يبدو قطعا أن مويس بوتان المحامي الفرنسي للشهيد المهدي بن بركة لم يتعب ولن يتعب أبدا من قضية اختطاف واغتيال عريس الشهداء المغاربة التي اعتبرها طول حياته منذ أول محاكمة في باريس سنة 1966 إلى يوم الجمعة 21 نونبر 2014 الذي جاء فيه للمغرب من أجل توقيع كتابه ?الحسن الثاني..ديغول بن بركة ما أعرف عنهم?، وذلك بنادي المحامين بالرباط. يعي بوتان أن قضية عدي اوبيهي لايعرف عنها الكثير حيث يقول في كتابه »لا يعرف عموما الكثير عن هذه الصفحة ، مع انها مفتاح لفهم العديد من الأحداث التي ستأتي بعدها ، منها الانقلاب الذي وقع في يوليوز 1971 في الصخيرات. »خلال المحاكمة الناجمة عن القضية في سنة 1959، كنت أنوب عن العديد من المتهمين، وذلك ما مكنني من معرفة خبايا ما تسميه الأوساط الرسمية بتمرد «عامل تافيلالت»، وستكشف الوقائع الإعدام الذي كان في حق احد »المتآمرين« في سنة 1961 . اما بالنسبة للرواية الرسمية ، أن المغرب استعاد هدوءه بعد سنة 1956 الصعبة، وقد قرر محمد الخامس القيام بزيارة الى ايطاليا تستغرق 3 ايام، معلنا عن ذلك لشعبه في 16 يناير 1957، مضيفا أنه قرر تعيين ولي العهد بممارسة الصلاحيات السلطة الملكية خلال الرحلة، وقدم لهذا الغرض إصدار ظهير يحدد إطار وحدود تلك الإنابة. خلال الرحلة وصل إلى علم الملك خبر تمرد عامل إقليم تافيلالت. ما الذي وقع ؟ حسب الرواية الرسمية، فإن العامل عدي وبيهي أعلن الانشقاق، وتحدثت الرواية عن الوقائع التالية : - 18 يناير: الخلاف القائم منذ مدة بين العامل والقاضي المفوض في الاقليم ومدير الأمن، يطفو على السطح. - 19 يناير : الحكومة تقرر إرسال فرقة عسكرية من القوات المسلحة الملكية لاعادة الأمن، ولكن عدي ا وبيهي ورجال يعترضون سبيلها، تقرر تلك الفرقة المرابطة في مكانها التوقف في انتظار الأوامر - 20 يناير : مستشار التاج، لفقيه بلعربي العلوي والحسن اليوسي يتوجها إلى ميدلت مبعوثين من طرف ولي العهد للاتصال مع عدي وبيهي ودعوته إلى الالتحاق بالرباط، دون جدوى و في هذه الأثناء تلتحق وحدات أخرى من الجيش بعين المكان . 21 يناير : بلاغ صادر عن الامير يعلن اقالة العامل وتعويضه من طرف كومندان من القوات المسلحة الملكية »عدي اوبيهي لم يطع أوامر ملكه، وهناك أيادي اجنبية تمده بالمساعدة اللازمة وتجعل منه أداة تحركها على هوها . 22 يناير: القوات المسلحة الملكية تشرع في التحرك، والجماهير تستقبلها بالهتافات والترحاب ، والعامل الجديد يدخل المدينة بهدوء، وكل الرجال المسلحين يلتحقون بالسلطة الشرعية، وسلم عدي اوبيهي ومن معه أنفسهم وتمت استعادة أسلحة أجنبية كثيرة وتم تسليمها إلى خبير ليحدد مصدرها. ويقول الكاتب أنه يتم اغفال وصول الجنرال الكتاني و محمد عواد عن الديوان الملكي إلى منطقة كراندو ، معقل العامل . يوم 22 يناير مبعوثين من طرف ولي العهد وكان مما طلباه من العامل هو تسليم نفسه مقابل الأمان. وكان ذلك سبب الاستسلام على حد موريس بوتان. وتحذث بن بركة رئيس المجلس الاستشاري هو أيضا عن هذا التمرد بالقول «عشنا لحظات عصيبة بسبب عصيان عدي أوبيهي، كنا أمام امتحان قوي للسلطة المركزية، وقد افلح صاحب السمو الأمير مولاي الحسن وحكومة جلالته في فرض سلطة الدولة أمام مزاعم موظف بسيط تجاوزه الزمان»، وخلال مؤتمر جهوي لحزب الاستقلال باكادير، أصبح خطابه أكثر حدة » علينا أن نكون أكثر حذرا فيى مواجهة المخاطر التي تتهدد بلادنا جراء ممارسة مضرة يقوم بها أناس إقطاعيون ورجعيون من طينة عدي أوبيهي ، وقد تم الانتصار في معركة تافيلالت بدون إراقة الدماء بسبب نضج الجماهير الشعبية في تافيلالت. «