من هنا مر العديد من اللاعبين والمدربين ....؟ في أقل من خمس سنوات مر جمال السلامي وعبد الرحيم طاليب ومحمد جواد الميلاني وحسن مومن وعبد الحق بنشيخة والمعلم شحاتة وأخيرا مصطفى طارق.. هل كل هؤلاء غادروا الفريق بناء على طلب منهم أم أنهم كانوا مجبرين على المغادرة ؟ السلامي أجبر على المغادرة والفريق فائز ببطولة الخريف، وطاليب غادر بعد أن صعد رفقة الفريق الى القسم الأول وتركه متقدما في الترتيب، أما الميلاني فقد أجبر على ترك الفريق وهو يحتل الرتبة الثالثة وعاد إليه لينقذه من الهبوط. حسن مومن لم يوفق في الإشراف على الفريق، وكاد أن يسقطه إلى القسم الثاني، فيما عبد الحق بنشيخة فاز مع الفريق بكأس العرش وغادر إلى الرجاء، فيما حسن شحاتة غادر بعد أن فشل في الوصول بالفريق الى ما كان يتمناه الجمهور، وهي ذات الطريق التي سلكها مواطنه طارق مصطفى. فأين يكمن الخلل ؟ في المدربين ؟ أم في المسيرين ؟ أم أن الخلل غير معروف ؟ لقد أجمع العديد من المتتبعين أن مسيري الفريق الدكالي على امتداد المواسم الأخيرة، يسيرون الفريق بمزاج خاص وتغيب عن كل التشكيلات التي تشرف على التسيير التجانس وحسن تدبير الموارد المالية والبشرية.. مما يجعل الفريق عرضة للأزمات بين الحين والآخر والتي يمكن أن تستمر لسنوات ومواسم . فالسلامي وطاليب غادرا الفريق قسرا بعد أن تم تحريض جزء من جمهور الفريق خدمة لأجندة معينة رغم سلوكهما القويم وأخلاقهما العالية وجودة منتوجهما الكروي. أما بنشيخة فقد طالب غير ما مرة بقطع غيار جيد وببرنامج عمل ومخطط كروي لتكوين فريق يصنع الفرجة دون جدوى، وهو ذات المطلب الذي كان ينادي به حسن شحاتة ومواطنه طارق مصطفى، فيما محمد جواد الميلاني غادر هو الآخر مكرها بسبب الاعتداء عليه ماديا ومعنويا ، ليحطم الفريق الجديدي رقما قياسيا في تغيير المدربين الذين يشكلون العمود الفقري لكرة القدم الوطنية. الأمر لا يتوقف على المدربين، فقد فرط الدفاع الحسني الجديدي في عدد كبير من لاعبيه الأساسيين الذين غادروا النادي تباعا فيما يشبه الهروب الجماعي ، بل إن المغادرة غير المفهومة لدى الرأي العام أضحت تتكرر كل سنة، فيما الجماهير حائرة في فهم الظاهرة كل واحد يحللها كما يشاء .. المغادرون هذا الموسم حارس عرين الدفاع الحسني لثلاثة مواسم زهير لعروبي واللاعبين أسامة الغريب وبكر الهلالي الذين غادروا القلعة الجديدية مع متم البطولة ، نظرا لنهاية عقودهم الاحترافية رفقة الفريق الدكالي.. وقبلهم غادر الفريق كل من أحمد شاغو، إبراهيم النقاش، الحسين زانا وآخرون، حتى أن الجديدة أضحت شبيهة بجسر لعبور اللاعبين الى طوق النجاة أي الفرق الكبرى.. كم من هؤلاء المغادرين جاء الى الدفاع الحسني الجديدي مغمورا لا يعرفه حتى أصدقاء الحي، ورسموا لأنفسهم مسارا متميزا خلال مجاورتهم للدفاع ، ليغيروا الوجهة نحو أندية وطنية وأجنبية بعد تعدد الطلبات عليهم، ويتحولوا الى طعم سائغ لبعض مسيري الفرق الوطنية الذين يستغلون سذاجة مسيرين يفتقدون لآليات ناجعة للتفاوض والقدرة على الإقناع ، مما جعل الفريق الجديدي يخسر كل موسم رهان الحفاظ على استقراره البشري بتفريطه في أجود عناصره التي تصنع اليوم أفراح عدد من الأندية الوطنية أمام أعين جماهير دكالية تراقب الوضع بكثير من الألم الممزوج بالحسرة. التدبير الهاوي للموارد البشرية يونس حمال ، عادل كروشي ، منير الضيفي ، أحمد الدمياني ،عبد الله لهوا «بيبو « قبل أن يعود هذا الأخير لفريقه الأم في الميركاتو الشتوي بدعم من بعض الجهات ، محمد نهيري، أحمد شاكو، إبراهيم النقاش، المهدي قرناص، عمر منصوري، الحسين زانا.. هذه كلها أسماء فرط فيها مسؤولو الدفاع الحسني الجديدي بفعل تدبيرهم الهاوي للموارد البشرية للنادي ،إنه جيش عرمرم من اللاعبين سواء المحليين من أبناء الدفاع الذين تنكروا لفريق كان له الفضل الكبير في ما وصلوا إليه الآن من نجومية ، أو القادمين من أندية أخرى الذين أدار عدد كبير منهم ظهره للدفاع ووقعوا لأندية وطنية وأجنبية ، بعدما صنعوا مجدهم بالفريق الجديدي، وقبلهم كان لاعب إفريقيا الوسطى فيفيان مابيدي الذي رفض الاستمرار مع فارس دكالة ووقع للرجاء البيضاوي، وهو مازال على ذمة الدفاع ، قبل أن تتم تسوية هذا الملف وديا بين الدكالي والبيضاوي بعدما تعهد الرجاء بشراء ما تبقي من العقد مقابل 200 مليون سنتيم ،نصف المبلغ المذكور تسلمه الدفاع من الجامعة بعدما وضع شكاية ضد الرجاء، وقبله السينغالي محمد روبيز والنيجيري موسى سليمان وآخرون، وبالتالي تحولت الجديدة إلى جسر عبور آمن لمن أراد البحث عن النجومية من اللاعبين والمدربين على حد سواء. ورغم مرور أزيد من ثلاث سنوات على ثلثي أعضاء المكتب المسير وهم في دفة التسيير، ورغم القيمة المالية الكبيرة التي جلب بها مدير النادي، فإن التسيير الهاوي ظل سمة أساسية وعلامة مميزة للفريق الدكالي، فاستمر النزيف، حيث حملت تباشير نهاية الموسم أخبارا غير سارة للجماهير الدكالية، مفادها أن الحارس الرسمي زهير لعروبي أبرم عقدا مبدئيا يمهد له الانضمام للوداد، ومسؤولو الفريق في دار غفلون. لعروبي الذي يعتبر اليوم أحد أغلى اللاعبين في الدوري الوطني لكرة القدم، كان قد جلبه الدفاع قبل ثلاثة مواسم من القنيطرة مقابل مبلغ ناهز 175 مليون سنتيم، بعد أن انتهى عقده مع النادي القنيطري، وكان المكتب المسير للفريق الجديدي يرتب لتمديد عقده، إلا أن زهير فجر أزمة أخرى داخل مكتب الدفاع عندما صرح بأنه أكره على مغادرة الفريق الدكالي، بعدما رفض عضو جديدي تمكينه من جزء من مستحقاته المادية لإنقاذ أحد أقربائه من ضائقة مالية خانقة كان يمر منها، حيث مكنه الفريق الأحمر من شيك بقيمة 40 مليون قام بصرفه في الحين لتغطية ديون شقيقه، وبالتالي تتحمل إدارة الدفاع النصيب الأوفر في «هروب» لعروبي من الفريق الدكالي بسبب تماطل مسيريه في تمديد عقده. وعلى نفس المنوال سار أسامة لغريب، الذي اختار العودة إلى حيث تعلم أولى أبجديات الكرة، مع فريقه الأم اتحاد طنجة، ومن ثمة لم يتردد في قبول عرض مسؤولي الاتحاد، الذين وقعوا له في سرية تامة قبل أن يخرج إلى العلن، رغم أن أسامة ظل ينفى الخبر عدة مرات، بل حسم مسؤولو طنجة والغريب في كل البنود التي سيتضمنها العقد الجديد، بما في ذلك الامتيازات المادية التي سيحصل عليها على مدى الثلاث سنوات القادمة، قبل أن تكتشف الحقيقة المرة وهي توقيع ظهيرهم الأيسر للاتحاد، بعدما حصل على 95 بالمائة من مستحقاته المادية التي كانت أحد شروطه أثناء جولات الحوار مع المسؤولين لتمديد مقامه بالجديدة، ومازال مدينا للدفاع بمبلغ 14 مليون سنتيم فقط. المغادر الثالث للفريق هو بكر الهلالي، الذي سيدافع هو الآخر عن ألوان اتحاد طنجة بدءا من الموسم المقبل، بعدما جاور الدفاع الجديدي لسنتين، ولكن بعد أن ضخ الفريق الدكالي في صندوق المحكمة الابتدائية في الجديدة مبلغا ماليا، عقب اعتقال مصالح الأمن الهلالي من أجل إصدار شيك بدون رصيد بقيمة 400000 درهم، دون أن يعلم أحد بحد لببأنه مغادر الى طنجة. إخفاق في الحفاظ على المكتسبات إدارة الدفاع أخفقت في كثير من المرات في الحفاظ على الاستقرار البشري وصيانة مكتسبات النادي، حيث أثبتت التجارب أن مسيري الفريق يفتقدون إلى مهارة التفاوض والإقناع، حيث يظل المسيرون طيلة الموسم يلعبون دور المتفرج، ولا يبادرون إلى مفاوضة اللاعبين جديا في موضوع تجديد عقودهم الاحترافية، إلا قبل نهاية ارتباطهم بالنادي بقليل . الآن وبعد أن اقترب الجمع العام السنوي، الذي سيعرف تجديدا كاملا للمكتب المسير، وسيعرف لا محالة صراعا قويا حول المسؤوليات..، أضحى مطلوبا أكثر من أي وقت مضى العمل على اختيار عناصر تعطي قيمة مضافة للفريق وتشكيلة تصنع خارطة طريق واضحة ومتميزة من أجل الحفاظ على قطع الغيار الجيدة، التي مازال يتوفر عليها الفريق من أمثال صانع الألعاب سفيان كادوم، الذي يتربص به الرجاء البيضاوي، وثانيا فسح المجال لأبناء الفريق الموهوبين للالتحاق بالكبار، ووضع استراتيجية واضحة لانتداب لاعبين جدد من العيار الثقيل، وليس من «الخردة» المنتهية الصلاحية، كما حدث في المواسم الأربع السابقة. وفي انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات والتحالفات السرية والعلنية لتشكيلة الفريق الدكالي، تظل كل الاحتمالات ممكنة، .