رغم التحذيرات الرسمية والتعليمات الموجهة من طرف وزير الداخلية لمسؤولي الإدارة الترابية انطلقت الحملة الانتخابية بالرباط قبل الموعد المقرر لها ب48 ساعة دون أي تدخل من قبل الولاية. وكشف عدد من وكلاء اللوائح أنهم أشعروا ممثل السلطة بقيام أحد الأحزاب بتحويل واجهات بعض المقاهي والمحلات التجارية إلى منصة للافتات ضخمة تحمل اسم وشعار الحزب، دون أن يتم التصدي لذلك، الأمر الذي دفع بعض وكلاء اللوائح المحسوبين على نفس الحزب إلى التمادي أكثر بعد الحديث عن محاباة مقصودة لمرشحيه من طرف السلطة. وكشفت المصادر ذاتها عن توظيف عدد من بوابي العمارات ك»شناقة» من خلال طرق الأبواب وحث الناس عل التصويت لفائدة مرشح نفس الحزب مقابل مبالغ مالية، وهي العملية التي يشرف عليها عدد من أتباع وكيل لائحة يكتفي بتتبع الوضع من خلال جولات بسيارته بحي أكدال، في الوقت الذي بدأت تحركات محمومة في عدد من الأحياء الشعبية بالرباط، التي تشهد عادة منافسة شرسة بين عدد من الوجوه القديمة الراغبة في العودة رغم حصيلتها الكارثية. وأكد عدد من وكلاء اللوائح أن انطلاق الحملة الانتخابية قبل موعدها الرسمي، وبشكل مفضوح ومكشوف، يحمل رسالة تحد تندر بعودة الكثير من الممارسات التي شهدتها الانتخابات الجماعية السابقة، في الوقت الذي كشفت مصادر مطلعة أن مقرات العمالات والولايات شهدت اجتماعات مع رؤساء الدوائر والقياد والباشاوات لوضع آخر اللمسات لتتبع الحملات الانتخابية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن بعض الانفلاتات التي شهدتها الأيام الأولى التي سبقت الحملة الانتخابية كانت حاضرة بقوة في هاته الاجتماعات، بعد أن وجهت إلى عدد من مسؤولي الإدارة الترابية تحذيرات من التورط في أي دعاية أو دعم لأي مرشح، مع التصدي لأي ممارسات خارجة عن القانون خلال الحملة الانتخابية، بعد أن شدد وزير الداخلية في وقت سابق على ضرورة عدم التساهل مع كل ما من شأنه إفساد الاستحقاقات، وضرورة التزام الحياد التام تحت طائلة المتابعة القضائية.