حل جلالة الملك بعد زوال الخميس ببيساو، قادما من العاصمة السينغالية دكار، وذلك في إطار زيارة رسمية لجمهورية لغينيا بيساو، المحطة الثانية ضمن جولة إفريقية ستقود جلالته أيضا إلى كل من الكوت ديفوار والغابون. ووجد جلالة الملك في استقباله لدى نزوله من الطائرة بمطار أوزفالدو فييرا الدولي، رئيس جمهورية غينيا بيساو، جوزي ماريو فاز. ويرافق جلالة الملك عدد من الوزراء ومديري المؤسسات العمومية وشبه العمومية ومن سامي الشخصيات، بالإضافة إلى المستشاران فؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي. وخصت ساكنة مدينة بيساو، عاصمة جمهورية غينيا بيساو، جلالة الملك باستقبال رسمي وشعبي كبير وقد أجرى جلالة الملك بعد ذلك بالقصر الرئاسي ببيساو، مباحثات مع رئيس جمهورية غينيا بيساو، وبهذه المناسبة وشح جلالة الملك الرئيس جوزي ماريو فاز بقلادة الوسام المحمدي. ومن جهته وشح رئيس غينيا بيساو جلالة الملك بوسام اميلكار كابرال وهو أعلى وسام لجمهورية غينيا بيساو. كما ترأس جلالة الملك ورئيس جمهورية غينيا بيساو، بالقصر الرئاسي ببيساو، حفل تقديم الشراكة الفلاحية بين المغرب وغينيا بيساو. وقال وزير الفلاحة الصيد البحري عزيز أخنوش، في معرض تقديمه هذه الشراكة، إن هناك فرصا كبيرة أمام المغرب وغينيا بيساو من أجل تعزيز شراكتهما، لاسيما في المجال الفلاحي. وسجل الوزير وجود آفاق هامة لتطوير التعاون الفلاحي بين المغرب وغينيا بيساو، بفضل الإرادة القوية للمغرب في تقاسم تجربة "مخطط المغرب الأخضر" واقتناعه بضرورة تعزيز التعاون جنوب جنوب في المجال الفلاحي. وأشار إلى أن القطاع الفلاحي بغينيا بيساو له وزن اجتماعي واقتصادي كبير في الاقتصاد الوطني، حيث يوفر 82 بالمائة من فرص الشغل بالبلاد، فضلا عن كون 80 بالمائة من مداخيل العملة الصعبة تأتي من الصادرات الفلاحية، وأزيد من 60 بالمائة من الناتج الداخلي الخام يوفرها هذا القطاع. وتعزيزا للعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ترأس جلالة الملك ورئيس جمهورية غينيا بيساو، حفل التوقيع على 16 اتفاقية شراكة في مختلف مجالات التعاون بين البلدين . وفي هذا الإطار أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجاليات بغينيا بيساو، ماريو لوبيز دا روزا، أن حجم الاتفاقات التي تم توقيعها مع المغرب، يوم الخميس ببيساو بمناسبة الزيارة الملكية، والتي بلغت 16 اتفاقية وشملت مجالات مختلفة، غير مسبوق بالنسبة لبلاده. وقال لوبيز دا روزا، في تصريح للصحافة عقب التوقيع على هذه الاتفاقيات، إنه "لم يسبق لنا توقيع هذا العدد من الاتفاقيات مع بلد ما"، ما يعني أن الزيارة الملكية لغينيا بيساو "خاصة وفريدة من نوعها". وأضاف أن الزيارة الرسمية التي بدأها جلالة الملك لغينيا بيساو، وهي الأولى من نوعها، "تجسد علاقات الصداقة التي طالما ربطت بين المملكة المغربية وغينيا بيساو". وأشار إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين شملت مجالات مختلفة، لاسيما التربية والصحة والطاقة والماء والفلاحة وخصوصا الاتفاقية الثلاثية الاطراف بين المغرب وغينيا بيساو ومنظمة الفاو في إطار التعاون جنوب جنوب في المجال الفلاحي والزراعي. وكان جلالة الملك غادر بعد ظهر الخميس، السينغال متوجها إلى غينيا بيساو، المحطة الثانية في جولة إفريقية ستقود جلالته، أيضا، إلى الكوت ديفوار والغابون. وفي بيان مشترك عقب هذه الزيارة جدد السينغال التأكيد على دعمه الأكيد والثابت والراسخ لمغربية الصحراء وللوحدة الترابية للمملكة المغربية. جاء في البيان المشترك أنه "بخصوص قضية الصحراء، ذكر الرئيس ماكي سال بدعم السينغال الأكيد والثابت والراسخ لمغربية الصحراء وللوحدة الترابية للمملكة المغربية". كما أشاد جلالة الملك والرئيس السنغالي ماكي سال بالشراكة الاستراتيجية المتفردة التي تربط بين المغرب والسنغال. وشكلت هذه الزيارة، يضيف البيان المشترك، مناسبة لتعزيز وتوسيع الإطار القانوني المنظم للعلاقات بين البلدين من خلال التوقيع على 28 اتفاقا للتعاون تغطي مجالات استراتيجية في الحقلين الاقتصادي والاجتماعي .كما مكنت من إحداث مجموعة الدفع الاقتصادي باعتبارها آلية جديدة للتعاون من أجل ضمان، تتبع وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين المغرب والسينغال. وقرر جلالة الملك والرئيس السينغالي تشجيع إحداث فضاء إقليمي للحوار الاستراتيجي والتشاور يضم بلدان غرب إفريقيا، واتفقا على الإسراع بالتوقيع على اتفاق للشراكة الاقتصادية بين المغرب والمجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا. وسجل قائدا البلدين في البيان المشترك أن " إفريقيا تعيش لحظة حاسمة في تاريخها تميزها في الآن ذاته تحديات كبرى و فرص هائلة في سعيها نحو الازدهار". وفي هذا السياق، يضيف البيان المشترك، أكد القائدان على أهمية تعزيز وبروز فضاءات جيوسياسية، إقليمية، قائمة على الاندماج الاقتصادي، والتشاور السياسي والتنسيق في مواجهة التحديات الأمنية. وأضاف المصدر ذاته أنه " اقتناعا منهما بأن التنمية الاقتصادية والاندماج الإقليمي يشكلان ردا ملائما على التحديات الأمنية وعدم الاستقرار، اتفق قائدا البلدين على العمل على الإسراع بالتوقيع على اتفاق للشراكة الاقتصادية بين المغرب والمجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا". ومن جهة أخرى، أكد قائدا البلدين على أولوية الحفاظ على السلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء، مجددين في هذا الإطار عزمهما العمل بالتشاور مع المجتمع الدولي، على اجتثاث الإرهاب والتطرف العنيف في هذه المنطقة. كما قررا، حسب البيان المشترك، تعزيز تعاونهما في المجال الديني للنهوض بالإسلام المعتدل و المتسامح الذي يتقاسمه المغرب والسينغال. وبخصوص مالي، أشار البيان إلى أن قائدي البلدين أكدا أهمية التوصل إلى حل شامل ومستدام، في احترام للوحدة الوطنية والوحدة الترابية لمالي.