تساءلت الصحافة الاسبانية عن الأسباب الكامنة وراء عدم التحاق السفير المغربي بمدريد ، رغم أن الرباط سبق أن أعلنت أن أحمدو ولد سويلم سيلتحق بمنصبه قبل متم سنة 2010. ومعلوم أن أحمدو ولد سويلم عين رسميا سفيرا للمملكة في إسبانيا في 26 نونبر الماضي، رغم أن الحديث عن تعيينه في هذا المنصب خلفا لعمر عزيمان الذي يرأس اللجنة المكلفة بمشروع الجهوية الموسعة ، كان قبل أشهر من ذلك . وكانت جهات إسبانية معروفة بمساندتها للانفصاليين قد أشهرت آنذاك معارضتها لهذا التعيين، كما هو الشأن بالنسبة للبوليساريو التي عضت على أصابعها وهي ترى أحد قيادييها يمثل المغرب في دولة يعتبرها الانفصاليون قاعدتهم الخلفية وتساندها فيه بشكل أعمى العديد من وسائل الإعلام فيها . وكان أحمدو ولد سويلم ، المولود سنة 1951 بالداخلة ، قد عاد إلى أرض الوطن في يوليوز 2009 ، معلنا اقتناعه بمشروع الحكم الذاتي في أقاليمنا الجنوبية ، ومؤشرا على استمرار النزيف الذي تعاني منه قيادة الانفصاليين . غير أن الحكومة الإسبانية ، كما أكدت مصادر متتبعة ، أعطت موافقتها في أبريل الماضي على تولي ولد سويلم تمثيل المغرب في بلادها ، قبل أن يتم تعيينه رسميا في نونبر الماضي. وحول الأسباب المحتملة لعدم توجه ولد سويلم إلى مدريد وتسلم منصبه قبل نهاية السنة التي ودعناها، رجحت صحف إسبانية أن يكون ذلك ترجمة لما أعلنه المغرب عن إعادة النظر في علاقاته مع إسبانيا، بعد الهجمة التي شنت على بلادنا من طرف وسائل الإعلام الإسبانية، والحزب الشعبي. وحسب ذات المصادر، فإن استمرار غياب ولد سويلم من شأنه أن يؤثر على التحضير لأشغال اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية التي يفترض أن تنعقد في المغرب في الأشهر الأولى من السنة الحالية. وفي هذا الإطار ينتظر أن تحل بالمغرب، وزيرة الخارجية ترينيداد خيمينيث ، لنفس الموضوع وذلك في الأسابيع القادمة، ومن المتوقع أن يكون غياب ولد سويلم عن منصبه من نقط جدول الأعمال التي ستثيرها مع المسؤولين المغاربة. للإشارة، فإن إسبانيا عينت ألبرطو نافارو سفيرا جديدا لها في المغرب ، خلفا للويس بلاناس، الذي تقرر تعيينه كممثل دائم ببلاده لدى الاتحاد الأوروبي، وتولى نافارو منصبه قبل حوالي ثلاثة أشهر واستقبل الشهر الماضي من طرف جلالة الملك. وسبق لألبرطو نافارو أن شغل منصب كاتب الدولة الإسباني لدى الاتحاد الأوروبي من 2004 إلى 2008، قبل أن يعين سفيرا لبلاده في البرتغال، كما أنه يعتبر من المقربين لرئيس الحكومة ، خوسي لويس رودريغيث ثاباطيرو، وقد وصفته صحف إسبانية بكونه دبلوماسيا متمرسا، ومن العيار الثقيل .