منذ ثلاث سنوات تحول موسم الأمطار إلى كابوس حقيقي لسكان المركب السكني «الوفاء» ، فكلما تساقطت الأمطار بمدينة طنجة تصبح حوالي 1200 شقة موزعة على 30 عمارة سكنية معزولة عن المدينة، فالطريق الوحيدة التي تربط بين المجمع وقلب المدينة عبر طريق الرباط على طول حوالي 500 متر غير معبدة، فبحكم اختراقها لمجرى السيول التي تنهمر من مناطق مسنانة والبرانص تتحول إلى نهر جارف بسبب قوة المياه المتدفقة مما يتسبب في قطع الطريق التي تتحول إلى مستنقع كبير مملوء بالحفر والأخاديد بفعل عدم صمود بنية الطريق أمام قوة السيول الجارفة. ومما يزيد من خطورة الأمر أن الطريق تفتقر إلى الإنارة العمومية ، بحيث تصبح عملية الذهاب من وإلى المجمع السكني، عملية محفوفة بالمخاطر خاصة بالنسبة للأطفال والنساء جراء تعرضهم بشكل يومي لعمليات السلب والسرقة المقرونة بالاعتداء المسلح من طرف لصوص يجدون الملاذ الآمن لتنفيذ اعتداءاتهم من دون أن تطالهم يد الشرطة. مصادر من لجنة التعمير بمجلس مدينة طنجة، صرحت للجريدة أن شركة الضحى تحظى بتعامل تفضيلي من طرف سلطات الولاية بحيث لا تخضع لمراقبة صارمة أثناء تنفيذ الأشغال، كما أنه غالبا ما يتم التغاضي عن عدم التزام الشركة بإنجاز البنيات الأساسية المصاحبة للمشروع السكني وفقا للمواصفات المطلوبة، واستدلت المصادر بانهيار الطرق المنجزة بمجمعات الضحى، وكذا بافتقار هذه المجمعات السكنية الضخمة لكل المرافق العامة من مدارس ومراكز صحية ومناطق خضراء.... وتساءلت ذات المصادر عن القيمة المضافة لمثل هذه المشاريع السكنية التي فوتت لها عقارات من أملاك الدولة بأثمنة رمزية لأجل المساهمة في التخفيف من العجز في مجال السكن الاجتماعي، لكن النتيجة كانت هي خلق كانطونات سكنية تفتقر إلى أبسط شروط السكن اللائق، وبعد سنوات قليلة ستصبح ثقلا كبيرا على كاهل الدولة التي ستجد نفسها مجبرة على صرف أموال طائلة لإعادة إنشاء المرافق الأساسية من طرق وقنوات الصرف الصحي. يذكر أن اتحاد ملاك مجمع الوفاء السكني ورابطة الدفاع عن المستهلكين منذ ثلاث سنوات وهم يراسلون مختلف المصالح المعنية من ولاية ومجلس المدينة من دون أن يجدوا آذانا صاغية تستجيب لمعاناتهم.