تراوح العملية العسكرية بقيادة السعودية مكانها في اليمن حيث ما يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء ويقاومون في الجنوب في حين تنهال الانتقادات حيال تدهور الاوضاع الانسانية في هذا البلد. وقال خبراء ان الغارات الجوية منذ اكثر من خمسة اسابيع حرمت المتمردين الحوثيين ومن يحالفهم المتهمة ايران بدعمهم من منشآت عسكرية ومخارن كبيرة للأسلحة وسدت عليهم منافذ لوقف تقدمهم في الجنوب، لكنها لم تسفر عن تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا. ويطرح العديد من المراقبين اسئلة عما اذا كان التحالف العربي بقيادة الرياض سيتمكن من اعادة السلطة الشرعية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من دون تدخل بري. ويؤكد مطلعون ان وصول عشرات الجنود من دول التحالف العربي الأحد الى عدن بشكل خفي يبدو وكأنه لسد الحاجة الى تنظيم صفوف المقاتلين المؤيدين لهادي بشكل افضل نظرا لعدم تمكنهم حتى الان من طرد المتمردين من كبرى مدن الجنوب. في المقابل، فان الحوثيين اصبحوا يتمتعون بخبرة قتالية منذ ان غادروا معاقلهم في صعدة، شمال اليمن، لاقتحام العاصمة في شتنبر الماضي قبل ان يطردوا هادي مطلع العام الحالي ويتقدموا باتجاه الجنوب في مارس. وهناك ايضا امر اخر بات يضغط بشكل ملح، وهو رد التحالف على الوضع الانساني المتدهور في ظل تضاعف الدعوات للتوصل الى هدنة من اجل تقديم المساعدات للسكان الذين يعانون ممن انقطاع التيار الكهربائي والعناية الطبية والمهددين بنقص خطير في المواد الغذائية. وكانت اخر هذه المناشدات إلحاحا ذلك الذي وجهته منظمة «العمل ضد الجوع» (اكسيون كونتر لا فان) الانسانية الاثنين الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لاغتنام مناسبة زيارته الى الرياض للدعوة الى وقف الاعمال العدوانية في اليمن ورفع الحصار الذي يحول دون توزيع المساعدات على المدنيين. وأضافت المنظمة «بمواجهة الكارثة، هناك واجب انساني يجب ان يسمو فوق اي اهداف سياسية او عسكرية». وقد ادى النزاع الى مقتل اكثر من 1200 شخص حتى الان وإصابة اكثر من خمسة ألاف بجروح وفقا لأرقام المستشفيات اليمنية. لكن هذه الحصيلة قد تكون اكبر من ذلك بحسب مسؤولين في الاممالمتحدة. كما تقدر الاممالمتحدة اعداد النازحين نبحو 300 الف شخص في حين يعاني7.5 مليون يمني، اي ثلث السكان تقريبا، من مضاعفات الحرب.