يحشد سكان حي كرويتسبرغ في برلين، صفوفهم للحؤول دون طرد بقال تركي بات رمزا لارتفاع الإيجارات وإضفاء طابع برجوازي على هذا الحي. قصة أحمد كاليسكان، وهو بقال في الخامسة والخمسين في شارع فرانغلشتراس، أصبحت رمزا لظاهرة إضفاء الطابع البرجوازي على الحي. ومع مبانيه المغطاة برسوم الغرافيتي والواجهات المتداعية، حافظ هذا الجزء من حي كرويتسبرغ على طابع الحي الفقير والبديل حيث يتجاور البانك مع العائلات التركية. لكن باتت تنتشر فيه المقاهي والمطاعم، فأصبح من أكثر أحياء برلين رواجا. وكان أحمد في سن الرابعة عشرة عندما غادر تركيا للالتحاق بوالده الذي كان جزءا من اليد العاملة التركية التي انتقلت إلى ألمانيا في ستينات القرن الماضي للمساهمة في المعجزة الاقتصادية الألمانية، قبل تأسيس متجره الخاص «بيزيم بقال» (بقالتنا). ومنذ العام 1987، يعمل أحمد في هذا المتجر الذي يحقق إيرادات جيدة تكفي لإعالة عائلته المؤلفة من زوجته أمينة البالغة 55 عاما وابنهما شكرو البالغ 23 عاما، وهما يعملان أيضا في المحل، إضافة إلى ابنتهما البالغة 27 عاما والتي تدرس البيولوجيا الكيميائية. مع ذلك، يتعين على هذه العائلة المغادرة: فقد اشترت شركة عقارية المبنى من أربع طبقات والذي تحتل البقالة الطابق الأرضي منه. وقد انتهى عقد الإيجار في نهاية مارس ولا يزال أمام أفراد العائلة مهلة حتى 30 سبتمبر للمغادرة. ولم ترد الشركة على الفور على اتصالات وكالة فرانس برس للاستفسار حول هذه المسألة. ويستثني قانون الإيجارات الذي اعتمد في الفترة الأخيرة المساكن المرممة بالكامل. وأقر أحمد بأن «المحامين قالوا لنا إنه من الصعب جدا كسب المعركة». وهو صرح «لا أريد الاتكال على الخدمات الاجتماعية. أريد كسب رزقي، لكن الأمر صعب في الخامسة والخمسين ...». وسرعان ما رص أهل الحي صفوفهم لتأييد هذه القضية وتنظيم تجمعات كل يوم أربعاء أمام متجر البقالة، وذلك منذ ثلاثة أسابيع. وتنتشر في الشوارع مؤشرات هذا الدعم مع لافتات وملصقات على النوافذ والأبواب وواجهات المتاجر كتب عليها «أنا بيزيم بقال» أو «بيزيم بقال ابق معنا».