لم يستسلم فريق العمل المكلف بتنزيل مضمون وروح اتفاقية الشراكة التي تجمع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بطنجة / تطوان، لسوء أحوال طقس الدخول المدرسي بالجهة، بل اختار عضوات وأعضاء هذا الفريق، ركوب كل الصعاب، مادية كانت أو ثقافية أو زمانية، مساهمة منهم بجانب باقي الشركاء والمتدخلين، في تأهيل وتسميد تربة المدرسة العمومية بشمال المملكة، لجعلها فعلا مدرسة للإنصاف وتكافؤ الفرص. من أجل ربح هذا الرهان الحقوقي، وعلى امتداد يوم كامل ، انكب يوم الخميس فاتح أكتوبر 2015 بمقر الأكاديمية بتطوان، فريق عمل جمع حول نفس المائدة ممثلي وممثلات اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال، وأطرا بالأكاديمية الجهوية بطنجة / تطوان، (انكب) على صياغة برنامج عمل طموح يرمي إلى تحويل فضاءات المدرسة العمومية بالجهة خلال هذا الموسم الدراسي، إلى مشتل لإنبات وغرس قيم المواطنة وحقوق الإنسان. وهكذا من المنتظر أن يترأس مدير أكاديمية التربية والتكوين ورئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان يوما دراسيا يحضره نواب الوزارة بنيابات التعليم بالجهة، وأعضاء وعضوات المؤسسة الحقوقية بالجهة لضخ دماء جديدة في شرايين اتفاقية الشراكة التي تجمع الطرفين منذ ثلاث سنوات كما تمت المصادقة على تنظيم حفل حقوقي مطلع شهر نونبر المقبل، احتفاء بأندية المواطنة وحقوق الإنسان الفاعلة بالمؤسسات التعليمية المتفوقة في المباراة الحقوقية في نسختها الثانية التي عاشت أجواءها ثانويات وإعداديات بالجهة خلال الموسم الدراسي الفارط . على نفس المنحى، ومن أجل الرفع من وتيرة منسوب ثقافة المواطنة ، تقرر تنظيم قافلة حقوقية تجوب نيابات التربية والتعليم السبع ، تؤطرها شعارات تلامس تحديات كل إقليم على حدة (الحق في التعليم لأطفال المهاجرين والمهاجرات، الهدر المدرسي في وسط الفتيات، العنف المدرسي،......). ولضمان الانخراط الإيجابي لمختلف المتدخلين في هذا الورش الحقوقي، تمت جدولة جملة من اللقاءات التواصلية والدراسية مع رؤساء المؤسسات التعليمية، ومنسقي ومنسقات أندية المواطنة وحقوق الإنسان، وجمعيات أمهات وآباء التلاميذ... الاجتماع توقف كذلك عند ظاهرة العنف بالوسط المدرسي، التي أصبحت تقلق بال أسر التلاميذ والأطر التعليمية والأمنية، لذلك تقرر تفعيل المراكز الإقليمية لرصد العنف بالوسط المدرسي التي من المفروض أن تكون مهيكلة بكل نيابة تعليمية حسب منطوق المذكرة الوزارية (الدليل) في الموضوع. ولأن الحق في التعليم لا يمكن حرمان أي طفل منه مهما كانت الأسباب، ولأنه لهذا السبب أو ذاك تحتضن مراكز حماية الطفولة بالجهة مجموعة من الأطفال في خلاف مع القانون، فقد تقرر تسليط الضوء على واقعهم، والعمل كل من زاويته على ضمان حقهم في متابعة الدراسة. برنامج بهذه الكثافة من الأنشطة الرامية إلى إعداد مغربي ومغربية الغد، المتملك(ة) لثقافة حقوق الإنسان، المتشبع(ة) بقيم المواطنة، يتطلب تعزيز قدرات من يوجد في علاقة تماس يومية بالتلاميذ والتلميذات (الأطر الإدارية ومنسقي ومنسقات الأندية التربوية الحقوقية، وجمعيات أمهات وآباء التلاميذ)، وهو ما استقر رأي فريق العمل المجتمع بمقر الأكاديمية على تنزيله، وجعل برنامج تعزيز القدرات في مجال المواطنة وحقوق الإنسان يشمل كذلك الطلبة / الأساتذة بمراكز المهن التعليمية، والأطر الإدارية الجديدة بالمؤسسات التعليمية .