خرج الجمهور الوجدي مساء الأحد إلى الشارع احتفالا بالإنجاز التاريخي، الذي حققه فريق مولودية وجدة "سندباد الشرق"، بعودته للقسم الوطني الأول بعد فوزه على ضيفه اتحاد تمارة بهدف دون رد في مباراة جمعت بينهما عصر يوم الأحد على أرضية الملعب الشرفي بوجدة، برسم الدورة الثلاثين الأخيرة من بطولة القسم الوطني الثاني لكرة القدم. وجابت هاته الجماهير، التي تابعت أطوار هذه المباراة، مختلف الشوارع الرئيسية للمدينة خاصة شارع محمد الخامس، معبرين عن بهجتهم وفرحتهم بهذا الانتصار الذي كانوا ينتظرونه بشغف كبير بعد سبع سنوات، أي بعد الموسم الرياضي 2008 ? 2009، الذي نزل فيه فريق المولودية إلى القسم الثاني وظل فيه إلى غاية هذا الموسم. ولم تمنع درجة الحرارة المرتفعة، التي تعرفها اليوم مدينة وجدة هذا الجمهور وعشاق فريق المولودية من متابعة أطوار هذا العرس الرياضي وتقديم الدعم الكبير لهذا الفريق العريق، الذي فاز بأول كأس للعرش يتم تنظيمه بعد الاستقلال سنة 1957، بعد انتصاره على الوداد البيضاوي، حيث نال بذلك شرف تسليم هذا الكأس من يد جلالة المغفور له محمد الخامس. ودامت احتفالات الجماهير الوجدية بشوارع وساحات المدينة أزيد من ساعة، رددت خلالها شعارات وأهازيج تشيد باللاعبين، وتؤكد عراقة الفريق، الذي يعد من أبرز الفرق المغربية، بالنظر إلى ما رسمه من لوحات خالدة في مجال التنافس الكروي المغربي. وكان حسن أوغني، مدرب المولودية الوجدية لكرة القدم، قد أكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب انتهاء هذه المباراة، على التضحيات التي قدمها اللاعبون خلال هذا الموسم، وكذا المجهودات الجبارة التي بذلها المكتب المسير من أجل تحقيق الصعود للقسم الوطني الأول. وأشاد أوغني أيضا بالجمهور الذي أبان عن روحه الرياضية، وساند اللاعبين منذ البداية حتى النهاية لتحقيق هذا المبتغى، مشيرا إلى أن "هذا الموسم كان شاقا جدا خاصة أن الفريق لعب 17 مباراة خارج ملعبه، ومع ذلك حقق إنجازا وتمكن من الصعود". وعن استمراره وبقائه كمدرب لفريق المولودية الوجدية، أكد أوغني أن الهدف الذي سطره المكتب المسير وعلى رأسهم رئيس الفريق، الذي وفر جميع الدعم والإمكانيات للوصول إلى هذا المبتغى، انتهى وتحقق و"نتمنى لهم حظ سعيد والتوفيق في السنة المقبلة". وأجمع أطر فريق المولودية الوجدية لكرة القدم على أن الهدف، الذي تم تسطيره هذه السنة تحقق بعودة ب"سندباد الشرق" إلى مكانته الطبيعية، ضمن أندية البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول. وأشارت ذات المصادر إلى أن "المولودية ينتظرها الكثير خلال الموسم المقبل، وبالتالي يجب تضافر الجهود والاجتهاد أكثر من أجل البقاء في القسم الوطني الأول، الذي هو المكان الطبيعي للمولودية ". وكان فريق المولودية الوجدية، قد نزل لأول مرة في تاريخه إلى القسم الوطني الثاني خلال الموسم الرياضي 1987 ? 1988، ليعود بعد أربع سنوات للقسم الوطني الأول في موسم 1992 ? 1993، ثم بعد ذلك نزل للقسم الثاني بعد أربع مواسم، وبالضبط في موسم 1998 ? 1999، ليلعب في القسم الثاني أربع سنوات أخرى، قبل أن يعود للقسم الأول في موسم 2003 ? 2004 إلى غاية موسم 2008 ? 2009 حيث نزلت للقسم الثاني إلى اليوم. وسبق لفريق المولودية "سندباد الشرق" أن أحرز أربع كؤوس للعرش، حيث يعتبر أول فريق، بعد مرور 11 سنة على تأسيسه (مارس 1946)، ينال شرف حمل لقب أول كأس للعرش سنة 1957 بعد انتصاره على الوداد بالدار البيضاء، إضافة إلى إحرازه على كؤوس أخرى للعرش في سنوات 1958 و1960 و1962. كما حقق فريق المولودية الوجدية إنجازات أخرى تمثلت في الفوز سنة 1975 بالبطولة الوطنية وبكأس المغرب العربي سنة 1972.