تطرقت كلمات الجلسة الافتتاحية لأشغال المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، التي احتضنتها مدينة أكادير أيام 28 و29 و30 ماي 2015، إلى الوضع الأمني القومي العربي المتردي والاقتتال الطائفي والسياسي بين الأطراف المتصارعة على السلطة بسبب استبداد الحكام العرب، وتغييب الديمقراطية في التداول على الحكم بشكل سلس. وأشارت كلمة كل من الأمين العام لإتحاد المحامين العرب النقيب عبداللطيف بوعشرين ورئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب النقيب محمد أقديم ونقيب هيئة المحامين لدى محكمتي الاستئناف بأكادير والعيون محمد أمين بيزولال، إلى ضرورة الدفاع عن القضايا العربية بنصرة المظلومين والمناداة بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومقاومة الاستبداد، والظلم بعدد من البلدان العربية وأخذ العبرة في تثبيت معالم الديمقراطية والتداول السياسي على السلطة، ونهج سبل الإصلاح في كل الواجهات كالتجربة المغربية الرائدة في هذا المجال، وأخذ العبرة أيضا من سياسة الاتحاد الأوربي المبلورة لسياسة اقتصادية ناجعة كان لها أثر كبير على الاستقرار والأمن ورفاهية الشعوب الأوربية المنضوية تحت لواء الاتحاد. ما ميز كلمات الجلسة الافتتاحية أيضا النبرة الصادقة التي تناول بها رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب موضوع الأمن القومي العربي، منتقدا أيضا سياسة بعض البلدان العربية، ولاسيما دول الجوار المسببة لأزمات أمنية لجيرانها. وأعطى مثالا حيا لما قامت وتقوم به الشقيقة الجزائر لمدة تزيد عن 40 سنة، في حق الوحدة الترابية للمغرب، حين خلقت صراعا مفتعلا في الصحراء المغربية وكونت كيانا وهميا ودعمته ماليا ولوجستيكيا ودبلوماسيا من أجل خلق توتر دائم، وعرقلة تنمية المغرب على كافة المستويات، بل أكثر من ذلك تسعى الجزائر بكل إمكانياتها ووسائلها لتحويل المحرقة من المشرق إلى المغرب. وهنا طالب النقيب من الإخوة المحامين الجزائريين فضح هذه الممارسة التي تتناقض مع مبدأ الوحدة العربية ولمّ شمل العرب وتتناقض أيضا مع الأهداف الكبرى التي من أجلها تأسس اتحاد المحامين العرب منذ 1944،من طرف محامين عرب كبار من طينة الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي شفاه الله والذي تعذر عليه الحضور في هذا المؤتمر العربي نظرا لظروفه الصحية. هذا وتكريما للمرأة العربية، أشارت الكلمات المشار إليها أعلاه، إلى الدور الكبير الذي لعبته المرأة العربية إلى جانب الرجل، في شتى الميادين حيث أبانت عن تجربة رائدة وقيمة مضافة لما قدمته من عطاءات مختلفة ولاسيما في مجال مهنة المحاماة، مما جعلها اليوم تتبوأ مكانة مرموقة كمحامية في عدد من البلدان العربية.