تم الجمعة، بالمعرض الدولي للكتاب بجنيف، تقديم المؤلف الجماعي "ما يلزمنا" وهو مرافعة لثلاثين مثقفا مغربيا من أجل وقف نشر المغالطات حول الإسلام. ويعطي هذا الكتاب، الذي صدر عن منشورات لا كروازي دي شومان (ملتقى الطرق) ردا على هجمات باريس التي استهدفت في شهر يناير المنصرم هيئة تحرير صحيفة (شارلي إبدو)، الكلمة لكتاب وجهوا، بصوت واحد، صرخة من الأعماق من أجل العيش المشترك. وكشف ناشر الكتاب، عبد القادر الرتناني، أمام جمهور من آفاق متعددة في رواق الثقافات العربية، أن "عددا من أهم المثقفين المغاربة توحدوا من أجل التفكير حول مغرب موحد يواجه المغالطات والتطرف بجميع أشكالهما". وأضاف أن الكتاب يرفضون المغالطات حول الإسلام التي تلت الأحداث المأساوية بباريس، و"لهذا السبب بالضبط رأى الكتاب النور"، مشيرا إلى أن "الصحافة والأدب مهمان جدا، وبهما يمكن أن تتقدم الكثير من الأشياء". ويبرز كتاب "ما يلزمنا"، حسب المبادرين إلى وضعه، الحاجة الملحة إلى توافق اجتماعي يوحد بين الأمم والاعتقادات الدينية والقيم. وأكدت الكاتبة بثينة الأزمي، إحدى المشاركات في الكتاب، أن "إيديولوجية المنظمة الإرهابية "داعش" تنهل من أشخاص يبحثون عن هوية ، أو الذين يوجدون في وضعية فقدان للهوية". وأوضحت أنه "يمكن القول إنه عندما يكون هناك بؤس وإحساس بالظلم ، تنغلق الأذهان وتتخشب العقليات ويبدأ في البروز والنمو كل ما هو متطرف". ففي المغرب، تضيف الأزمي، أن الناس الذين يدينون بالإسلام في غالبيتهم بعيدون جدا عن الانتماء لمثل هذه الإيديولوجية". وفي كلمة بالمناسبة، حرص الكاتب عبد الكبير بنعمي على تأكيد تشبثه "القوي وبدون تحفظ" بحرية التعبير، دون أن يعني ذلك توقيعه على بياض لخط "شارلي إبدو". وتابع قائلا "أتشبث بحق الآخر في أن يتمكن من التعبير ولو بخصوص مواضيع لا نتشاطر فيها الآراء أو القناعات ذاتها، ولكني لا أحتاج لهذا أن أكون شارلي". وذكر بنعمي كيف أنه رفض عدة طلبات للكتابة أو التعبير حول هذه المأساة في وسائل الإعلام الفرنسية، قبل أن يستجيب لنداء الناشر الذي يندرج مشروعه في إطار مبدئي. وأسهم في كتاب "ما يلزمنا"، بالخصوص، عبد السلام بودرار وبهاء طرابلسي وفاليري موراليس أتياس وأندري أزولاي وأحمد غايث والطاهر بنجلون ومحمد الساسي ومحمد الطوزي وإدريس اليزمي وعبد الحميد اجماهري.