اختتمت فعاليات الدورة الرابعة لملتقى الجدار الرابع للمسرح، والتي نظمتها كل جمعية الجدار الرابع للمسرح بفاس، والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة وبشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس والجماعة الحضرية لفاس، دورة هذه السنة حملت اسم المرحوم الفنان المسرحي محمد المريني الذي كان من بين الفاعلين في المسرح بمدينة فاس، حيث أبدع عدة أعمال وشارك في العديد منها، والذي مات في صمت، لكن عمله ظل شاهدا عليه وراسخا في قلوب وأذهان عشاق المسرح بالعاصمة العلمية. ويأتي تنظيم هذه التظاهرة بمناسبة اليوم الوطني للمسرح الذي يوافق 14 ماي من كل سنة، حيث أكد مدير الملتقى الفنان عبد الرحمان الإدريسي، على أن هذه المناسبة التي يحتفل فيها رجال المسرح المغاربة، هي عيد للقطاع المسرحي ومهنييه ومحبيه تخليدا لذكرى الرسالة الملكية التي وجهها الملك الراحل المرحوم الحسن الثاني للمناظرة الوطنية الأولى حول المسرح الاحترافي التي انعقدت بمدينة الدارالبيضاء يوم 14 ماي 1992، والتي كانت ثمرة اللقاء التاريخي الذي جمع ثلة من رجال المسرح بعاهل البلاد، ومنذ ذلك التاريخ والمسرحيون المغاربة يتساءلون عن مصير مضامين تلك الرسالة الملكية التاريخية التي فتحت آنذاك آفاقا واسعة للعمل والأمل ورسمت مخططا لاستراتيجية واضحة المعالم في مجال النهوض بالقطاع المسرحي وتنميته والعناية بمبدعيه. فكان الدعم للأعمال المسرحية تدعيما لدمقرطة الاستفادة من المال العام لسائر الحساسيات المسرحية وتوسيع مجال الإبداع وحرية التعبير وضمان انتظام الموسم المسرحي وتمكين الفرق المسرحية من ظروف اشتغال مهنية لائقة. وأضاف الإدريسي، بأن الدورة الرابعة هي مناسبة أيضا لتكريم أحد رواد المسرح بفاس، المرحوم محمد المريني وفاء لعطاءاته في هذا المجال واستحضارا لأعماله وشخصه في هذه الدورة، دون أن ننسى الاحتفاء بفرقة جدور الحائزة على الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني لمسرح الشباب لموسم 2014/2015. وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة أكد السيد المدير الجهوي لوزارة الثقافة بفاس، بأن هذه التظاهرة هي تجسيد لثقافة الاعتراف بمن أسدوا خدمات لهذا الفن وغيره من الفنون واستمرار للعمل الإبداعي، على اعتبار أن المسرح أداة هامة في بث الوعي داخل الأوساط الاجتماعية ويخدم قضايا الأمة في كل تجلياتها. وأضاف بأن الوزارة دائما في تواصل مع الفرق الفنية والمسرحية لدعم كل الأعمال التي تستحق الدعم، انطلاقا من المقاييس الموضوعية في هذا الباب، وخلال هذه الجلسة، قدم الفنان أحمد جواد بمشاركة الفنانة علية جبور لوحة والتي غاصت في تاريخنا العريق بكل تجلياته الوطنية والقومية، وهي الفقرة التي صفق لها الحضور بشكل كبير. وتواصلت فقرات الملتقى بورشات تكوينية لفائدة الشباب، والندوة الفكرية بالمقهى الأدبي بمركب الحرية، كما قدمت فرقة الجدار الرابع للمسرح عرضها المسرحي: "الواد الحار" وعرض ثان لفرقة جدور NOEXIT. المرحوم محمد المريني راكم المرحوم محمد المريني تجربة مهمة في الحقل الفني والثقافي المغربي، حيث عرف فوق الخشبة بصوته الجهوري الأجش، واشتغل في العديد من الابداعات المسرحية والسينمائية والتلفزيونية آخرها مسرحية لعبة الحرية، لمخرجها حسن علوي مراني. وشارك في 52 عملا مسرحيا واستفاد من عدة دورات تكوينية في المسرح خاصة في اقينيون الفرنسية واليونيسكو، في الإخراج المسرحي والتنشيط المسرحي والثقافي، منذ سنة 1967، بالإضافة إلى ثلاثة أعمال فنية هي: دفنا الماضي، والحل الصائب وعالم المسرح، واشتغل في 24 عملا تلفزيونيا خاصة مع المخرج محمد عهد بنسودة ومومن السميحي وعبد الرحمان التازي وبعضها عربي من قبيل: ملوك الطوائف لحاتم علي، والمرابطون والأندلس لناجي طمعة بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال لفيلم الطاحونة والكنز وطهوره في مسلسل تريكة البطاش ووجع التراب رحمه الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.