بعلاتها وأسمائها وتحالفاتها غير المستقيمة وبخريطة طريقها المليئة بالمنعرجات والحفر، هاهي الجهوية في المغرب تتصدر المشهد السياسي المغربي، وتخطو أولى الخطوات في طريق الالف ميل. طبعا الجهوية في المغرب أضحت رهانا استراتيجيا في أفق أن تفتتح مرحلة جديدة في تدبير الشأن العام. في سياق رحلة طويلة انطلقت منذ أواخر السبعينات والتي كان يطلق عليها آنذاك بداية المسار الديموقراطي. ونحن اليوم نقيس المسافات، ونتطلع الى الأفق الواسع فالجهوية في نظرنا لا تعني الشق السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بل ايضا يشمل المجال الرياضي الواسع. وهاهنا ينزل السؤال الذي يهم المجال الرياضي وتحدياته في سياق هذه الجهوية المتقدمة. طبعا أضحى من الابجديات التأكيد، على أن المجال الرياضي يجب أن يساير هذه التحولات التي ستعرفها بلادنا على المدى المنظور. فالخريطة الرياضية المغربية من المفروض فيها أيضا ان تجد نافذة لتتلاءم مع هذه الخريطة الجديدة، من قبيل أن تضع الجامعات الرياضية تصورا وخطوات تجعلها في وضع مريح ومستقيم مع التحديات الجديدة. وهذا ما يفرض التداول والنقاش بين أهل الاختصاصات. فجامعة كرة القدم مثلا من الملح أن تتلاءم خريطتها الكروية مع التوزيع الجغرافي الجديد الذي أملته الجهوية. فلنأخذ عصبة الدارالبيضاء الكبرى، فمن الضروري اليوم أن تأخذ في الحسبان عصبة دكالة وسطات، وكذلك، بالنسبة لعصبتي فاس ومكناس تافيلالت وهكذا ودواليك، اضافة الى ضرورة انشاء أو تأسيس إدارة تقنية جهوية التي ستوكل اليها مهمةالبحث والتنقيب والتكوين داخل هذه الجهة أو تلك. الأمر سوف لنا يقتصر على كرة القدم، بل يجب أن يشمل أيضا جميع الرياضات (السلة - اليد - الطائرة - فنون الحرب.... طبعا رسم خريطة جديدة للرياضة الوطنية في سياق هذه التحولات. ليس موكولا لجامعة دون أخرى، بل هي في البدء والمنطق من مهام الوزارة واللجنة الأولمبية المغربية. اللتان مازالتا في الزمن الماضي، ولم نسمع أنهما بصدد رصد ورسم تصور جديد حتى نتمكن الرياضة الوطنية من مرافقة هذه التحولات الجغرافية .. بدون شك ان الجهوية بمفهومها العميق، ستعمل على إيجاد نفس جديد لبلادنا، ومن المطلوب على صناع القرار الرياضي ان ينتبهوا لذلك حتى لا يصاب المجال الرياضي بضيق في التنفس ويظل مشلولا في انتظار قرار ما من غرف الانعاش.