أكتسح المنتخب الوطني المغربي نظيره الليبي بثلاثية نظيفة في مباراة الجولة الثالثة من منافسات ذهاب الدوري التأهيلي لبطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين في كرة القدم (رواندا 2016)، التي جمعت بينهما مساء الأحد، على أرضية ملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء. وتعاقب على تسجيل أهداف المنتخب المغربي كل من محسن ياجور في الدقيقة 16 وعبد الإله الحافيظي في الدقيقة 41 ثم مروان سعدان في الدقيقة 73، مع طرد لاعب فريق الجيش الملكي عبد الرحيم الشاكر، الذي نال البطاقة الحمراء في الوقت بدل الضائع (90 + 3). وكان المنتخب المغربي قد تعادل في مباراة الافتتاح مع نظيره التونسي بهدف لمثله، سجله عبد الإله الحافيظي فيما وقع هدف منتخب «نسور قرطاج» كريم العواضي. وفاز المنتخب الليبي على نظيره التونسي بهدف للاشيء، كان من توقيع مؤيد القريتلي في الجولة الثانية. ورفع المنتخب المغربي، عقب هذا الفوز، رصيده إلى أربع نقاط في المركز الأول، متبوعا بمنتخبي ليبيا بمجموع ثلاث نقاط ثم المنتخب التونسي بنقطة واحدة. وستقام منافسات إياب الدوري التأهيلي (شمال إفريقيا) في شهر غشت المقبل، حيث يحل المنتخب المغربي ضيفا على نظيره التونسي (14 غشت) ثم مع منتخب ليبيا يوم 23 أكتوبر بتونس، علما بأن صاحبي المركز الأول والثاني يتأهلان مباشرة إلى بطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين في كرة القدم المقررة في رواندا 2016. وقد ظهر أشبال المدرب الوطني امحمد فاخر في هذا اللقاء بمظهر مشرف أعاد للكرة المغربية بريقها وصورتها الحقيقية، التي افتقدتها في السنوات الأخيرة، واستطاع محو الصورة الباهتة التي ظهر بها في المباراة الأولى أمام منتخب تونس، مبينا أنها كانت مجرد كبوة فرس. فمنذ انطلاق اللقاء، سارعت عناصر المنتخب الوطني التي دخلت عاقدة العزم على الخروج بنتيجة إيجابية تعيد للكرة المغربية بريقها وهيبتها بإحكام سيطرتها على وسط الميدان، والضغط على دفاع الفريق الليبي، الذي اضطر إلى اللجوء إلى الحراسة اللصيقة والاندفاع نحو حامل الكرة للحد من خطورة عناصر المنتخب الوطني. وتميز الشوط الأول من هذا اللقاء، الذي تتبعه جمهور غفير جاء لمؤازرة أسود الأطلس، بمستوى تقني جيد وبإيقاع سريع، خاصة من الجانب المغربي الذي بسط سيطرته على مجريات اللعب، مستفيدا من تراجع أشبال المدرب الإسباني خافيير كليمنتي إلى الخلف، في محاولة لتكسير الإيقاع السريع الذي بدأت به المباراة . ولمواجهة اندفاع المنتخب الوطني عمد الفريق الليبي إلى نهج الهجومات المرتدة السريعة، التي كان يقوم بها من الجهتين اليمنى واليسرى، والتي كانت تكسر في المهد قبل الوصول إلى مرمى الحارس المغربي محمد أمين البورقادي، الذي كان في شبه راحة. ولم تذهب المناورات التي كان يقوم بها خط الهجوم المغربي من كل الجهات من خلال التمريرات العرضية والتسربات الفنية لكل من محسن ياجور و عبد العظيم خضروف من الوسط وعبد الإله الحافيظي وزكريا حدراف من الأطراف سدى، وأثمرت عن هدف السبق في ربع الساعة الأول بواسطة هداف فريق المغرب التطواني محسن ياجور، ثم أضاف رجل المباراة عبد الإله الحافيظي الهدف الثاني في الدقيقة 41، وهو الثاني له في هذه الإقصائيات، بعد الأول في شباك المنتخب التونسي. وفي الشوط الثاني واصلت العناصر الوطنية، التي أتيحت لها أكثر من فرصة أهدرت بسبب التسرع وعدم التركيز في التصويب في الوقت المناسب، بحثها عن هدف ثالث يزيدها ثقة واطمئنانا، في الوقت الذي كانت فيه عناصر المنتخب الليبي تتردد في المغامرة بالمواجهة المباشرة مع خط الدفاع المغربي المتماسك، واكتفت بالتمريرات الطويلة والقذف من بعيد . وأعطى دخول ثلاثة لاعبين في الشوط الثاني شحنة قوية للعناصر الوطنية، التي ضغطت بقوة على مرمى الحارس الليبي، في الوقت الذي بدأ العياء يدب إلى أوصال أشبال المدرب الإسباني كليمنتي، الذين فقدوا الكثير من فعاليتهم وتراجع عطاؤهم خصوصا بعد أن كثف المنتخب المغربي من هجوماته وتسرباته. وكانت عزيمة أصدقاء محسن ياجور أقوى لزيادة الغلة، بعدما ظهر بعض الارتباك على مختلف خطوط الفريق الليبي، وتمكن اللاعب مروان سعدان (اتحاد الفتح الرياضي) من تعميق الفارق بتسجيل هدف ثالث في الدقيقة 73. وبفضل هذا الفوز المستحق الذي حققه المنتخب المغربي، ستدخل العناصر الوطنية دوري الإياب بمعنويات عالية وهي تتصدر سبورة الترتيب.