أصدرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس الغرفة رقم 4أحكامها في الملف عدد 141/2009 القرار عدد 227 بإدانة كل من «ل.ح»و»م.ا» الموظفين بالسجن المدني عين قادوس بفاس بالسجن النافذ 5 سنوات لكل واحد منهما. وتعود حيثيات هذا الملف الجنائي الذي ذهب ضحيته السجين بوشتى البودالي تاركا من ورائه ثلاثة أطفال وزوجة . تقول الوقائع بناء على محضري الضابطة القضائية المنجزين من طرف المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن فاس تحت عدد 3083 وعدد 39181 اللذين يستفاد منهما أنه في حدود الساعة 4 بعد الزوال انتشر خبر وفاة سجين بالسجن المحلي عين قادوس. ويتعلق الأمر بالمسمى قيد حياته بوشتى البودالي، حيث انتقلت عناصر الشرطة إلى المؤسسة السجنية، وتمت معاينة جثة الضحية وحرر لها محضر. ومن خلال الاستماع إلى شقيق الهالك رشيد البودالي، أفاد أنه خلال زيارته له بالسجن أطلعه عن أثار التعذيب والضرب و الجرح الذي تعرض له. ومن خلال الاستماع لموظفي السجن والممرض والطبيب، أفاد الممرض أنه عاين على السجين بوشتى كدمات ظاهرة على مستوى العينين ورضوض بالظهر وزرقة على مستوى القفص الصدري وببعض أطرافه خدوش ورأسه ووجهه وغير متزن ورافق بعد الكشف عليه الموظف «م.أ»إلى غرفة الضيافة، حيث شاهد الضحية وهو مصفد اليدين وأمر بنزع الأصفاد، وهو ما حدث. والبسوه ملابسه وتم نقله -على وجه السرعة- إلى مستشفى ابن الحسن وأرجع وتم وضعه بغرفة العزلة حيث توفي هناك. وصرح «م.أ»بالإنكار وأنه يعمل نائب رئيس معتقل بالسجن المحلي عين قادوس بفاس. وفي اليوم الذي كان قد دخل فيه الهالك إلى السجن حوالي الساعة الرابعة والنصف تم تسليمه لكتابة الضبط. وقد أحضر الهالك قيد حياته وهو يرتدي سروالا ولباسا داخليا، ولاحظ عليه، وقتها، آثار جروح على وجهه ورأسه وظهره كما كان يحمل آثارا على معصميه ورجليه وقد تمت معاينة ذلك من طرف كتابة الضبط للمؤسسة، وتم أخذ صور لذلك. واستفسره، شخصيا، عن سبب الإصابات، فأخبره بأنه تعرض للاعتداء من طرف بعض الأشخاص بمنطقة عين الوالي بأحد أوراش البناء على اعتبار أنه سيقوم بسرقة الورش وتم تقييده يديه ورجليه ب بسلك. وقدم لرجال الدرك بتهمة سرقة الأسلاك الكهربائية. أما طبيب السجن، فقد صرح بأن الممرض هو من عاين الضحية وقت دخوله السجن. وبالفعل دون في الاستمارة وضعيته الصحية والجروح التي وجدت به. كما أكد المضاعفات التي وقعت له وتم نقله لمستشفى ابن الحسن على وجه السرعة. ومن خلال شهادة النزلاء بالسجن، أفاد «ر.ش»بأنه عاين وفاة السجين بوشتى البودالي ولم يصرح بأي شيء إلا أمام السيد وكيل الملك وعلى إثر ذلك أحضر رضوان لمقر محكمة الاستئناف بفاس وتم الاستماع إليه، حيث أفاد أنه ليلة وفاة الهالك أصيب بحالة شبه إغماء لكونه مصاب بمرض السكري فنقل قصد العلاج إلى مصحة المؤسسة وقتها شاهد كلا من رئيس المعتقل ونائبه يعرضان الضحية للعنف انطلاقا من الغرفة التي كان نزيلا بها إلى غاية المصحة السجنية وأن هاته الواقعة عاينها أيضا ثلاثة سجناء من السلفية الجهادية اللذين اجمعوا في شهادتهم أن الضحية لم يكن في حالة صحية جيدة، حيث كان يتألم وقد تم إسعافه من طرف موظفي السجن وتمت إعادته لغرفة العزلة والتي توفي بداخلها. وأشار أحدهم أنه استعان بالهاتف النقال والتقط بواسطته صورا للسجين وهو مصفد اليدين وفي وضعية صعبة، حيث كان مقيدا مع القضبان الحديدية لغرفة العزلة وعمل كل ذلك لفضح تصرفات بعض موظفي المؤسسة السجنية وليطلع الرأي العام على معاناة السجناء على حد قوله. الحكم الذي أصدرته محكمة الاستئناف بفاس، في هذه النازلة، اعتبرته أسرة الضحية غير منصف على اعتبار أن خمس سنوات ليست عقوبة من عذبوا وأزهقوا روح رب أسرتهم عرضوها للضياع ويطالبون الجهات المسؤولة بمراجعة هذا الحكم لإنصافهم. وللحد من مثل هذه التصرفات اللاءنسانية التي يذهب ضحيتها العديد من السجناء.