أكد فاليري فوربييف، السفير الروسي بالرباط، أن الموقف الروسي في قضية الصحراء مؤسس على قرارات منظمة الأممالمتحدة، موضحا أنه متفائل بخصوص التقرير التقليدي للأمم المتحدة حول الصحراء وسيكون متوازن ودون مشاكل، موضحا أن روسيا ضد توسيع مهمة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وأنها مستعدة لاستخدام حق الفيتو. وقال إن وفدا روسيا رفيع المستوى سيزور المغرب خلال منتصف الشهر القادم. موضحا أن هذه الزيارة تدخل في إطار التحضير للزيارة الملكية المرتقبة. ونفى فوربييف أن يكون استقبال وفد عن البوليساريو وراء تأجيل زيارة جلالة الملك لموسكو، وأكد أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء كريستوفر روس موسكو، زار موسكو وكان معه نقاش حول الموضوع، وأفاد السفير الروسي أن المغرب عبارة عن نافذة على أوربا، وله موقع جيو استراتيجي مهم وهذا له تأثير كبير على دول مناطق الجوار، كما أن المغرب كبير جدا بدبلوماسيته حيث قام مؤخرا بمبادرة أصدقاء المغرب ضد الإرهاب والتي تظم 30 دولة، وهذا فيه إشارة أن الدبلوماسية المغربية تشتغل بشكل نشيط على المستوى الدولي وهذا فيه نجاح كبير بها. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضرورة تسجيل سكان المخيمات في تندوف، حيت تعارض الجحزائر والبوليساريو منذ عقود كل المحاولات الدولية لإحصاء المحتجزين ومعرفة عددهم بالضبط جاء ذلك في التقرير الذي قدمه الأمين العام الأممي إلى أعضاء مجلس الأمن الذي يتوقع أن يباشر مشاوراته حول النزاع في الأيام القليلة تمهيدا لصدور قرار جديد حول الموضوع وتشكل مطالبة بان كي مون إجصاء سكان المخيمات تطورا مهما في طريقة تعاطي الأممالمتحدة مع هذا الملف، وسبق للمغرب أن طالب مرارا بضرورة إحصاء ساكنة المخيمات كما طالبت جهات أوروبية بذلك خصوصا بعد تفجر فضيحة تحويل المساعدات الإنسانية المخصصة للمحتجزين والمتاجرة بها بان كي مون أوصى كذلك بضرورة تمديد بعثة الأممالمتحدة المينورسو لسنة أخرى تنتهي في 30 أبريل 2016 ، دون الإشارة إلى طلب الجزائر والبوليساريو توسيع مهام البعثة لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو الطلب الذي سانده الاتحاد الإفريقي وبعث برسالة إلى مجلس الأمن في الموضوع مطالبا بإعطاء فرصة لمن يعتبره الإتحاد الإفريقي مبعوثه الخاص، جواكيم شيسانو، لمخاطبة مجلس الأمن خلال الاجتماع المنتظر عقده في إبريل الجاري حول الصحراء المغربية واعتبر عدد من المراقبين تجاهل تقرير بان كي مون لهذا الطلب فشلا ذريعا للدعاية الإنفصالية التي تواترت بشكل ملحوظ في الأونة الأخيرة للضغط على مجلس الأمن الأوضاع الأمنية والاستقرار بالمنطقة شكل حيزا هاما من تقرير الأمين العام الأممي وفي هذا الإطار أشار التقرير إلى أن اتساع النطاق الجغرافي لشبكات الجريمة والإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، وضع ينطوي على أخطار متزايدة تهدد استقرار المنطقة وأمنها، مشددا على أن ايجاد تسوية للنزاع سيكفل التخفيف من حدة هذه الاخطار المحتملة في ما يلي نص الحوار: كيف هو حال العلاقات السياسية المغربية الروسية ؟ العلاقات السياسية المغربية مع دولة روسيا الاتحادية علاقات دائما ودية ووثيقة في المستقبل، ولم تكن تاريخيا مشاكل ما بين البلدين، إنها علاقات التعاون الممتازة في كل المجالات، بحيث نعتبر المغرب كنموذج للتعاون، لأن مع المغرب يمكن تنظيم علاقات سياسية ، اقتصادية، تجارية، ثقافية وإنسانية، إننا نعتبر المغرب جزيرة للاستقرار بالمقارنة مع الدول الأخرى في شمال إفريقيا أو في منطقة الشرق الأوسط، إذ له سياسة سلمية وعلاقات ديبلوماسية في مختلف الاتجاهات وعلاقاته جيدة تقريبا مع كل الدول، ومن وجهة نظرنا فعلاقات المغرب مع روسيا متشابكة وليس فيها أية مشاكل وليس هناك خلافات أو تناقضات. وماذا عن العلاقات الاقتصادية ما بين البلدين؟ ففي السنة الأخيرة بذلنا مجهودات كبيرة على المستوى الاقتصادي والتجاري، أما في الوقت الحالي فنحن في طور إعداد زيارة جلالة الملك محمد السادس لموسكو، فنحن بصدد التحضير الجيد على مستوى كل المجالات السياسية، والاقتصادية، والتجارية ما بين البلدين، لأننا نولي اهتمام كبير للتعاون الاقتصادي والتجاري، فالوصول إلى رقم 2.4 مليار دولار حجم كبير جدا ومهم، لأن روسيا تشتري من المغرب الحوامض والسمك والطماطم، ومنذ أسبوعين كانت هناك اتفاقية تبادل تجارية بين البلدين تهم اللحوم من المغرب إلى روسيا ومن روسيا إلى المغرب فهذا شيء جديد في العلاقات الاقتصادية المغربية الروسية. هل يمكن أن تحدثنا عن أهم التحضيرات الجارية من قبلكم فيما يتعلق بالزيارة الملكية المرتقبة لروسيا ؟ نحن اليوم نريد أن يكون هناك تعاون في المشاريع الاقتصادية الكبرى، بحيث لنا كبلدين رغبة وإرادة في التوقيع على اتفاقيات تهم المشاريع الملموسة، وسيكون هذا خلال زيارة جلالة الملك محمد السادس لموسكو، وفي هذا الصدد سيزور وفد روسي في أقل من شهر وبالتحديد في منتصف 13 -15 ماي القادم ، ستترأس هذا الوفد رئيسة الغرفة الأولى بالبرلمان الروسي الاتحاد الفدرالي ، السيدة منتريال كوم، فهي شخصية بارزة للغاية في روسيا لأنها تترتب بروتوكوليا حسب الدستور الروسي في المركز الثالث بعد فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، ورئيس الحكومة الروسية، فضلا عن أن لها تجربة كبيرة في الشؤون الخارجية، حيث كانت سفيرة مرتين، ونائبة لرئيس الوزراء بالإضافة إلى أنها قريبة جدا للرئيس الروسي بوتين، وتعتبر هذه الزيارة كمرحلة سياسية لتحضير زيارة جلالة الملك إلى موسكو إن شاء الله قريبا، فهذه الزيارة ستأتي بعد الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس بوتين في سنة 2006 لمدينة الدارالبيضاء، فزيارة هذا الوفد الروسي الكبير إلى المغرب و الذي يتألف من 72 شخصية، سيقوم بعدة لقاءات مع مسؤولين مغاربة رفيعي المستوى، كمحمد الشيخ بيد الله رئيس الغرفة الثانية، ومحمد العلمي رئيس مجلس النواب، ومع عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية كما سيلتقي عددا من الوزراء المغاربة كصلاح الدين مزوار وزير التعاون والشؤون الخارجية، ثم عبد العزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، و سعد حداد وزير السياحة، وأنا كسفير مرتاح كثيرا للنجاح الكبير على مستوى الحجم التجاري الذي ارتفع بالمقارنة مع السنة الماضية سنة 2013 ب 40 في المائة، هذا تقدم جيد ومثمر لصالح المغرب وروسا. فالسفارة لها هدف رئيسي يتمثل في إعداد هذه الزيارة الملكية بشكل جيد، لأننا نعتبر هذه مرحلة جديدة لعلاقات تعميق الشراكة الإستراتيجية للتعاون الموجودة ما بين البلدين، فنحن متمسكون بأن تكون هذه الزيارة ناجحة جدا، لأنها ستعرف التعاون في المشاريع الاقتصادية، بقد زرت الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية محمد عبو الذي سيسافر إلى موسكو مصحوبا بوفد كبير يضم تقريبا 40 فردا من رجال الأعمال المغاربة، وهكذا سيزورون سانتربورك وموسكو وكزاين، فهذه الزيارة أيضا تدخل في إطار التحضير للزيارة الملكية المرتقبة. وفي بداية هذا الشهر سيزور موسكو وفد مغربي كذلك يتكون من وزير الطاقة والمعادن عبد القادر أعمارة وسيكون مرافقا له الكاتب العام للوزارة وعلى الفاسي الفهري مدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من أجل التحضير لمشاريع تعاون في مجال الطاقة - الكهرباء البترول والغاز- ، نريد أن نقيم تعاونا مثمرا في هذا المجال، فهنالك أوامر وتوصيات لجلالة الملك من أجل تطوير كل أشكال العلاقات الاقتصادية والتجارية المغربية الروسية. تناولت بعض المواقع الالكترونية استقبال روسيا وفدا عن جبهة البوليساريو، و أن هذا الاستقبال قد أثر على العلاقات مابين البلدين، هل بالإمكان أن توضحوا لنا ما لديكم من معطيات حول هذا الموضوع؟ خاصة أن له ارتباطا كبيرا بالوحدة الترابية للمغرب وقضيته الوطنية الصحراء المغربية. ليس صحيحا أن تأجيل زيارة جلالة الملك كان وراءها استقبال وفد عن البوليساريو بموسكو، كما جاء في هذه المواقع الالكترونية، إن ما كتب وقرأته شخصيا على صفحات الأنترنيت، ليس صحيحا بالمرة، كل ما في الأمر أن وفدا من البوليساريو كان بالفعل قد زار موسكو، وحسب منظمة الأممالمتحدة فقضية الصحراء تعني الجانبين المغرب من جهة والبوليساريو، فروسيا كعضو دائم في مجلس الأمن تتشاور مع المغرب خصوصا، وفي الكثير من المرات بهذا الشأن، لكن علينا كذلك أن نجري نقاشا مع البوليساريو، فمنذ عشرة أيام زار المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس موسكو، وكان نقاش معه حول الموضوع، فالدبلوماسية الروسية نشيطة في منطقة الشرق الأوسط ، فلهذا السبب كان وفد من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد لمالي في موسكو، ونعتبر أن مالي كدولة ذات سيادة، ونحن دائما في مشاورات بهذا الشأن، بما أن هناك مشكلة في شمال مالي، وهذا نعتبر له أهمية كبرى خاصة أن الجبهة كحركة وطنية لتحرير الأزواد ليست منظمة إرهابية ومعروف من هم أنصارها ، وضد تنظيم دولة إسلامية، ففي مالي مشكل في الشمال، وهناك من اقترح الحكم الذاتي في إطار دولة مالي وهذا شيء معقول، فنفس المشكلة شبيهة بأوكرانيا، والمغرب كذلك اقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية ورسميا في الأممالمتحدة هناك تسمية الصحراء الغربية، وكانت مكالمة هاتفية بين جلالة الملك محمد السادس و الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون بتاريخ 22 يناير الماضي حيث كان ذلك مفيدا جدا، حول استمرار كريستوفر روس في مهمته وكذلك مدير هيئة المينورسو، وننتظر التقرير التقليدي في 30 أبريل الجاري، هذا التقرير السنوي حول الصحراء، وطبعا أنا متفائل، سيكون تقريرا متوازنا بدون مشاكل كالتي كانت في سنة 2013 حين اقترح أصدقاؤنا الأمريكيون موضوع مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء ، وكانت روسيا آنذاك ضده ومستعدة آنذاك لاستخدام حق الفيتو. ونكرر من جديد أن الموقف الروسي في قضية الصحراء مؤسس على قرارات مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة، كما نقدر نحن الخطة الاقتصادية لتنمية الأقاليم الصحراوية التي قام بها المغرب فرصد 17 مليار دولار خلال العشر السنواتهذا شيء مهم جدا، لتحسين ظروف عيش وحياة الصحراويين سواء النساء والرجال والأطفال. والمغرب عبارة عن نافذة على أوربا، وله موقع جيو استراتيجي مهم ،وهذا له تأثير كبير على دول مناطق الجوار، كما أن المغرب كبير جدا بدبلوماسيته، حيث قام مؤخرا بمبادرة أصدقاء المغرب ضد الإرهاب والتي تضم 30 دولة، وهذا فيه إشارة إلى أن الدبلوماسية المغربية تشتغل بشكل نشيط على المستوى الدولي وهذا فيه نجاح كبير بها. تداولت وسائل إعلام بعض الأخبار بخصوص صحة الرئيس فلاديمير بوتين، وتبين في الأخير ذلك من قبيل الإشاعات الزائفة حيث ظهر في أحد الأنشطة على شاشة التلفزة، فهل من توضيحات في هذا الشأن؟ كل ما تداولته تلك الصحف أو المواقع الالكترونية بخصوص صحة الرئيس، فهو غير صحيح، فالرئيس فلاديمير بوتين رجل قوي، ويزاول الرياضة دائما ويمارس رياضة المشي والسباحة، فهو لا يشرب المشروبات الكحولية، فالولايات المتحدةالأمريكية والبلدان الغربية هي التي وراء هذه الأخبار والشائعات، لأن روسيا هي الدولة الوحيدة التي بإمكانها أن تقول لا لأمريكا، فبالرغم من أن أمريكا لها قدرة عسكرية أكثر من روسيا، لكن الجيش والأسطول اليوم أصبح قويا وكبيرا على أساس التكنولوجيات، ونحن الاثنان دائما في توازن في مجال الأسلحة النووية، فأمريكا بإمكانها تدمير روسيا ست مرات، وروسيا هي الأخرى بإمكانها تدمير أمريكا ست مرات، فروسيا لا تستخدم أسلحة نووية إلا في حالة هجوم على روسيا بأسلحة نووية، فروسيا مستعدة لاستخدام أسلحة نووية إذا كان تهديد لسيادة الدولة الروسية، وهذا شيء جديد، كما يقول الرئيس، في حالة التهديد لسيادة دولتنا روسيا يمكن أن نستعمل السلاح النووي وهذا جديد في روسيا، فلدينا غواصات الصواريخ لمساحة 12 ألف إلى 13 ألف كلمتر، لكن نحن روسيا لا نستخدم هذه الأسلحة إلا في حالة التهديد فنحن دولة سلام. وماذا عن الربيع العربي من وجهة نظرك ؟ إن ما سمي بالربيع العربي لم يترك سوى المشاكل في هذه البلدان العربية وعدم الاستقرار، في تونس هناك مشاكل، و في ليبيا لم تعد هناك دولة، مصر تعيش مشاكل كبيرة، مالي فيها وضع صعب هي الأخرى، سوريا تعيش صراعا كبيرا ومجازر وقتلى، العراق لازال يعاني، أفغانستان هي الأخرى تعرف مشاكل، فليس هناك دولة في الشرق الأوسط تعيش استقرارا وسلاما، ما عدا المغرب، أما الجزائر فشؤونها الداخلية صعبة للغاية والرئيس الجزائري مريض، فهذا كله سياسة أمريكية، ففي أمريكا ليس هناك حروب الكل تمام وموقفكم من عاصفة الحزم؟ إنها غارات جوية على اليمن بدون قرارات من الأممالمتحدة أو مجلس الأمن، فنحن ضد هذه الضربات الجوية، ونحن مع الحل السياسي على أساس مبادئ القانون الدولي وعن طريق حوار شامل والبحث عن مصالحات وطنية وعامة في كل البلدان التي تعرف صراعات خاصة دول ليبيا واليمن وسوريا ، فمشكلة اليمن مشكل كبيرة لأنها مرتبطة بدولة إيران وتركيا، فسكان الشيعة في اليمن يمثلون 35 في المائة وبقية الشعب اليمني سنيين، والضربات التي تنزل على الشعب اليمني، فهو شعب مشترك من شيعة وسنة فلن تميز بين هذا أو ذاك هذه الضربات الجوية والحروب، والآن نعمل مع شركائنا في الدول العربية الذين يشاركون في هذه العملية لدعوتهم إلى الحل السلمي لهذا الصراع. وماذا عن الملف السوري؟ فبفضل دولة روسيا، لم تكن هناك ضربات عسكرية جوية على سوريا، حيث تم الاتفاق على تنقيل الأسلحة النووية التي كانت تتوفر عليها روسيا، لأنه نظريا كانت إسرائيل تخاف من استعمال هذه الأسلحة التي تتوفر عليها سوريا، ونحن نظمنا لقاءين للمعارضة والنظام في سوريا الذي حضره وزير خارجية سوريا والكتائب الموالية للمعارضة، وكانت مفاوضات مطولة في موسكو لحل المشاكل بين المعارضة والنظام السوري، والآن الأمور تسير تدريجيا لأن في البداية كان الجلوس على طاولة المفاوضات أمر عسير ومستحيل، فالآن هذه الإمكانية متاحة، وكان اتفاق بين المعارضة والسلطة وأن تكون الأمور بشكل سلمي، وهذا في صالح الجميع، والآن العمل يسير بشكل تدريجي.