حوالي الثانية عشرة والنصف زوالا من يوم الأربعاء 05/01/2011 ، خرج شفيق، القاطن بدوار الدلالحة بشارع فاس ، يقود حصانه عبر حبل إلى قطعة أرضية فارغة أصبحت مغطاة بكل أنواع الأعشاب والنباتات ، قصد الرعي فيها ، إلا أنه بعد أن عبرا شارع فاس للوصول إلى تلك الأرض الموجودة بالقرب من الدائرة الأمنية كاليفورنيا بتراب الملحقة الإدارية كاليفورنيا، انزلق حافرا الحصان الأخيران في مدخل بئر ، فهوى إلى قاع البئر ، التي يبلغ عمقها 25 مترا ، حسب تصريح رئيس الفرقة الخاصة للإنقاذ التابعة للوقاية المدنية. وبما أن شفيق (32 سنة)، كان ماسكا بمقدمة الحبل فقد جرته قوة الجذب إلى قاع البئر هو الآخر. بعض المارة من أبناء دوار الدلالحة ، وعن طريق الصدفة، انتبهوا إلى البئر بعد سماع صوت بداخله، فوجدوا ابن دوارهم يستغيث. أخبروا سكان الدوار الذين حضروا مسرعين في محاولة للإنقاذ، وبعد تيقنهم من صعوبة الأمر أخبروا السلطات المحلية والوقاية المدنية والأمن. رجال الوقاية المدنية، بعد ما يقارب الساعة، تمكنوا من إنقاذ الرجل الذي خرج سليما دون أدنى إصابة، اللهم تأثره النفسي من وقع السقوط وفقدان حصانه الذي تركه في البئر حيا وواقفا على حوافره الأربعة، وهو ما أكده بعد صعوده. صعُب على فرقة الوقاية المدنية انتشال الحصان، رغم عزيمة أفرادها ، وذلك نظرا لعدم توفرهم على الإمكانيات الخاصة بمثل هذه الحالة من المعدات اللازمة، وهو ما جعل قائدهم يدخل في حديث مع رئيس دائرة كاليفورنيا وقائد ملحقتها الإدارية ورئيس أمن الدائرة ، للبحث عن بعض الحلول التي تمكن من توفير الوسائل المساعدة على إخراج الحصان من داخل البئر. وقد حضرت فرقة أخرى للوقاية المدنية مزودة بأعمدة حديدية تثبّت على شكل مثلث ، تستعمل لمثل هذه الحالات. كل هذه المجهودات التي بذلها رجال الوقاية المدنية من أجل إنقاذ الحصان، باءت بالفشل ، لأن رئيس الفرقة بعدما نزل إلى قاع البئر بحباله التي كان سيستعملها لرفع الحصان، وجد البركة المائية الموجودة في القاع قد ابتلعت الحصان ولم يعد له أثر، وذلك حسب ما فسره القائد بعد صعوده من البئر، إذ أنه «بعد طول مدة الانتظار اختنق الحصان لعدم وجود الأوكسجين بالكيفية اللازمة، حيث جذبته المياه الجوفية» ! هذا، وتعرف المنطقة وجود عدة آبار حتى داخل العديد من الفيلات الموجودة بالقرب من الدوار ، والتي يستعملها أصحابها لأغراض متنوعة، مما ينذر باحتمال تلويث مياهها، في القادم من الأيام ، إن لم يتم الإسراع بإخراج الحصان الميت، إذ أن مياها جوفية تربط بين هذه الآبار، حسب ما صرح به بعض المهتمين بهذا المجال. واستنكر العديد من المواطنين وجود هذه الآبار على مقربة من جانب الطريق، وأكد بعضهم أن هذه البئر سبق وسقط بها رجل تم إخراجه بوسائل خاصة، كما هوت داخلها سيدة وتمكن السكان من إنقاذها، حيث تشكل ، وآبار أخرى في نفس المنطقة ، خطرا كبيرا على السكان. وقد قامت السلطات المحلية ، بعد مغادرة الوقاية المدنية المكان، بردم هذه البئر بواسطة جرافة، وهو ما جعل العديد من المتتبعين للشأن المحلي بالمنطقة يتساءلون: لماذا تأخر اتخاذ مثل هذه الإجراءات؟