صدر خلال الأيام القليلة الماضية العدد رقم 17 ( شتاء 2010 ) من المجلة الفكرية والثقافية « رهانات «، وهي المجلة التي يصدرها مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية ( مركز « مدى « ) ويديرها الأستاذ المختار بنعبدلاوي ويشرف على هيئة تحريرها الأستاذ أسامة الزكاري. وقد حرص العدد الجديد على الوفاء للأفق العام للاشتغال حسب ما اختطته المجلة لنفسها منذ صدور أولى أعدادها، وهو الأفق المشرع على أسئلة الانتقال الديمقراطي وإكراهات الحداثة ورهان استثمار التراكمات الحضارية الكبرى لمقاربة القضايا الراهنة. ويمكن القول، إن المجلة قد استطاعت التحول إلى منبر منتظم للإنصات لنبض التحولات العميقة التي يعيشها المجتمع المغربي، وخاصة على مستوى الملفات الحيوية التي تخلق انقسامات واضحة في الرؤى وفي المواقف وفي الانتظارات، مثل قضايا الهوية والحداثة واللغة والدين والمشاركة السياسية ... يحتوي العدد الجديد من « رهانات « على ملف مركزي في موضوع «سؤال الديمقراطية في تحولات المشهد الحزبي الراهن بالمغرب «، إلى جانب إسهامات فكرية توزعت عبر الأبواب الثابتة للمجلة. ففي إطار الملف المركزي، نجد دراسة لعبد الوهاب الطراب في موضوع « الأحزاب السياسية : مقاربة سوسيولوجية «، وأخرى لأمينة ملول الخياري في موضوع « التقطيع الانتخابي ورهانات الحكامة المحلية بالمغرب «، ودراسة لنبيل الأندلوسي في موضوع « معيقات المشاركة السياسية بالمغرب : مقاربة للمنطلقات والخلفيات «، ثم دراسة لأحمد نضيف حول « مآزق ممارسة المعارضة في المغرب : من المعارضة التقليدية إلى المعارضة الجديدة «، وأخيرا دراسة لنجيب جيري حول « تدبير الشأن المحلي بالمغرب بين الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية «. أما حوار العدد، فقد جمع بين جاك أطالي وأندري كونت سبونفيل، واندرج تحت عنوان « الرأسمالية في أزمة «، وهو الحوار الذي أنجز ترجمته يحيى بوافي. وفي باب « نصوص إبداعية «، نشرت المجلة قصيدة لجمال الموساوي تحت عنوان « عبد الكريم الخطابي «، ونصا قصصيا لياسر أبو معاذ عنوانه « ترانيم غربة «. أما في باب « دراسات «، فنجد دراسة لأحمد نضيف في شكل قراءة تفكيكية عميقة لنص « المقامات العنكبوتية « لمحمد علي حيدر، وأخرى لعبد الرزاق اسطيطو تحت عنوان « النقد كصناعة «. وفي آخر مواد هذا القسم، ساهم سعيد بوخليط بترجمة دراسة لجيل باري حول شخصية محمد حسين فضل الله باعتباره رمزا لمنظري شيعة لبنان. وفي باب « قراءات «، قدم أسامة الزكاري مساهمتين حول عملين صدرا مؤخرا لهما علاقة بمجال حقل الدراسات التاريخية المعاصرة، أولهما تحت عنوان « إعادة قراءة التاريخ « لمؤلفه قاسم عبده قاسم، وثانيهما مرتبط بملف صدر ضمن مواد العدد الأول (نوفمبر 2010 ) من مجلة « زمان « بالفرنسية ، تحت عنوان «التاريخ المنسي للفاشيين المغاربة «، وفي آخر مواد المجلة، اهتم يوسف كلاخي بتقديم خلاصات متابعته لفعاليات ندوة « مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي «، وهي الندوة التي نظمها كل من مركز « مدى « و «مركز دراسات الإسلام والديمقراطية « يومي 22 و23 أكتوبر الماضي بمدينة الدارالبيضاء.