سقطت البرازيل مجددا أمام البارغواي، التي جردتها من اللقب في النسخة الماضية، فتوقف مشوارها في ربع نهائي بطولة كوباأمريكا لكرة القدم في تشيلي، لتفشل بالتالي في محو خيبة المونديال على أرضها خلال الصيف الماضي. وتعادلت البرازيل مع البارغواي بهدف لمثله، لكن ركلات الترجيح ابتسمت للأخيرة، التي حسمتها 4 ? 3 في كونسيبسيون في ختام منافسات ربع النهائي. وافتتحت البرازيل التسجيل عبر روبينيو في الدقيقة 15، وأدركت البارغواي التعادل بواسطة درليس غونزاليز من ركلة جزاء في الدقيقة 72. وتلتقي البارغواي يوم غد الثلاثاء في نصف النهائي مع الأرجنتين، التي كانت قد تغلبت على كولومبيا 5 ? 4 بركلات الترجيح أيضا، بعد تعادلهما سلبا. وتجمع مباراة نصف النهائي الثانية تشيلي المضيفة مع البيرو يومه الاثنين. وتقام المباراة النهائية في الرابع من الشهر المقبل. وكان المنتخب البرازيلي فقد اللقب في النسخة الماضية عام 2011، بعدما أطاحت به البارغواي من الدور ربع النهائي بالذات، بالفوز عليه بركلات الترجيح 2 ? 0، إثر تعادلهما 0 ? 0 في الوقتين الأصلي والإضافي، في طريقها إلى النهائي الأول لها منذ تتويجها الثاني عام 1979، قبل أن تسقط في المتر الأخير أمام الأوروغواي بثلاثية نظيفة. وأحرزت البرازيل اللقب في كوباأمريكا 8 مرات، في حين تملك الأوروغواي الرقم القياسي برصيد 15 لقبا، مقابل 14 للأرجنتين. وخاض المنتخب البرازيل المباراة بغياب نجمه وقائده نيمار، الذي قدم موسما استثنائيا مع برشلونة الإسباني، وساهم بإحرازه الثلاثية (الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا)، لكن مشواره في البطولة انتهى بعد الجولة الثانية من الدور الأول (أمام كولومبيا) لإيقافه أربع مباريات. وكان منتخب البرازيل في طليعة المرشحين للقب، بعد أن وصل إلى تشيلي برصيد رائع من الانتصارات في المباريات الودية، تحت قيادة مدربه وقائده السابق كارلوس دونغا الذي خلف لويز فيليبي سكولاري المقال من منصبه، عقب كارثة الخسارة 1 ? 7 أمام ألمانيا في نصف نهائي كأس العالم على أرضه الصيف الماضي، ومن ثم أمام هولندا 0 ? 3 في مباراة تحديد المركز الثالث. واللافت أن نيمار كان قد تعرض إلى إصابة خطيرة من قبل اللاعب الكولومبي تسونيغا، في ربع نهائي مونديال 2014 غاب على إثرها نحو 40 يوما. واعتمد دونغا أمام البارغواي على روبينيو (31 عاما) المعار من ميلان الإيطالي إلى فريقه السابق سانتوس، لتعويض غياب نيمار بداعي الإيقاف. وقدم منتخب البرازيل مستوى متواضعا في مبارياته الثلاث في الدور الأول، الذي شهد خسارته الأولى بقيادة دونغا على يد كولومبيا (0 ? 1) في الجولة الثانية، ثم انتظر حتى الجولة الأخيرة ليحجز بطاقته إلى ربع النهائي للمرة الحادية عشرة على التوالي. فبعد الخسارة أمام كولومبيا، وهي كانت الأولى عقب 11 فوزا مع دونغا، تمكنت البرازيل من استعادة توازنها وتجنب إحراج الخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ 1987، بفوزها على فنزويلا بفضل هدفي تياغو سيلفا وروبرتو فيرمينو. لكن دونغا اعتبر أن البطولة شكلت تجربة مفيدة للفريق في طريق الاستعداد لتصفيات مونديال 2018. وقال دونغا «إنها مرحلة استعداد وتجربة جيدة»، مضيفا «كنا نود الفوز لكنه درس مهم، لأننا نتطلع إلى كأس العالم 2018». وتحدث دونغا عن فيروس أصاب 15 لاعبا من منتخب البرازيل في البطولة «لا أجد الأعذار، ولكن نحو 15 لاعبا أصيبوا بفيروس ما حد من تدريباتنا، إذ عانى البعض منهم من وجه في الرأس أو الظهر أو حتى في الجسم ككل». وأضاف «شعر بعض اللاعبين بالأمر أكثر من غيرهم، وأصيبوا بالإعياء فاضطررنا إلى تقليص التدريبات». وعلق غونزاليز، الذي سبق أن سجل هدفا لفريق بازل السويسري في مرمى ريال مدريد الاسباني، ضمن بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، قائلا «لم يثق أحد بنا عندما وصلنا إلى هنا، لكننا فريق متحد وما يزال لدينا الكثير لنقدمه». وتابع «نفكر الآن بمباراتنا مع الأرجنتين». وأضاف «حافظنا على هدوئنا، فقد عانينا في الشوط الأول ولكن الأمور تغيرت تماما في الثاني، بعد أن لعبنا بشكل أفضل».