حلم الهجرة إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط يبقى حاضرا بقوة في مخيلة المئات إن لم نقل الآلاف من شباب المغرب عموما ومناطق جهة تادلة أزيلال على وجه الخصوص. كيف لا وهناك تجارب أفلح أصحابها في تغيير مسار حياتهم بشكل أضحى مبعث إغراء للعديدين.. يحدث هذا رغم أن الزمن غير الزمن وأوربا اليوم ضاقت بأبنائها فما بالك بالغرباء.. فما مدى حضور هذا الحلم إلى الآن بهذه المنطقة ذات التقاليد الاجتماعية الخاصة؟ وكيف يتمثله أبناء المنطقة ممن هاجروا إلى ديار الغربة تحقيقا لحلم معانقة الفردوس الأوربي أو اضطرارا للهرب من ضيق ذات اليد في البلد الأصل؟ تكاثف معاناة المهاجر السري ليس من رأى كمن سمع، والفرق شاسع بين حلم الهجرة وواقعها الذي قد يصل حد المعاناة.. عاشها مهاجرون من أبناء المغرب اختاروا مغادرة البلد الأم، معاناة تجد صداها في قصص أناس هاجروا بحثا عن أفق أرحب في الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط؛ منهم من نجح في مهمته المستحيلة ومنهم من أخفق. ثمة أناس ذاقوا مرارة الهجرة من بينهم (م. ش) رجل في السادسة والأربعين من عمره بدأ الشيب بغزو خصلات شعره السوداء وأعلنت التجاعيد عن البدء في حط الرحال في تقاسيم وجهه. حدث هذا التغيير بعد أن قضى مدة 6 سنوات في بلاد المهجر دون حصوله على وثائق إقامة. بنبرة المتأثر بتحولات مسار حياته بسبب اختيار الغربة بدل المكوث في أرض الوطن، ينطلق (م. ش) في الحديث عن تجربته التي يمتزج فيها الحلم بالواقع على الطرف الثاني من الخط الهاتفي. انطلقت الأسئلة بكيف قضيت هذه المدة؟ ليسكت (م. ش) برهة وكأن كل الكلمات غابت عن ذهنه أم ربما لم ير أنها ستسعفه وستشفي غليل معاناة العديد من السنوات، ليفتتح كلامه فيقول: "قضيت هذه المدة في شقاء كبير حيث كنت أستغل من طرف الفلاحين وأشتغل معهم بأبخس الأثمان وأبسط الحقوق غير متوفرة. وحين يرغب رب العمل في تسوية وضعية العامل يستغله بالاشتغال معه لمدة ثلاث إلى ست أشهر دون أن يعطيه أي مقابل مادي". وعندما طرح السؤال الموالي، تغيرت نبرة صوته لتتضارب داخلها حسرة الندم وشوق العودة: "أنا لا أخفيكم علما أنني ندمت كثيرا على المجيء لهذا البلد، لكن ما كان يرهق تفكيري ويمنعني من العودة هو معرفتي بأن في المغرب لن أجد ما تركت من زبناء كنت أتعامل معهم، ولا رأس المال الذي كنت أملك، فقد ضيعته من أجل الحصول على فرصة للهجرة لهذا البلد".. "كل شخص جاء إلى هذا البلد يندم على مجيئه، لكن تفكيره ينصب دائما في كونه قد ضيع ما يملك من أجل الحصول على فرصة الذهاب إلى إسبانيا".. "لقد فضلت البقاء هنا لسبب واحد أنه لا مفر من ذلك غير.. نضرب القهرة هنا ونصبر عليها ما شافني حد ولا نرجع للمغرب ويبقاوا الناس يضحكوا عليا" ، التقط أنفاسه واسترسل حديثه موضحا أن صعوبة البدء من جديد بدون توفر أي ضمان على أن العودة ستكون أفضل: "لو كان لدي ضمان واحد على الأقل بأنني سأجد الأمور كما تركتها أو أحسن قليلا لعدت.. وكل إنسان لو كان متأكدا من أنه سيجد الأمور كما تركها أو أحسن بقليل لعاد. فعندما تقضي سنة في بلاد المهجر ينتابك خوف شديد من العودة ومن ألا تجد غير البطالة ترحب بك في بلدك". في هذه الأثناء، يطلب استراحة من أجل الإتيان بشيء يشربه. مرت فترة بسيطة من الوقت ليعود بعد وقت وجيز. ليباشر إتمام استماعه لسؤال بماذا تصف مرحلة تسوية الوضعية وما قولك فيها؟ تلقى السؤال بنوع من الارتياح الذي لم يظهر في كلامه منذ البداية.. فقد كان الحزن مخيما عليه مزاحما لكلماته الشاردة لصعوبة ومرارة التجربة: "أصفها بكل خير لأن الإنسان إذا سوى وضعيته وكان لديه شغل مستقر، فسوف يضمن له سكنا جيدا وسيارة يقضي بها حاجياته، ويكون مستوى عيشه أحسن بكثير من مستوى عيش مجموعة من الناس في المغرب. وعلى المستوى الصحي هنا أحسن، فالعلاج بالمجان خاصة بالنسبة للناس الذين يشتغلون بشكل رسمي". لكن سرعان ما توقف عن الحكي ليتنبه أنه تاه في وصف عالم من المثالية لبلاد غريبة عنه، ليستأنف سرد بعض مشاكلها حيث قال: "إن الإنسان إذا لم يتوفر على شغل في بلاد المهجر، يعيش عالة على المجتمع حيث يعيش على مساعدات الدولة ومساعدات الصليب الأحمر". إن المشكل الرئيسي الذي يواجهه كل مهاجر يكون مع رب العمل أما على مستوى الإدارات والمستشفيات فالمعاملة جيدة والمشكل الآخر حين يتوقف الإنسان عن العمل، فتجده يعاني طوال مرحلة بحثه عن عمل جديد. وإذا وجد عملا يكون بثمن قليل لكن الظروف تفرض عليك الرضوخ لرب العمل، فمن يرغب في تشغيل إنسان بطريقة غير قانونية إلا وتكون لديه رغبة في استغلاله وإعطائه راتبا بخسا، ويكون العمل الموكل إليه عبارة عن أعمال شاقة. بالإضافة إلى كل هذه المعاناة نجد البعد عن العائلة ومدى المخلفات النفسية المريرة التي يعيشها الإنسان بعيدا عن أسرته وعن أحبائه الذين تعود على مشاركتهم تفاصيل يومهم. فيصبح في بلاد المهجر لوحده يتخبط في الغربة وصعوبة التأقلم مع محيط جديد وغريب عنه. وعن سؤال ما يمنعك من العودة بعد أن سويت وضعيتك رفع من نبرة صوته ليتلفظ ب"ما يمنع كل إنسان من العودة بعد حصوله على أوراقه الثبوتية هو رغبته في جمع قسط من المال يمكنه من فتح مشروع في المغرب، لكي يستقر في بلده ويتخلص من معاناة الغربة التي طالما عاشها. ففي بلاد المهجر توجد معاناة متعددة ومختلفة، مثل ماذا؟ سأشارككم بالبعض منها والتي طالما عانيت منها وهي: عدم الشعور بطعم المناسبات خاصة الأعياد. كثرة المصاريف فرغم ارتفاع الراتب الشهري للمهاجرين نجد أنه في مقابل ذلك كثرة المصاريف".. "فالإنسان الذي يتواجد هنا مع عائلته ويشتغل لوحده لا يستطيع توفير ولو جزء بسيط من المال، بل (يتقاتل) من أجل أن يلبي حاجياتهم". بلاد تحقق الحلم المستحيل تعيش الشابة (ن.ي) والبالغة من العمر تسعا وعشرين سنة في إسبانيا لمدة إحدى عشر سنة، والتي تتميز بحيويتها وخفة دمها وفطنتها التي يعترف لها بها معظم عائلتها. تفتتح كلامها: "لا أخفيك علما أن هذه البلاد فتحت أمامي فرصة شغل لم أكن لأحلم بالحصول على ربعها لو مكثت في المغرب"، تحكي (ن.ي) عن تجربتها الخاصة ببلاد المهجر على الجانب الآخر من الحوض المتوسط. ف"بالنسبة لي لم ألج المدرسة يوما، ليست لدي أي تجربة مهنية في أي قطاع من القطاعات، ماذا كان بإمكاني أن أشتغل لو بقيت في المغرب؟"، تقول (ن.ي) الفتاة ذات الوجه المبتسم على الدوام يؤثثه شعر رأسها الأسود المنسدل. "أما هنا، تضيف (ن.ي)، فقد أصبحت أشتغل وأتقاضى أجرا محترما.. أجل لا أنفي أن هناك متاعب كثيرة وأشغال شاقة جدا، لكن هناك مقابل مادي يهون عليك كل هذ، ويجعلك تستمر في القيام بعملك. أما في المغرب الأشغال الشاقة كثيرة، لكن ثمنها زهيد جدا ولا يشجعك بثاثا عن العمل". لا يحز في قلب (ن.ي)، العمل الشاق ببلد المهجر الذي تعانيه الفتاة المغربية في الحقول.. بل نظرة المجتمع المغربي للفتاة التي تشتغل خاصة في القطاع الفلاحي، فهي تقول بحسرة "نظرة احتقار وقلة احترام بالدرجة الأولى. لدرجة أنها تصبح مستباحة يمتلك الجميع الحق في وصفها بما يحلو له من النعوت"، وفي مقارنتها للوضع في بلد المهجر تشير (ن.ي) إلى أنه "هنا في إسبانيا فنظرتهم للمرأة التي تشتغل في الحقول نظرة عادية ونظرة احترام وتقدير لفتاة أو امرأة مكافحة تسعى من أجل أن تثبت ذاتها وتجني أجرا يضمن لها الاستقرار المادي". قامت (ن.ي) في هذه الأثناء بمقاطعة اللقاء بالرد على هاتفها. انتهت بعد حين لتكمل:"لقد وفر لي هذا البلد مجموعة من الأشياء التي كنت أفتقدها في بلدي مثل الاستقلالية نوعا ما فلم أعد في حاجة إلى من يوفر لي متطلباتي الشخصية. فقبل أن ألتحق ببلاد المهجر، كنت متوكلة -وبشكل كلي- على عائلتي. وكل حاجياتي يجب عليهم هم أن يلبوها لي. ولا يفوتكم علما أن الأسرة المغربية تكون أمام تعدد الطلبات والدخل المحدود لدى غالبيتهم مما يجعلك عرضة للتخلي عن مجموعة من احتياجاتك الضرورية من أجل أن لا تثقل كاهل أسرتك". تغيرت نبرة صوتها لتبرز الدور الذي كان لهذه البلاد في تغيير مسار حياتها: "لا أنافقكم القول وأعلنها صراحة أن بلاد المهجر كانت بمثابة المنقذ الذي أخرجني من عالم محدود منغلق إلى عالم مفتوح. حققت فيه أشياء لو وصلت إلى أرذل العمر في المغرب ما كنت لأحققها. بالإضافة إلى أن هذا البلد يهبك الحرية التي كانت مسلوبة منك في بلدك الأم. وهنا قد اكتشفت وتعلمت الكثير من الأشياء منها الاعتماد على النفس. وكذا قضاء كل حاجياتك دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين أو التوكل عليهم. كما لا أخفيكم علما أن هذا البلد يغير نظرة أهلك لك من فتاة مستهلكة لا نفع لها سوى أنها تنتظر اليوم الذي يطرق أحدهم بابهم من أجل أن يزفوها إليه، إلى نظرة الفتاة المدرة للدخل الحاملة للمسؤولية سواء المادية أو الأسرية. وتزيد نسبة احترامهم لك وتقديرهم للدور الذي أصبحت تلعبينه في العائلة. إذ أنك تتحولين من حلقة مفرغة لا جدوى منها إلى حلقة رئيسية لا يمكن التقدم من دونها". العائد المجبر بعد طول انتظار يقرر (ج.ا) أن يجيب عن الأسئلة.. إنه ذلك الشاب الثلاثيني القوي البنية والطويل القامة ذو الشخصية الممتزجة بالجدية والصرامة والتي لا تلبث أن تشوبها خفة الظل والمرح أحايين كثيرة خاصة مع الأناس المقربين منه. نجد أن أول ما وصف به (ج.ا) عودته من بلاد المهجر التي قضى فيها ثلاث عشر سنة هذه المدة في إسبانيا كانت كافية لأن تخرج منه تلك الحسرة النابعة من أعماق قلبه على بلاد عشق العيش فيها ليصف عودته بالمقولة المعروفة "أخوك مجبر لا بطل: "السبب الرئيسي الذي دفعني إلى العودة هو الأزمة" وقال بتحسر "(لا سماحة ليها).. أما فيما يخص بلاد المهجر فأنا عن نفسي وأجزم أن معظم الشباب لديهم نفس الفكرة وهي: أن العيش في بلاد المهجر أفضل من العيش في المغرب، نظرا لمجموعة من المسائل منها التعامل الإداري الجيد.. فلا غموض فيه ولا رشوة ولا تقديم ولا تأخير، فكل شيء يسير حسب القانون" إذ قال: "تتمشي تتقضي شغلك بزربة وكترجع بلا عرقلة". ومن بين الإيجابيات التي تحسب لبلاد المهجر نجد الرواتب الشهرية المرتفعة جدا مقارنة مع المغرب". وبالإضافة إلى ذلك، فإن البلد بلد متقدم مقارنة ببلدنا، لذا فهو يوفر لك مجموعة من سبل العيش الجيد والتنقل المريح. ويضمن لك العيش في أمان ويوفر لك الراحة النفسية وعدم القلق على المستقبل، لأن بلاد المهجر تضمن لك فرصا متعددة مثل التعويض عن البطالة. وكذا إذا تقدمت في السن تمنحك راتبك التقاعدي، والذي يجعلك تكمل حياتك بسلام ولا تكون عالة على المجتمع. كما أن في هذه البلاد، توفر لك ظروف العيش برفاهية أكثر من البلد الأم". وأردف "الإنسان هنا تيعيش مزيان ويوفر لفلوس لي يقدر يفتح بيها مشروعا مستقبلا". اعترت صوته نبرة من الندم والتحسر رغم أنه هو وعائلته استغلوا عودتهم بالإستثمار في بلدهم الأم التي ترحب دوما بالغائب تفتح أحضانها لضمه من أجل أن تعطيه الحب، لكن لا توفر له سبل العيش الرغيد وتجعله يتخبط في داومة من البحث عن العمل تفرض عليه مجموعة من الإكراهات التي تجعل أبناءها يضيقون ذرعا من المكوث فيها أو العودة لها فالذي بها يبحث عن فرصة للذهاب والعائد لها ينتظر بكل شوق انتهاء الأزمة من أجل الارتماء في أحضان وطن غريب، لكن منحه فرصة تحقيق الذات. يستأنف كلامه الممزوج بالحزن والاضطرار "أجل عدت مع عائلتي أنشأنا مقاولتنا بالمغرب على غرار التي كانت لدينا في بلاد المهجر قبل الأزمة. لكن ظروف العمل هنا جد صعبة مقارنة مع هناك" وأنا أحكي انطلاقا من تجربة الاشتغال في نفس القطاع وفي نفس المقاولة "قطاع البناء". فلا وجه للمقارنة بين البلدين، سواء تعلق الأمر بالثمن أو بظروف العمل والتجهيزات التي من المفروض أن تتوفر لك، أو حتى في ما يخص الأمن. فهنا يمكن أن تشتغل مدة طويلة دون أن تتقاضى أجرها في الوقت المناسب. وفي بعض الحالات تهضم مجموعة من حقوقك وتضيع وقتا وجهد كبيرا في العمل " وفي الأخير تينكروك". حلم لا تغيب شمسه حلم الهجرة إلى الخارج حلم يطفوا على سطح كل أحلام أولاد منطقة الفقيه بن صالح. فتراه في بريق عيونهم تلمسه من أول كلمة تخرج من أفواههم. ذلك بسبب التأثر والانبهار بأناس نجحوا في أن يغادروا بلادهم ويتخذوا من وطن آخر ملاذا لهم ومهدا لأحلامهم التي كانت متوقفة النمو لتغذيها بلاد المهجر كي تكبر وتترعرع في سماء بلاد المهجر ويحملون ثمارها لبلدهم الأم من أجل المباهاة بها أمام من لازال حلمهم في الهجرة يعيش نوعا من السبات العميق. ولا يختلف (ي.ش) الشاب العشريني النشيط ذو الهيأة الشبابية المنشرحة. الحالم بأن يجد فرصة للذهاب إلى بلاد المهجر عن هذه الشريحة من الحالمين. ابتسم ابتسامته المعهودة التي تنم عن الحسرة كلما سئل عن ما الذي يجذبك إلى بلاد المهجر؟ واصل تلك الابتسامة التي لم تفارق محياه يوما رغم ضغوطات الحياة ورغم التحديات التي يعيشها دوما لكن شخصيته المتفائلة تجعله دائم التغلب على ظروفه. يقف بثبات رغم أن أسباب الانكسار والسقوط تحوم في سمائه دوما. لقد عمل على رسم هدف له في هذه الحياة وهو عازم على تحقيقه. ليدشن إجابته ب " إن ما يجذبني إلى تلك البلاد ليس سبب واحد بل جملة من الأسباب التي تجعلك تفضل الذهاب والعيش بها: "فبلاد المهجر توفر لك الشغل والمال وتعترف بك. وتحترم فيها كرامتك أحسن من المغرب"، لهذا فأنا مستعد لأسلك أي طريقة توصلني إلى هناك سواء كانت قانونية أو غير قانونية. تنهّد وبدت على وجهه تراسيم حلم العيش ببلاد المهجر واضحا كانت تنهيدته هاته ممزوجة بالصمت. ليتم كلامه بعد ذلك: "حياتي ستتحول إلى الأفضل إن توفرت لي فرصة للذهاب إلى بلاد المهجر. ومن أهم التغيرات أن مستوى العيش سيتحسن وسيكون هناك ارتفاع على مستوى الدخل الفردي. واستدرك قائلا هنا أرى دوما أناسا في سني يركبون السيارات ويتوفرون على المال. وسبب كل هذا أنهم وجدوا فرصة للذهاب إلى بلد تحقيق الأحلام. وأنا أكاد أجزم أني أشتغل أكثر منهم، لكن الفرق يكمن في المقابل المادي الذي تحصل عليه هنا يجعلك في خصاص مستمر". وختم كلامه بابتسامة رافقها صوت ونظرة يمثلان حجة مؤكدة لقوله " لا مشيت ماغاديش نتشرط" أي عمل وجدته أمامي سأشتغل به، لأنني متأكد بأنه مهما كانت أجرته ستكون أحسن من المغرب".