غزت هذه الأيام جحافل من أسراب «البراغيث والفئران» الثانوية التأهيلية جبل جليز المتواجدة بحي أزلي التابعة لنيابة التعليم بمراكش ، مما تسبب في انقطاع ما يفوق مائتي تلميذة وتلميذ عن الدراسة خوفا من الإصابة بأحد الأمراض المنتقلة بواسطة هذه الحشرات إلى الإنسان ، حيث بادرت إدارة المؤسسة إلى إبلاغ مصلحة تدبير الحياة المدرسية بنيابة مراكش ، لكن للأسف لم تحظ هذه الواقعة بكل ما يلزم من الاهتمام في الوقت الذي وجد صاحب القرار رئيس هذه المصلحة خارج التغطية ، الشيء الذي جعل رئيس مكتب الصحة المدرسية بنيابة التعليم بمراكش يجد نفسه مجبرا على أن يطلب من المصلحة المكلفة بالمحافظة على صحة المواطنين التابعة إلى بلدية مراكش بأن تتدخل من أجل التصدي لهذه الآفة التي لحقت هذه المؤسسة التعليمية ، حيث أنه لم يقم بمبادرة اتخاذ هذا القرار والعمل على تنفيذه إلا بعد إلحاح كبير من طرف جمعية أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ والأطر التعليمية بهذه المؤسسة الذين كثفوا من اتصالاتهم بهذه المصلحة بالنيابة بغية دفع مسؤولي الجهات المعنية للتعجيل بالتدخل السريع قصد ضمان حقهم في الحماية الكافية والسلامة التامة لبناتهم وأبنائهم من كل مكروه يتهدد صحتهم . وهكذا عندما انتقلت إحدى الوحدات الصحية من بلدية مراكش إلى عين المكان ، وجدت بأن هناك معملا مهجورا تم إغلاقه مؤخرا بسبب إفلاس أصحابه يوجد بمحاذاة ثانوية جبل جليز التأهيلية ، اتخذت منه عدة أسر مساكن ، حيث تسكن بين القمامات و الأزبال وأكوام من الأتربة والمتلاشيات وحطام بنايات مرافق هذا المعمل ومجاري الوادي الحار التي تسير مياهها العادمة على سطح الأرض...، وهنا اختلط الحابل بالنابل لهذه الوحدة الصحية في علاج ظاهرة انتشار أسراب البراغيث والفئران بهذا المكان ، ومما زاد في الطين بلة هو أن هذه المعالجة أيضا لا يمكنها أن تتم إلا بعد أن يتم إخلاء ثانوية جبل جليز التأهيلية من تلاميذها وأطرها التعليمية مع إفراغ هذا المعمل المهجور من ساكنيه حتى لا يتأثرون بشم روائح المبيدات أثناء رشها ، والتخلص أيضا من كل الأشياء المتواجدة بداخله، التي تدهورت بشكل كبير خاصة مع بداية الطقس الحار الذي يساعد على تكاثر هذه الحشرات الضارة .