أعلن وزير الداخلية الطيب الشرقاوي أن البحث والتحريات التي تم القيام بها عقب تفكيك الخلية الارهابية في الأسبوع المنصرم، كشفت عن تورط خمسة عسكريين في المساهمة في عملية دخول الأسلحة التي تم العثور عليها في أمغالا التي تبعد عن مدينة العيون ب230 كلم، وذلك بتسهيل عمليات التهريب التي يقوم بها بعض المهربين على مستوى الجدار الأمني. وأوضح الشرقاوي أول أمس في ندوة صحفية بمقر وزارة الداخلية بالرباط، أن هؤلاء العسكريين المنتمين لفوج المشاة، والذين يشرفون على نقطة الحراسة بالجدار الأمني، كانوا يتلقون مبالغ مالية من طرف المهربين لتسهيل مأموريتهم من أجل القيام بعمليات التهريب لمجموعة للمواد. وبحسب وزير الداخلية، فعمليات التهريب ونقل الأسلحة كانت تنقل بواسطة الجمال في صناديق خشبية مغلقة، لم يتأكد الجنود الخمسة، الذين تقاضوا مبالغ مالية من أجل تسهيل عمليات مرورها من نقطة الحراسة التي يسهرون عليها مما تحتوي عليه وما تتضمنه هذه الصناديق من مواد. وأشار الشرقاوي بنفس المناسبة الى أن البحث جار من أجل إلقاء القبض على هؤلاء المهربين الذين قاموا بهذه العمليات والمسؤولين عن إيصال هذه الأسلحة الى داخل التراب الوطني، كما أنه سيتم تقديم هؤلاء الجنود الخمسة للعدالة حتى تقول كلمتها في ما قاموا به. في السياق ذاته، كشفت التحريات والابحاث التي قامت بها المصالح الامنية، للوقوف على حقيقة التنظيم الارهابي الذي تم تفكيكه مؤخرا ويضم 27 عضوا خططوا كما سبق الاعلان عنه، للقيام بأعمال تخريبية داخل المغرب، كشفت ان المدعو الفضالي العمراني يعتبر من أبرز نشطاء هذا التنظيم، وهو ينتمي لتيار السلفية الجهادية. ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر لهذا التيار، وهو على علاقة بالمسمى »نور الدين اليوبي« المبحوث عنه بموجب أمر دولي صادر عن السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط. والمتواجد حاليا بالصحراء الكبرى شمال مالي، ضمن ما يسمى ب »»كتيبة طارق بن زياد»« التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وتشير مصادر أمنية الى ان هذا الاخير وضع تحت المراقبة السرية، وتم رصد تحركاته، مما مكن من التوصل الى تحديد هويات مجموعة من النشطاء الذين انخرطوا ضمن نفس الشبكة الارهابية المشار إليها. وقد تم ايقاف «الفضالي العمراني« بمدينة فيكيك التي توجه ليها بأمر من نور الدين اليوبي، وذلك للاجتماع بمبعوث كان سيتم إيفاده للتباحث حول سبل التنسيق لمساعدة المسمى »محمد مهيم« (الفار من السجن المركزي بالقنيطرة بتاريخ 2008/04/7) لمساعدته على الالتحاق بمعسكرات القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. ويأتي هذا الاجراء، حسب ذات المصادر لوعي اعضاء التنظيم، بخطورة »محمد مهيم« على التنظيم لكونه شخصا مبحوثا عنه. وهو ما قد يسهل الوصول إليه من قبل الاجهزة الامنية. وقد استطاعت المصالح الامنية بعد إلقاء القبض على العمراني الفضالي بالمحطة الطرقية لفيكيك، ضرب طوق حول محيط اعتقال الفضالي. وقد أثار انتباه العناصر الامنية تواجد شخص اسمه »هشام الريجة« ليتبين أنه المبعوث الذي كان ينتظره العمراني الفضالي وبعد ما بوشرت الابحاث الاولية مع هشام الريجة، تم التأكد من أنه هو المبعوث، كما أن التفتيش الجسماني الدقيق الذي أخضع له، أسفر عن حجز ورقة صغيرة مدون عليها مجموعة من الحروف الابجدية تبين أنها رقم مشفر لهاتف «»الثريا« « الذي يعمل بالأقمار الصناعية. وورقة أخرى مدون عليها بخط اليد رموز لفك الشفرة التي يتعامل بها أفراد التنظيم. كما اسفر البحث الدقيق بواسطة عملية الجس عن معاينة تواجد شيء ما مخبأ، بإحكام بأعلى السروال، وعند فك الخياطة تم العثور على ورقة صغيرة مغلقة بالبلاستيك، مدون عليها معطيات رقمية لنظام تحديد المواقع عبر الاقمار الصناعية GPAS. وقد أكد حسب معطيات البحث المدعو هشام الريجة بأنه تسلم الورقة من من أمير التنظيم بشمال مالي، المسمى نور الدين اليوبي الذي أخبره بأنها تخص مواقع تخزين أسلحة نارية وذخيرة، لاستعمالها عند اكتمال جميع مراحل مشروع التنظيم لضرب أهداف بالمغرب . وقد تم إيقاف عناصر أخرى لهذا التنظيم بكل من مدن الدارالبيضاء، المحمدية، فاس، احفير، الجديدة، العيون، الرباط، ووزان ويتعلق الامر بالاسماء الآتية: محمد مرابط، رشيد قنيديل، عبد القادر راضي، نور الدين جرار، كمال منجم، احمد دفتار ، عز الدين حماس، سعيد عزام، هشام الهشامي، رشيد طيان، المحجوب بولهنا، محمد بقلوش، علال حالي، ياسين بورمضان، رشيد آيت بوتلبورجت، امين صالعي، عبد الله ايت الماطي، عادل حفيظي، ابراهيم عريش، عز الدين بربك، احمد ادريسي، توفيق هاودي، بدر مونين، عبد اللطيف قويبعاتي، علال الورشان.