رفضت الفيدرالية الديمقراطية للشغل مقترحات رئيس الحكومة في إطار الحوار الاجتماعي، واعتبرت العرض يزكي النهج الحكومي الهادف إلى تفقير الشغيلة المغربية والالتفاف على المطالب العادلة والمشروعة لعموم الأجراء، وجعل عبء كل التكلفة المالية المتوقعة للإصلاح المزعوم على كاهل الأجراء المنهوك أصلا بالزيادات المتتالية في الأسعار وارتفاع تكلفة العيش. وأكدت الفيدرالية الديمقراطية للشغل على حجم وامكانيات التضليل والقمع والتحكم، واعتبرت السياق العام الاجتماعي ومؤشرات التدهور واندحار الأخلاق والسياسة، مما يضرب حقوق ومكتسبات الأجراء وعموم الشعب المغربي. وسجل المكتب المركزي، في بلاغ له توصلت الجريدة بنسخة منه، الحملة التي تخوضها بعض الجهات ضد الفدرالية الديمقراطية للشغل والتي تأتي لاستكمال ما أعطت الدولة انطلاقته عبر تزوير الانتخابات المهنية ضد الفدرالية من محاولة لإخراس الصوت الفدرالي المكافح وإلهاء الشغيلة المغربية عن الرهانات الأساسية المطروحة عليها، والسعي لخلق قضايا هامشية تغطي على ملفات التقاعد وإعادة الانتشار والتضييق الممنهج على الحريات والحقوق النقابية. وجددت الفيدرالية الديمقراطية للشغل انفتاحها على كل القوى الوطنية الصادقة والمكافحة على قاعدة التصدي لمخططات الاستبداد، وتفقير المغاربة وطرح القضايا الأساسية وفي مقدمتها الثروة الوطنية المنهوبة لفائدة كمشة المحظوظين، وأشكال الريع البشعة التي أفسدت كل واجهات العمل المواطناتي التطوعي وأشاعت مناخا عاما للفساد يغذيه شعار "عفا الله عما سلف" ويغطي عليه شعار محاربة الفساد كشعار مغلف مؤطر لكل مظاهر الفساد والإفساد التي لم يعرف المغرب لها مثيلا منذ سنوات استقلاله الأولى في مفارقة صارخة عنوانها النفاق السياسي والقدرة الخارقة على القول بالشيء ونقيضه في سياق الإجهاز على تطلعات الشعب المغربي في العيش بحرية وكرامة. كما سجل المكتب المركزي، بقلق شديد، ما يعيشه قطاع السمعي البصري من هجوم شرس وغير أخلاقي على العمل النقابي الجاد والمكافح كتتويج للمؤامرة الفضيحة التي عرفتها نتائج الانتخابات المهنية، وكذا ما يعيشه الفدراليات والفدراليون في قطاع الطاقة والمعادن من تضييق ومس بحرية العمل النقابي واستهداف للفدرالية الديمقراطية للشغل ومناضليها، منددا بهذه التضييقات ، وداعيا الحكومة لاحترام ما يرتبه تبني المغرب لقيم الحق في الانتماء النقابي والحرية والديمقراطية . وأكدت الفدرالية الديمقراطية للشغل ، أنها مستعدة لتأدية أي ثمن في سبيل بناء نقابة للمستقبل نقابة مكافحة لكل المغاربة لا لون لها غير لون الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، مسجلة التضييق والتشهير التي يستهدفها وأنها تعي جيدا قيادة وقواعد أنها تؤدي فاتورة اختيارها الكفاحي، وتؤدي ثمن إضراب 23 شتنبر الذي قطع الطريق على مخططات الحكومة في ملف التقاعد، وتؤدي ثمن قرار المسيرة الوطنية في اتجاه مقر رئاسة الحكومة، وتؤدي ثمن تكريس الاستقلالية الفعلية عن الدولة والأحزاب السياسية.