كانت جريدة " الاتحاد الاشتراكي" قد نبهت في مقال نشرته بعنوان: " في قلب مدينة الدارالبيضاء مسنة مقعدة تعيش حياة بدائية في الشارع العام"، في عددها ليوم 6 يناير الماضي، إلى وضعية امرأة مسنة ومقعدة تعيش حياة التشرد في شوارع منطقة البرنوصي. وكانت الجريدة قد حذرت من إمكانية تعرض المسنة إلى حوادث سير في شوارع مزدحمة وتعرف حركية سير صاخبة خاصة من طرف الحافلات والطاكسيات، ما كان يتطلب تدخلا عاجلا من طرف سلطات البرنوصي للعمل على نقلها إلى إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية. ما نبهت له الجريدة وقع للأسف، فقد دهس طاكسي كبير يوم الاثنين الأخير السيدة المسنة وأرداها قتيلة في الحين، في الوقت الذي كان يسير في الشارع العام غير منتبه لوجودها وهي تحبو في محاولة للتوجه للجهة الثانية من الشارع. وكان سكان بسيدي البرنوصي بلوك 90 قد اكتشفوا وجودها قبل ستة أشهر تقريبا، هي سيدة مسنة ومعاقة تقطن بالشارع وتحديدا بجانب سناك لبيع السمك المغلق المتواجد ببلوك 90 بسيدي البرنوصي بالقرب من طاكسيات ساحة السراغنة منذ فترة طويلة، حيث اتخذت من السماء غطاء ومن الارض فراشا لها . مسنة كانت قد اتخذت من ذلك المكان مسكنا لها وتقضي حاجتها به أمام مرأى العموم الذين يقدرون بالآلاف بل الملايين الذين دأبوا على المرور من قرب "مسكنها". الكل كان يعاين ما تعانيه تلك المسنة العاجزة وهي تقوم على الاقل ثلاث مرات تقريبا بالسير زاحفة من مكانها باتجاه القمامة لرمي فضلاتها، بعيدا عن مكانها بحوالي 140 مترا، قاطعة طريقا مكتظة بالسيارات والشاحنات والدراجات العادية والرباعية الدفع والحافلات، حيث تعرقل في كل مناسبة حركة السير وكل هذا أمام مرأى المسؤولين بحي سيدي البرنوصي ولا أحد منهم تحرك أو بادر وحاول إنقاذ هذه السيدة . قبل انتقالها لذلك المكان، كانت تلك السيدة المتشردة تعيش في أحد مراكز الشرطة بسيدي البرنوصي، وبالتحديد المتواجد عند نهاية خط حافلة نقل المدينة 86 والذي أخرجت منه بالقوة وتم كراؤه للشركة المذكورة رغم أن العديد من الجمعيات النشيطة بمنطقة سيدي البرنوصي ليس لها مقر يحتضن أنشطتها . اليوم وقد توفيت على إثر حادث سير مأساوي، وهي التي كانت تعيش على الرصيف في شروط بدائية ولا أحد انتبه أو حاول التدخل في الموضوع. المفروض فتح تحقيق وتحميل مسؤولية إزهاق روح تلك السيدة المسنة للقائمين على شؤون عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي ، ومختلف سلطاتها نتيجة إهمالهم وعدم تدخلهم لنقلها إلى إحدى دور الرعاية الاجتماعية.