بالعودة إلى الأعمال الفنية التي تطرقت فيها مجموعتا جيل جيلالة وناس الغيوان إلى موضوع حقوق الإنسان والاختطاف والاغتيال السياسي.. تبقى أبرز أغنية عند جيل جيلالة هي رائعة "كيف طوير طار"، تقول الأغنية آش بيك دارت لقدار مابان ليك أثر ولا خبرو بك البشارة كيف طوير طار ما عاد له وكار الناس خفاو حديثك وكتموا سرارك علي خوفي تكون حاصل ف شباك الغير ولا في السما صادفتي الحدية آش ينسينا فيك حيرة وعذاب خليتينا لا توجيه لا ضمانة ولا من يدعم كيانا ويحمي حالنا القلوب عليك مهولة مازال حبابك مازالوا فباب الرحمة يرجاو هذه الأغنية أنتجتها المجموعة في سنة 1978 اي في خضم الصراع الاجتماعي، وكانت الساحة تعج بالإضرابات والمظاهرات وتزامنت مع تداعيات قتل الزعيم الاتحادي عمر بنجلون، وبدأت التأويلات كون هذه الأغنية تغنت بعمر والمهدي بنبركة. الذي كانت قضية اختفائه محط نقاش دولي، وانضافت إليها قضية مقتل عمر بنجلون. وهناك من ارتأى فيها أغنية تهم جميع المختطفين والمعتقلين السياسيين. بالنسبة لمجموعة ناس الغيوان، كانت هناك مجموعة من المقاطع، تتطرق لهذا الموضوع في العديد من الأغاني التي أنتجتها. منها أغنية » ماهموني« "ماهموني غير الرجال إلى ضاعوا الحيوط إلى رابو كلها يبني دار.." ولكن هذه الأغنية، كانت تحمل في طياتها أيضا موضوع القضية الفلسطينية. و هناك مقاطع أخرى مثلا "النادي أنا." حيث يقول مدخل الأغنية "يا لبصار الشايفة يا القلوب العارفة يا الجبال الواقفة يا ارياح العاصفة هذا جيل جديد مافيه عبد ولا سيد.." وكانت هذه الأغنية قد أعقبت موت بوجميع، وهي الموت التي أسالت الكثير من المداد، بحيث هناك من ذهب إلى أن المرحوم بوجميع تم قتله، من طرف جهات أزعجها صوته، ومعلوم أن بوجميع كانت له مكانة خاصة لدى الطبقات الشعبية الاجتماعية، وكأن المطلع المذكور، جاء ليرد على من اعتدوا على عريس الأغنية الغيوانية. والحقيقة أن بوجميع كانت موته طبيعية، حسب العديد من الشهادات، ولكن نوع الأغنية التي كان يحملها، جعلت له كاريزما خاصة عند محبيه. وما زاد من حدة هذه الإشاعة ايضا، كون الرجل مات في ظل ظروف اجتماعية وسياسية مكهربة جدا، وتزامن موته مع اغتيال عمر بنجلون، واعتقال واختطاف عشرات المناضلين في تلك الحقبة. أيضا ناس الغيوان، تطرقت لموضوع الاعتقالات والتعسفات في أغنية »ّ"زاد الهمّ«. "ندمني غير المسجون بلا عدر وكفر الغدر قاوموا بالقساوة ف الدنيا تاكوشتاين العمر والواعي قلبوا ماسمع وطاع.." وفي أغنية »"السمطة"« تقول المجموعة: "والسجانة حلو ياوين ببان لسجان ويخرج الولد من بين القضبان.." وإن كانت هذه الأغنية قد أنتجت في سنة 1992، وهي تتحدث بالأساس على الهجرة السرية، والتي يضطر إليها الشباب. وتزامنت الأغنية مع اعتقال الزعيم النقابي محمد نوبير الأموي، ما أعطى للأغنية تأويلا آخر. وتبقى أبرز أغنية عند ناس الغيوان، في باب التغني بالغدر والقتل والتقتيل ..وسيتزامن إنتاجها مع مقتل عمر بنجلون ووفاة بوجميع،هي رائعة "غير خودوني". "غير خودوني لله غير خودوني روحي نهيب لفداكم غير خودوني معدوم ولفي لله دلوني ما صابر عل للي مشاو انا ما صابر صفايح ف يدين حداد انا ماصابر قلبي جابين يدين حداد حداد ما يحن ما يشفق عليه ينزل ضربة على الضربة والى برد زاد النار عليه سيل يا الدم المغدور تراب الارض محال ينساك وحوش الغابة ترهبات منك السم في الصحاري جافل منك دم المغدور ما نسلم فيه حق المظلوم انا ماندوزو يا طاعني من خلفي موت و حدة هي غير خودوني لله غير خودوني والله بابا جاوبني علاش انا ضحية للصمت واش جرى لي يا جاوبني مال سفينتك ما وصلات بابا شكون كدر صفاك بابا مول السيف المسلول بابا فين جحا والغول بابا عيانا لحجي بابا يسير منين يجي بابا وحج المقدس بابا مشتاق نشوفه بابا نداه في كبادي" كانت هذه الأغنية، هي آخر ما سيغنيه المرحوم بوجميع مع المجموعة، وظهر وكأنه يعلم بموته القادم، هذا ما رسم في المخيلة الجمعية للمتتبعين وإن كان بوجميع مات ميتة طبيعية. نشير إلى أن هذه الاغنية، هي أول أغنية سيغنيها المرحوم عبد الرحمان باكو مع ناس الغيوان، وهي أغنية من إيحاءات كناوية، أبدع فيها عبد الرحمان كثيرا واعتبرها »قالب السكر« الذي دخل به على ناس الغيوان، ومعلوم أن الرجل سيبدع مع المجموعة أروع الأغاني فيما بعد.