عاشت مدينة وادي لاو شمال المملكة، عرسها بإحيائها مهرجان اللمة الثاني 12، تحت شعار "وادي لو تجمعنا" وقد دأبت بلدية وادي لاو على هذا التقليد الفني الحداثي، منذ أن تقلد الاتحاد الاشتراكي تسيير هذه البلدية، بالإضافة إلى تنميتها, حيث لم تكن سوى قرية صغيرة يتعاطى سكانها الصيد و الفلاحة، لتتحول إلى مدينة، بكل مقوماتها. قرية عاشت مخاضا صعبا لتلفت إليها كل الأنظار من كل أنحاء المغرب، فقد أصبحت تجلب إليها اكثر من مئة ألف زائر خلال فصل الصيف، من أجل الاستمتاع بشاطئها الممتد على اكثر من عشرة كيلومترات. ففي مهرجانها الثاني عشر , الذي تم اعطاء انطلاقة افتتاحه بساحة شارع الحسن الثاني، مساء يوم الثلاثاء 4 غشت الجاري، محمد الملاحي رئيس بلدية وادي لو، والذي استهل هذا الافتتاح بكلمة ترحيبية لضيوف المهرجان من فنانين و رياضيين ومبدعين وإعلاميين، أكد أن مدينة وادي لو عرفت نهضة ثقافية وفنية وعمرانية, بالإضافة إلى المكانة التي بدأت تعرفها في المجال السياحي المغربي و الدولي، و التي بدأت تنافس بها مدنا مغربية عريقة. كما عرف المهرجان تكريم ثلة من نجوم الرياضة و الفن يتقدمهم اللاعب الدولي محمد التيمومي و الفنان المسرحي عبد القادرمطاع. لتنطلق فقرات حفل الافتتاح باستعراض مجموعات كل من كناوة و عيساوة و فرقة جبالة المحلية و كذلك الفرقة النحاسية المحلية. وكان لعشاق الطرب و الموسيقى و الفن، فوق منصة المهرجان، سهرة فنية كبرى احيتها كل من الفنانة الكبيرة حياة الإدريسي و الفنان محمد الغاوي، حيث استمتع الجمهور الذي ملأ ساحة الشاطئ بأغاني مغربية وعربية من الزمان الجميل، رفقة جوق الهلال برئاسة الاستاذ علي بن عزوز، كما قام بتنشيط هده السهرة الكوميدي رشيد العلالي. كما كان للجمهور في اليوم الثاني سهرة فنية أخرى أمتع فيها الجماهير المتعطشة للفن الشعبي عادل الميلودي، الذي الهب الحضور بأغانيه الشعبية وصيحاته المدوية، وعرفت المنصة نصيبا من الفكاهة، بتوليفة لكل من الثنائي الجبلي و البلدي و خلفهما الجبلية و البلدية. أما اليوم الثالث من المهرجان، ودائما فوق منصة الشاطئ. استمتع الجمهور الحاضر باصوات شابة أعطيت لها الفرصة للبوح بما تختزن من طاقة صوتية و فنية, حيث لقيت تجاوبا مع المتتبعين، وكان من بين الاسماء الصاعدة الفنانة زينب أفيلال، الفنانة يسرى أحمد و الفنان يوسف الحسيني، رفقة الفرقة الحرة برئاسة هشام الزبيري. وفقد تألق نجم الاغنية الشعبية الفنان سعيد الصنهاجي رفقة مجموعته في اليوم الرابع من مهرجان اللمة، حيث امتدت فقرات السهرة إلى ما بعد الثانية صباح اليوم الموالي. وقد عرفت هذه السهرة إقبالا كبيرا فاق كل التوقعات. خاصة وأن منظمي المهرجان، غيروا المكان الذي كانت تقام فيه المنصة، لساحة أرحب لتستوعب أكبر عدد من الجمهور، إلا أنها ضاقت بقدر ما رحبت، لتعطش المواطن للاستمتاع بالطرب الشعبي. سعيد الصنهاجي لم يبخل على جمهور المهرجان بأغانيه الشعبية و حركاته المرنة، وقد تجاوب الجمهور مع كل ما قدم فوق الخشبة. كما كان للطقطوقة الجبلة نصيبها فوق ذات المنصة، لما لها من جمهور متميز، حيث استمتع الحضور بأهازيج العيطة الجبلية برئاسة الفنان عبد اللطيف الخمسي. وعلى نفس المنصة أعطيت الكلمة للشباب مرة أخرى من خلال مجموعة فرقة السترة فوويون و فرقة مجموعة أفريكلتير، وهي مجموعة تضم شبابا مغربيا وأفريقيا، حيث استمتع الجمهور بأغاني شبابية، عصرية وشعبية وإفريقية كذلك. لتختتم السهرة مع الفنان جلال شقارة و فرقته فوزيون فلامينكو، حيث تمكنت الفرقة الراقصة من شد الانتباه بجمال الموسيقى و الرقص الفلامانكي، وهي السهرة التي استمرت إلى ما بعد الثانية صباحا.