علمت " الاتحاد الاشتراكي" أنه تم تعزيز الحماية الأمنية في محيط سفارة المغرب في العاصمة الفرنسية بباريس بعد تسلل سبعة أشخاص ينحدرون من جنوب الصحراء بينهم امرأتان، إلى مقراتها، بعد زوال يوم الاثنين الماضي، مرددين شعارات معادية للمغرب، خاصة في ما يتعلق بسياسته في مجال الهجرة. وأفادت مصادر ديبلوماسية مغربية ل" الاتحاد الاشتراكي" أن السلطات لأمنية الفرنسية المكلفة بحماية أمن البعثات الديبلوماسية استجابت بشكل فوري لمذكرة تقدمت بها سفارة المغرب في باريس من أجل حماية أكبر لمحيطها، الذي لم يكن قط مهددا بالرغم من الظرفية الأمنية التي تجتازها فرنسا بعد الاعتداءات الارهابية التي عرفها ترابها بحر السنة الجارية. وكشفت ذات المصادر أن السلطات الأمنية الفرنسية مكنت سفارة المغرب بباريس، التي سبق وأطلعت المصالح الدبلوماسية المغربية والفرنسية على هذا الحادث من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة، مكنتها من عناصر أمنية بزي رسمي يرابطون أمام مبنى البعثة الديبلوماسية المغربية، فيما تتكلف دورية أمنية متنقلة بمسح شامل ودوري لمحيط السفارة. وأوضحت المصادر ذاتها أن سفارة المغرب في العاصمة باريس، التي أدانت بشكل قوي ما يبدو أنه عمل مدبر من قبل أطراف معروفة بعدائها الدائم لمصالح المغرب، تتابع عن كثب بتنسيق مع السلطات الأمنية الفرنسية تطورات ملف فعل اقتحام مقراتها من قبل أشخاص من جنوب الصحراء بعدما قدمت شكاية لدى السلطات الفرنسية المختصة، مرفوقة بشريط فيديو حول الحادث. وبالموازاة، علمت " الاتحاد الاشتراكي" أن سفير المغرب بباريس، شكيب بنموسى أمر باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة تعزز ما هو قائم منها بالسفارة لعدم تكرار مثل هذا الحادث مستقبلا في إشارة إلى اقتحام أشخاص بالقوة وبشكل منظم، مبنى السفارة، وتوجههم إلى مكتب السفير مما خلف اندهاشا واستغرابا كبيرين كونه فعل يهدف إلى الإساءة إلى صورة المغرب. كما اتخذت سفارة المغرب بباريس تدابير أمنية إضافية لتعزيز ما هو مفروض من إجراءات وإمكانيات أمنية من أجل ضمان أمن مقر البعثة الديبلوماسية في العاصمة الفرنسية، وتجنيبها أي مس محتمل في القادم من الايام لسيادتها مع الحرص أيضا على تأمين سلامة موظفيها. لم تترد مصالح سفارة المغرب في باريس في أن تولي أبناء دول جنوب الصحراء نفس الاهتمام الذي تمنحه للمواطنين المغاربة القاطنين في الديار الفرنسية، وتمكينهم من نفس ظروف الاستقبال والضيافة التي استفاد منها الآلاف من المهاجرين المنحدرين، أساسا، من إفريقيا جنوب الصحراء. فقد مكنت مصالح الاستقبال بسفارة المغرب بباريس، حسب المعطيات المتوفرة لدى " الاتحاد الاشتراكي" من استقبال جيد لأعضاء ما يسمى بتنظيم "سود البشرة - وحدة، كرامة وشجاعة" أشبه بالذي شمل مواطني دول جنوب الصحراء على الأراضي المغربية حينما مكنت من تسوية وضعية نحو 20 ألف مهاجر ينحدرون، أساسا، من إفريقيا جنوب الصحراء. وللتذكير فإن عملية تسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين على التراب المغربي حققت النتائج المرجوة منها، لكونها شملت 90 في المائة من المهاجرين غير الشرعيين. وكانت التقديرات التي تتوفر عليها وزارة الداخلية في بداية العملية تشير إلى أن أعداد المهاجرين في وضعية غير نظامية تتراوح ما بين 25 و 30 ألف مهاجر . وقد استفاد من العملية، التي انطلقت رسميا في نونبر 2013، مواطنون من 116 جنسية، في طليعتهم المواطنون السنغاليون (6600)، يليهم المواطنون السوريون (5250)، فالنيجيريون (2380)، فالإيفواريون (2281). وتأتي جهة الرباط - سلا - زمور- زعير في مقدمة جهات المغرب في ما يخص استقبال الطلبات ب 8198 طلبا (29.99 في المائة)، تليها جهة الدارالبيضاء الكبرى ب6363 طلبا (23.28 في المائة)، وبعدها الجهة الشرقية ب2730 طلبا (9.99 في المائة)، فجهة فاس - بولمان ب2686 طلبا (9.83 في المائة). لقد كانت نية أعضاء ما يسمى بتنظيم "سود البشرة - وحدة، كرامة وشجاعة"، الذي أسس في أكتوبر من سنة 2014 ويتخذ لنفسه من بلدة كوربوفوا بضاحية باريس مقرا له، غير التي قدموا من أجلها إلى سفارة المغرب بباريس، فبعدما اختلقوا سببا للزيارة يتعلق بالسؤال عن طبيعة الوثائق المطلوبة والاجراءات التي يجب اتباعها من أجل وضع طلب الحصول على التأشيرة، تحولت "الخراف الى ذئاب" وأصبح سلوكها استفزازيا جعلهم ينسلون واحدا تلو الاخر بحثا عن مكتب سفير المغرب، شكيب بنموسى لتبليغ رسالة "أخطأت المكان والزمان". انطلق موازولو ديفبانزا المتحدث باسم ما يسمى بتنظيم "سود البشرة - وحدة، كرامة وشجاعة"، يردد شعارات معادية للمغرب، خاصة في ما يتعلق بسياسته في مجال الهجرة في تجاهل تام أن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي يعتمد سياسة شمولية في مجال الهجرة، تتميز بالانفتاح والسخاء مكنت من اتخاذ وتنفيذ إجراءات للاندماج الاقتصادي والاجتماعي تضمن معاملة مماثلة لتلك المخصصة للمواطنين المغاربة، وحظيت بإشادة قارية ودولية. لم يتردد تنظيم "سود البشرة - وحدة، كرامة وشجاعة" في اتخاذ ترتيبات لتصوير المشهد كما فعل في الحالات السابقة من أجل ترويجها، سواء على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"يوتوب"، كما لم تتردد العناصر السبع الأخرى في تصوير ارتساماتها ودفاعها عن فعل الاقتحام مباشرة بعد مغادرة مبنى سفارة المغرب في وسط العاصمة باريس. وهاجم موازولو ديفبانزا، المتحدث باسم ما يسمى تنظيم "سود البشرة - وحدة، كرامة وشجاعة"، الذي يناهض تأسيس اتحاد للمغرب العربي، معتبرا إياه آلة استعمارية لغزو القارة الإفريقية، ويدعو مواطني بلدان إفريقيا جنوب الصحراء إلى غزو بلدان شمال إفريقيا، هاجم سياسة المغرب في مجال الهجرة بأسلوب يبدو أنه عمل مدبر من قبل أطراف معروفة بعدائها الدائم لمصالح المغرب، والتي تهدف إلى الإساءة المغرب بشكل فاضح.