احتجاجا على ما وصفنه بالغش الذي طبع أشغال الطريق العابرة لحيهن، خرجت العشرات من نساء حي تزارت إعراضن بمدينة خنيفرة، بعد زوال يوم الثلاثاء 19 ماي 2015، في مسيرة احتجاجية، تزامنا مع لقاء احتفالي موسع شهدته عمالة الإقليم بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على اعتبار كون الطريق المثيرة للاحتجاج، من المشاريع التي أنجزت من أموال المبادرة كما جاء على لافتة تقدمت المسيرة الاحتجاجية. المسيرة النسائية التي توقفت أمام مقر عمالة الإقليم وبعده مقر بلدية المدينة، تمت مؤازرتها بعدد من الآباء والفاعلين الجمعويين، وصدحت فيها حناجر المتظاهرين بمجموعة من الشعارات والهتافات خلف لافتة عريضة تطالب بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين في ظروف إنجاز مشروع الطريق الممتدة ما بين تزارت إعراضن 1 و2، والتي أضحت عبارة عن "كمائن" للإيقاع بمستعمليها في حوادث سير، بينما باتت تشكل خطرا على الأطفال والتلاميذ لوجود وحدة مدرسية على جانبها، علما بأن زمن "معالجتها" لم تمض عليه إلا حوالي سنة وبضعة أسابيع. وقد جاءت المسيرة الاحتجاجية، حسب مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، بعد عدة نداءات اشتكى فيها السكان من الحالة المتردية والهشة التي أصبحت عليها الطريق المشار إليها، من حيث عدم رقيها إلى المستوى المطلوب جراء سوء المراقبة التتبع لمدى احترام أشغالها للشروط التقنية، حيث طفت عليها الكثير من الحفر والمطبات، ومنها التي كشفت عن عورة قنواتها التحتية في مشاهد كارثية، بالأحرى الإشارة إلى مياه الأمطار التي زادت فعرت ضعف وهشاشة الطريق بفعل الغش الذي طال إنجاز أشغال تعبيدها. وصلة بالموضوع، كشفت تصريحات وشعارات المحتجين عن معاناة السكان مع الإهمال والاستخفاف الممنهج في حقهم من جانب المسؤولين والمنتخبين، إذ عاشت أرجاء وأزقة الحي، لأزيد من أسبوع، تحت الظلام الدامس دون تدخل أو اهتمام، إضافة إلى موضوع يتعلق بالتشجير، في إشارة إلى ما تم غرسه من شجيرات على جانبي الطريق المغشوشة، ثم اتضح أن هذه الشجيرات بدورها لم تكن إلا عبارة عن "تجميل مؤقت" بعد ذبولها واندثارها ليتم تعويضها ببضع شجيرات أخرى لذر الرماد في العيون. ومن جهة أخرى لم يفت المحتجين التصريح ل "الاتحاد الاشتراكي"، عن حالة خطيرة تتعلق بعلب الأسلاك الكهربائية اللصيقة بالأعمدة، حيث هي مكشوفة دونما أدنى اهتمام، ما يشكل خطرا حقيقيا على سكان الحي، خصوصا منهم الأطفال والتلاميذ، بالأحرى في الفترات الماطرة التي قد تسهل فيها عملية التماس الكهربائي. ولم يفت جريدتنا الوقوف على المشكل، وكيف قام أساتذة وحدة مدرسية قريبة من الطريق باستعمال قطع كارتونية لحجب بعض الأسلاك تفاديا لمخاطرها التي تحدث لا قدر الله ويتم بعدها تبادل الاتهامات بين المجلس البلدي ووكالة الماء والكهرباء ومصالح أخرى، حيث ستجد كل مصلحة من هذه المصالح نفسها مجبرة على التهرب من المسؤولية.