حمزة، يبلغ من العمر سنتين، هو حالة جديدة مصابة بضعف المناعة الأولي من نوع Agammaglobulinémie ، حاليا يوجد بوحدة ضعف المناعة الأولي بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي بالبيضاء، ترافقه والدته التي تؤكد على أن فلذة كبدها المريض هو ثالث أبنائها، الذي عند بلوغه ستة أشهر بدأت معاناته ومعاناة الأسرة معه بأكملها، إذ أصيب بضيق في التنفس وسعال شديد فأخذته مرات عديدة إلى طبيب الأطفال بمدينة فاس حيث تقطن هناك بنواحيها، الذي كان في كل مرة يصف له أدوية ولكن ظلت بدون جدوى، مما دفعه إلى توجيه المريض إلى مستشفى الحسن الثاني بفاس، و"هناك وعند وصولها، تقول والدة حمزة، نصحني الأطباء باستشفاء ابني قصد إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، فبقيت هناك أسبوعا، بعد ذلك أخبرني الأطباء بضرورة أخذه إلى أخصائيي المناعة بالدار البيضاء لإجراء الفحوصات و التحاليل الطبية اللازمة، خاصة وأن أخته مصابة بهذا المرض، وهي حاليا تتابع علاجها بنفس المستشفى، إذ أصطحبها لأخذ حقن الإيمينوغلوبيلين كل شهر منذ حوالي 6 سنوات. معطى دفع الأم إلى حمل إبنها والتوجه به صوب مدينة البيضاء، حيث مكث الطفل بالمستشفى مدة 15 يوما أجريت له خلالها تحاليل وفحوصات عديدة فثبتت فعلا إصابته بنفس مرض أخته ،وبالتالي هو في حاجة إلى قارورتين من الإيمينوغلوبيلين شهريا". "خبر مرض إبني نزل على رأسي كالصاعقة، تضيف والدة حمزة التي ازداد حجم المعاناة عندها، وهي التي كانت تواجه ومنذ 6 سنوات مرض ابنتها بألم، فإذا بالطفل ينضاف هو الآخر فاتحا جرحا ثانيا، وهي التي تقطن في منطقة بعيدة عن المركز المختص بهذا المرض، مشددة على أن ما يخفف عنها من وطأة مرض ابنيها وتبعاته هو وجود جمعية هاجر إلى جانبها التي تدعمها في علاجهما ماديا ومعنويا"، موضحة بأنها كلما زارت المستشفى تجد من يستقبلها ويرشدها فضلا عن وجود ممرضة خاصة ترافقهما باستمرار و تراقبهما أثناء أخذهما الحقن، متسائلة عن مصيرها وابنيها في حال لم تجد من يحتضنها ويحس بآلامها وآلام فلذتي كبدها؟ أم حمزة، أبرزت في معرض حديثها أن حالة حمزة قد تحسنت كثيرا بعد تلقيه علاجا مكثفا من مادة الإيمينوغلوبيلين لإصابته بتعفنات في صدره، حيث أخذ حقنتين كل يوم لمدة أسبوع بأكمله، وهي اليوم تحمد الله على وجود جمعية تتكفل بكل مصاريف العلاج لطفليها معا، والتي لولاها لما استطاعت وأسرتها إنقاذهما والتخفيف من آلامهما، موجهة رسالة استعطاف إلى المحسنين كي يستمروا في مبادراتهم الإحسانية والمساهمة في إنقاذ أطفال أصيبوا بمرض كان عليهم مقدّرا، إن لم يجدوا من ينقذهم منه فإن الموت يكون مصيرهم.