كشف الدكتور حمدون الحسني رئيس الجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري أن الإصابة بداء السكري وسط المغاربة سترتفع بشكل كبير. وتوقع الدكتور الحسني في تصريح لجريدة »الاتحاد الاشتراكي« أن هناك مليون مغربي ومغربية سيحملون هذا الداء في أفق سنة 2017. في ذات السياق عاب على المغرب عدم وجود دراسات متكاملة في هذا الباب، كما هو حاصل في العديد من الدول بما فيها الدول العربية كالمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين والجزائر وتونس. وذكر الدكتور حمدون الحسني، الذي شارك في المؤتمر الوطني 38 للجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري، أن هناك دراسات تمت في بعض المناطق المغربية مثل آسفي، حيث تم اكتشاف أن هناك 9% مصابون بداء السكري ودراسة أخرى سنة 2003 بالشاون كشفت إصابة 6,7% لكن في غياب دراسة متكاملة كما هو متعارف عليها دوليا، فإن عدد سكان المغاربة الذين أعلنت عنهم إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، تفيد أن هناك ما يقارب 34 مليون سنمة، وبالتالي لا تخلو أية عائلة مغربية من إصابة أحد أفرادها بهذا الداء. ومعلوم أنه إذا كان هنا فعلا مصاب بداء السكري، ففي المقابل هناك شخص آخر يجهل إصابته بهذا الداء. لذلك جاءت توقعاتنا لكي يصل عدد المصابين سنة 2017 الى مليون مصاب. واعتبر هذا الرقم كارثيا بكل المقاييس، بالإضافة إلى التكلفة المالية التي من المنتظر أن يتطلبها هذا الرقم الكبير للمعالجة، داعيا الحكومة إلى الالتفات إلى هذه الكارثة الصحية، على اعتبار أن الأساسي في العلاج بالنسبة لهذا المرض هو الوقاية والتحسيس. وكشف الدكتور الحسني أن وزارة الصحة أعطت وعدا لكي تشرع في عملية إحصاء المصابين بالسكري حتى تعرف حقيقة الأمر بشكل علمي، كما يفرض هذا الأمر توفير الإمكانيات للولوج إلى الصحة والدواء. وشدد في تصريحه على أن الإدلاء بهذه الأرقام، هو من أجل دق ناقوس الخطر، وبالتالي لابد من إعطاء الأولوية لطبيب الأسرة من خلال التكوين الذي يجب أيضا أن يشمل المهن الموازية. ورأى رئيس الجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري أن هذا المشكل هو مشكل وطني. وأرجع أسباب ارتفاع هذه النسبة إلى العديد من الأسباب. فبالإضافة إلى عامل الوراثة هناك تغيير نمط التغذية، واكتساح المواد السكرية. فعوض أن يتم الرفع من أسعار المواد الأساسية الأخرى يرى الدكتور الحسني يجب الرفع من أثمنة المواد السكرية، للحلويات والمشروبات الغازية وغيرها. وكشف أن 30% من الأطفال المغاربة يعانون من ارتفاع الوزن، وهم معرضون للإصابة بداء السكري غدا، وما يستتبع ذلك من مضاعفات من ضعف البصر وارتفاع ضغط الدم. وتصفية الكلي، هذه الأخيرة التي تتطلب مواجهتها 300 ألف درهم. وكشف في تصريحه للاتحاد الاشتراكي أن 70% من الأموال المرصودة لمعالجة الأمراض، تخصص لثلاثة أمراض، وهي داء السكري وضغط الدم والسرطان، داعيا المجتمع السياسي، أغلبية ومعارضة، إلى مواجهة هذه الكارثة، في حين أكد الدكتور حمدون الحسني أن السياسة الصحية في هذا المجال والتي جاءت بها حكومة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، تم التخلي عنها. في ذات السياق سجل أن المغرب يفتخر بتشييد الطرق والقناطر. وهذه مسألة إيجابية، لكن بالمقابل لا نعطي الأولوية للعنصر البشري من خلال معالجته، وبالتالي فالنتيجة محسومة سلفا، أي أن المغربي »"يشد الركنة" في سن الخمسين من عمره حسب تعبيره، يقول الدكتور حمدون الحسني.