استباحة كل الطرق الأخلاقية وغير الأخلاقية، هي العنوان الأبرز، التي شهدها يوم الاقتراع بالعاصمة الاقتصادية، من مولاي رشيد مرورا بسيدي مومن والحي المحمدي، والصخور السوداء، وآنفا وسيدي بليوط والمعاريف نزولا إلى عين الشق، ابن امسيك، اسباتة، والفداء مرس السلطان، دون إغفال الحي الحسني، وغيرها من مقاطعات الدارالبيضاء. كان توزيع المال ب «العلالي»، هو المنهج الأساس للعديد من المرشحين وازاه الحياد السلبي للسلطة. وأحيانا تدخل بعض عناصرها لمساندة ذوي الأموال، كما وقع في منطقة مولاي رشيد وسيدي عثمان وغيرهما. لم تتوقف عملية توجيه الناخبين أمام المدارس ومراكز التصويت أمام أعين السلطة، والسيارات الخاصة تنقل أفواج المصوتين من طرف «شناقة» أصحاب الأموال المرشحين الذين جرى توظيفهم. والخطير ان من بين «الشناقة» ليس فقط «الشماكرية» و»فتوات» الدروب، ولكن أيضا نجد ضمنهم موظفين في نيابات التعليم، وممرضين، وموظفين جماعيين... مرشحون من الاتحاد الاشتراكي وفي تصريحاتهم لنا، اعتبروا أن ماجرى يوم أمس يعد مجزرة للديمقراطية و «سيبة» لم يعهدها المغرب في تاريخه الانتخابي، لامسؤول في العمالات يجيب عن الاتصالات، ورجال السلطة اختاروا التفرج من بعيد أو الخنوع لنافذين يمثلون بعض الأحزاب، وهم يرون ممثلي بعض المرشحين يقودون الناس إلى مراكز التصويت ويوجهونهم، بل إن المقابل المادي هذه المرة يمنح ب «العلالي» أمام مراكز التصويت وغيرها من الساحات المفتوحة ... بوادر «السيبة» ظهرت منذ اليوم الاول من انطلاق الحملات الانتخابية، حين وظف مفسدو المال العام بالإضافة إلى «الشماكرية» الأطفال والنساء في مقدمة مسيراتهم التي جابت الاحياء والدروب ومرت من أمام مقرات العمالات والولاية و»الكوميساريات» وولاية الأمن والمصالح الخارجية للوزارات، الاخطر ان منهم من وظف ذوي الاحتياجات الخاصة في منظر بشع لايمت للإنسانية والمواطنة بصلة. وتمت إهانة المشاركين في هذه الحملة من خلال اقتناء جلاليب للنساء كانت ثمنا لهن للمشاركة في هذه الحملات، وفتحت مطاعم وحانات للشباب للمشاركين في حملة هذا النوع من المنتخبين، ناهيك عن توزيع «الزرقلاف» حتى على الاطفال. الأخطر من هذا وذاك هو إهانة هؤلاء لهيبة السلطة عندما يقوم بلطجية بعض المنتخبين بالمواجهات فيما بينهم، أو بالهجوم على مقرات بعضهم، ويطلقون حناجرهم للسباب والتقديح في كل المؤسسات دون أي رد فعل من القائمين على القانون. وخلال هذه الحملات انتعش البناء العشوائي في مختلف المناطق المحيطة بالعاصمة الاقتصادية، وكان منتخبون هم من يقف في وجه من تجرأ من رجال السلطة لتطبيق المساطر القانونية. هذه المظاهر كلها تحيلنا على خلاصة واحدة أن الفساد شق طريقه بثقة وإصرار إلى صناديق الاقتراع، التي تعد أسود صناديق في تاريخ الانتخابات.