إذا كان استعمال المبيدات الزراعية يساهم في القضاء على النباتات الطفيلية والحشرات الضارة، وبالتالي تحسين جودة المنتوجات، إلا أن استعمالها المكثف وغزو المبيدات المهربة للسوق الوطنية، خصوصا في منطقة سوس، جعل النتائج عكسية، وبل وتجاوز الأمر ذلك إلى تكبيد مربيي النحل خسائر فادحة، جعلت بعضهم يفقد حوالي 90 بالمائة من خلايا النحل التي يشرفون على تربيتها. فحسب ما نشره موقع «فرانس 24»، فإن المهنيين المشتغلين في قطاع تربية النحل يعيشون كارثة حقيقية بسبب الآثار المترتبة عن استعمال المبيدات الزراعية في قطاع الفلاحة. ونقل الموقع عن عمر أبو هاجر، الذي يكسب قوته من تربية النحل، أنه كان ينتج ما ينهاز طنا من العسل سنويا، لكن مع شروع الفلاحة في استعمال المبيدات الزراعية منذ سنتين، فقد حوالي 90 بالمائة من المنتوج. ويتحدث العاملون في القطاع عن لجوء المزارعين في العديد من الأحيان إلى استعمال مبيدات مهربة، حيث لاحظوا وجود براميل لمبيدات لا تحمل أي اسم ولا مصدرها ولا طريقة استخدامها. كما أن التوقيت الذي يختاره المزارعون لنشر المبيدات يساهم بشكل كبير في القضاء على أسراب النحل، حيث يتم نشر المبيدات في النهار، وهو الوقت الذي يتزامن مع خروج النحل من الخلية لجمع الرحيق، فيكون مصيرها الموت. ويضطر المشتغلون في قطاع تربية النحل إلى نقل الخلايا إلى المرتفعات والغابات البعيدة عن المناطق الزراعية، مما ينتج عن إلغاء أنواع كثيرة من العسل، رغم كثرة الطلب عليها وطنيا ودوليا.