الجمع العام العادي والاستثنائي الذي عقده فريق الرجاء البيضاوي افتقد لحرارة النقاش التي كانت تسود الجموع العامة للفريق الأخضر قبل ولاية بودريقة، واتضح بأن صورة المنخرط تقزمت مقارنة مع حجم الرجاء الرياضي وقيمته. فباستثناء ثلاثة تدخلات التي وجه أصحابها سهام الانتقادات الموضوعية لسياسة التسيير، فإن باقي المتدخلين لم يرقوا بمستوى النقاش إلى الحد الذي يعطي الانطباع بأن منخرطي الرجاء لهم تصورات ويحملون مشاريع تساهم في الدفع بقاطرة الفريق نحو المصالحة مع الألقاب والإنجازات. وبعد التأكد من النصاب القانوني حيث حضر 52 منخرطا من أصل 67 ، وهو عدد أقل من عدد الصحفيين المعتمدين لتغطية أشغال هذا الجمع الذي استهله الرئيس بكلمة مقتضبة اعترف من خلالها بالنتائج الكارثية التي سجلها الفريق خلال الموسم الأخير. وبعد تلاوة التقرير الأدبي الذي كان طويلا ومملا، قدم أمين المال أهم الارقام المتعلقة بالتدبير المالي. موضحا رقم المداخيل التي بلغت ثمانية ملايير وثلاثمائة مليون سنتيم، فيما فاقت المصاريف تسعة ملايير ونصف المليار، ليتبين بأن العجز المالي للفريق وصل إلى مليار ومائتي مليون سنتيم. التدخلات ركزت بالأساس على الأخطاء التي اقترفها المكتب المسير طيلة الموسم والتي كان لها الدور الأساس في النتائج المخيبة للأمال، واعتبر أحد المتدخلين أن الرئيس بودريقة نهج سياسة مقاطعة المنخرطين في إشارة إلى غياب التواصل معهم، مستشهدا بأنه لم يعقد ولو اجتماعا واحدا مع المنخرطين على قلتهم، واعتبر نفس المتدخل أن التعاقد مع ثلاثة مدربين خلال موسم واحد مؤشر واضح على سوء التدبير التقني، والاختيارات غير الموفقة. المنخرط جواد أمين ركز في تدخله على مركز التكوين، وتساءل عن سبب إغلاقه في عهد الرئيس الحالي، مطالبا بإعادة فتحه، وشدد في كلمته على المرتبة الثامنة التي احتلها فريق الرجاء، والتي لا ترقى إلى تطلعات الجماهير، واعتبر أن المنحة المخصصة لهذه المرتبة لا تتعدى سبعمائة ألف درهم، وهي أضعف منحة يتسلمها الفريق منذ إنشاء سلم المنح، وطالب بإحداث شركة لتسيير الرجاء.والانفتاح على فلسفة التسيير المؤسساتي. وتوقف جواد أمين عند العجز المالي، واعتبر غياب أو انعدام السيولة المالية سيكون له تأثير على مسار فريق الرجاء خلال الموسم المقبل. ولخص المنخرط سعيد تدخله في نقطتين تتعلق الأولى بالمؤطرين المشرفين على الفئات الصغرى، وعدم توفرهم على الكفاءة المطلوبة، والثانية على الانضباط، مستشهدا بمجهوعة من الأسئلة المتعلقة بانعدام الانضباط لدى مجموعة من اللاعبين. وتساءل قيدوم المنخرطين سعيد الدهورعن غياب الوجوه التي اعتادت أن تؤثث فضاءات الجموع العامة للرجاء البيضاوي من مسيرين ورؤساء سابقين، الذي ساهموا في بناء الفريق بتضحياتهم، وتساءل عن دواعي القطيعة مع الماضي في ظل المكتب الحالي، ونبه في تدخله الرئيس إلى الحرص على إعطاء صورة مشرفة تليق بمكانته سواء خلال خرجاته الإعلامية أو في سلوكاته داخل الوطن وخارجه. المصادقة على التقريرين المالي والأدبي كانت بالاجتماع باستثناء منخرط واحد، رفض المصادقة عليهما، ليتحول الجمع العام من عاد إلى استثنائي حيث غادر المكتب المسير المنصة ليعود الرئيس بودريقة بعد دقائق معدودة إلى رئاسة الرجاء لأربعة مواسم جديدة، وهو سيناريو كان محبوكا ومتوقعا. وقد منحه المنخرطون صلاحية تشكيل مكتبه الجديد.