وأنا في الطريق من مرتيل هذه العشية، تكلم معي ابني يخبرني برحيل محمد العربي المساري، وبالأمس في طنجة جرى حديث بيني والصديق محمد بوخزار حول محمد، وكان الحديث كله إعجابا في إعجاب ومحبة في محبة وانجر الحديث إلى عبد الجبار وكان نفس الإعجاب ونفس المحبة رحيلك يا أخي فاجعة وأية فاجعة لا أزال أذكر إلى الآن صحبتي لك في تطوان عقب الاستقلال وأنت نحلة في خلية الصحافة كنت أتبعك إلى مجلة أو جريدة المعرفة التي كان يصدرها حسن المصمودي ولاحظت وقتئذ أن المرحوم حسن كان يعتمد عليك في استمرار المعرفة ولا أزال أذكر صحبتنا معا في السفر إلى فاس للحضور في مؤتمر الشبيبة الشورية وكنا وقتها مهووسين في شخصية محمد بن الحسن الوزاني ومن قبله بالأمير محمد عبد الكريم الخطابي الذي كان هو القبس وأذكر أنه أرسل إلي منذ سنوات قليلة يذكرني بالمؤتمر القديم ....نماذج من هذا الرعيل يندر اليوم .. وفي حديثي مع محمد بوخزار جرنا الحديث إلى اسم محمد العربي الخطابي ثم إلى آخرين الذين كانوا أقمارا في تطوان وتبقى اليوم فاجعة محمد..لا تسمح لنا إلا بالترحم والدعاء والصبر فالعزاء لأهله ولأحبابه وللثقافة المغربية. ** عن الفاجعة ................ ظِلاَلُنَا لَيْسَتْ لَنَا هِيَ أنَاسٌ آخَرُونَ مَرُّواْ مَعَنَا يَحْيَوْنَ مِثْلَنَا إلَى نِهَايَةِ الْحَيَاةْ *** لَوْ أنَّنِي أمْسَحُ صُورَتِي مِنَ الْمِرْآةِ كُنْتُ أمْسَحُ الْمِرْآةَ كُنْتُ مَرَّةً وَلَيْسَ مَرَّتَيْنْ ... ....