبط بعدد من الذاتيات المتعلقة بهؤلاء، مبرزا على أن محمد الخصاصي الذي يتحذث اليوم على نتائج انتخابات الحزب نذكره على أن الحزب خرج من مراكش منذ أن كان هذا الأخير برلمانيا بهذه المدينة ولا زلنا نؤدي تمن تجربته، وذكر محمد الأشعري هو الآخر بأن بالنتيجة التي حصل عليه في الانتخابات التشريعية بمدينة زرهون التي لم يحصل الحزب فيها على العتبة، كما توجه لجمال أغماني المحسوب على الحزب الجديد المزمع تأسيسه أنه هو الآخر لم يحصل على العتبة في الانتخابات البرلمانية بمدينة سلابعد حكومة التناوب. وكشف لشكر على أن قيادة الحزب قد قامت بزيارة للكتاب الأولين السابقين للحزب خلال الأسبوع الفارط عبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي وعبد الواحد الراضي في إطار التحضير للذكرى الخمسين لاغتيال الشهيد المهدي بنبركة التي يتهيأ الحزب للاحتفال بهذا كيوم للوفاء الذي سبق أن نظمه بمدينة الدارالبيضاء ثم السنة الماضية بمدينة مكناس، وكل ذلك من أجل استنهاض كل القوات والارادات ذات النية الحسنة لخدمة الحزب واسترجاع هوجه .