حينما كنت أقرأ رسالة "حكيم" الأصالة والمعاصرة أيقنت أن السيناريوهات التي يتوقعها جميع المغاربة للفديك الجديدة قد أصبحت حقيقية على الأرض. حينما قرأت رسالة"الحكيم" التي يقدم فيها دروسا في النزاهة والوطنية ويدين شراء الذمم التي اعتبرها إهانة لكرامة المواطنين، رأيت كما رأى معي كل مواطنات ومواطني يعقوب المنصور الأموال الطائلة التي خصصت لشراء الذمم بمقرات التصويت من طرف رفاق "الحكيم" ومن يدورون في فلكهم ممن حققوا العتبة "المالية" بامتياز، وحينما رأيت كيف تحول بعض أعوان السلطة من مهامهم في حماية النزاهة إلى آلة دعائية قوية يوم التصويت بالعديد من مراكز الاقتراع لفائدة " حكماء " النزاهة، وحينما رأيت دموع الحسرة في عيون المواطنات والمواطنين وهم يتوافدون على منزل والدي أطال الله عمره، والصدمة تظهر على محياهم، تيقنت من حقيقة واحدة على الأقل في ما عشناه داخل مقاطعة يعقوب المنصور، وهي أننا عدنا إلى سنوات 63 و 77 بتزوير فاضح، وتواطؤ واضح. اسألوا المواطنين الذين لا زالوا يهنئوننا على فوز حقيقي انتزع منا قهرا، ليقدم هدية لمن قال فيهم بعض أعوان السلطة " صوتوا على أصحاب المليك". إننا مطمئنون لكوننا حققنا أقوى عتبة وهي نظافة الحملة، ونظافة الفكر، ونظافة الأصوات التي نفتخر بها كأصوات حقيقية غير مخدومة. لقد خبرنا كل تجارب التزوير ولم تضعف عزيمتنا، وسنقهر بالقوة الضاربة التي هي إيماننا بالمساندة الجماهيرية القوية كل الذين تواطؤوا ضد قدسية الوطن كانوا في لائحة الحكيم، أو في مواقع أخرى، لأننا أبناء حزب الاستقلال ، حزب الزعيم علال الفاسي ورفاق دربه من المجاهدين، الذين تعلمنا منهم كيف نواجه الاستبداد والظلم والفساد بالعزيمة الصلبة. رسالتي في أول أوراق انتخابات 2009 ، رسالة تهنئة وشكر وتقدير لكل الفريق النضالي بامتياز لحزب الاستقلال بمقاطعة يعقوب المنصور، الذي قدم صورة ناصعة عن قيم وثوابت حزبنا، معتمدا لغة الحوار الجوهري، وتقديم برنامج واضح، وهي أيضا رسالة تهنئة لكل المواطنات والمواطنين الذي منحونا ثقتهم بقناعة، ورافقونا في كل مراحل حملتنا، وكانوا شهودا على ذبح الديمقراطية بالمال، وبعض أعوان السلطة. شكرا لكل هؤلاء ولكل من ساندونا من مناضلات ومناضلي حزبنا ونؤكد أن معركة لم تنته، ولكنها ستتواصل بنفس الإصرار إلى أن تتحقق الديمقراطية النزيهة البعيدة عن كل أشكال الفساد والمفسدين.