يقدم باراك اوباما بتوقفه في أديس أبابا في سابقة لرئيس اميركي، مكافأة لإثيوبيا الحليف المهم لمكافحة الإرهاب في القرن الإفريقي ولو أتى ذلك ربما على حساب ملف انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. ورحب المتحدث باسم الحكومة تيولدي مولوغيتا المتحدث باسم وزارة الخارجية بالزيارة قائلا انها "المرة الأولى التي يزور بها رئيس اميركي إثيوبيا وهذا يرفع العلاقات بين البلدين الى مستوى اعلى". وأضاف ان المحادثات ستشمل الأمن الإقليمي وأيضا التنمية الاقتصادية والحوكمة. وخلافا لكينيا التي قدم منها اوباما والتي غالبا ما تشهد هجمات ارهابية،فان اثيوبيا تشكل واحة استقرار في القرن الافريقي بظل نظام يمسك البلاد بقبضة من حديد. وفرضت اثيوبيا نفسها حليفا قويا في مكافحة حركة الشباب الاسلامية من خلال مشاركتها بفرقة من اربعة الاف عنصر في قوات الاتحاد الافريقي اميصوم المنتشرة في الصومال حيث تؤمن الدعم للقوات المحلية الضعيفة. الا ان منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان تخشى ان تفسر السلطات الاثيوبية زيارة اوباما بمثابة ترخيص لقمع وسائل الاعلام والمعارضة. وتاتي الزيارة بعد شهرين على انتخابات شهدت فوز الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء هايلي مريم ديسيلين بمقاعد البرلمان بنسبة 100%. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أشارت في تقريرها السنوي الصادر في يونيو حول حقوق الانسان في اثيوبيا الى "القيود على حرية التعبير" و"مضايقة وتخويف أعضاء المعارضة والصحافيين" بالإضافة إلى "محاكمات سياسية". ويقول عبد الله هالاخا من منظمة العفو الدولية "لا نريد ان يتم استغلال الزيارة لغض النظر عن انتهاك السلطات لحقوق الانسان اولاعتبارها بمثابة مكافاة. نشجع اوباما على التحدث عن حقوق الانسان وتقديم دعمه للمنظمات المحلية". ومن ابرز محطات الزيارة كلمة سيلقيها اوباما في مقر الاتحاد الافريقي. وسيتحدث اوباما من قاعة نلسون مانديلا امام مجمل القارة ليعيد التاكيد على التزام بلاده منذ القمة الافريقية الاميركية في غشت 2014. وفي الوقت الذي تشهد فيه القارة الافريقية ازمات عدة من بوروندي الى جنوب السودان مرورا بافريقيا الوسطى،فان المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني يتوقعون من اوباما ان يحث الاتحاد الافريقي على الالتزام بشكل اكبر من اجل احترام شرعته حول الديموقراطية والانتخابات والحوكمة. ويرى كثيرون ان زيارة اوباما محاولة للتعويض عن ما فات من قبل اول رئيس اميركي اسود خصوصا وانه تعرض للانتقاد لعدم تقديمه الاهتمام الكافي للقارة الافريقية.