رفض طبيب ، الأسبوع الماضي، فحص طفل صغير بمستعجلات المستشفى الاقليمي (الدراق) بعد ان جاء به ابوه وهو يعاني انسدادا في الحنجرة وبثورا حمراء على جسده مع ارتفاع في درجة حرارته. وفي شكاية بعث بها الأب الى كل من المندوب الاقليمي للصحة العمومية ببركان ومدير المستشفى المذكور، والتي حصلت الجريدة على نسخة منها، أوضح الأب انه رافق ابنه ( ب . ايوب ) والبالغ من العمر 7 سنوات ، بعد ان لاحظ ان حالته الصحية غير عادية ، الى المركز الصحي (القدس) باعتباره « صبيطار الحومة»، ولكنه وجده مغلقا، وذلك حوالي الساعة الواحدة والنصف زوالا ، ولم يجد غير منظفة تطل عليه من إحدى النوافذ، وامام قلق الأب المتزايد على صحة ابنه رافقه الى مستعجلات الدراق وعندما ادخله الى الطبيب الذي كان متواجدا بالمكتب رفض فحصه بدعوى الذهاب به الى «صبيطار الحومة» ، وهمَّ بالخروج من باب مكتبه، ولما حاول الأب استعطافه موضحا له ان «صبيطار الحومة» وجده مغلقا وقف الطبيب قائلا أمام عدد من المرضى، الذين كانوا بقاعة الانتظار :« واش كتعرف مقر المندوبية ؟»، وعندما اجابه الاب بالإيجاب زاد الطبيب قائلا : «او سير تم تشكي» ! وبعد ذلك، يتابع الأب، استطاع ان يصل الى قسم الاطفال بالمستشفى لتؤكد الطبيبة بعد الفحص أن الطفل يجب ان يخضع لتدخل جراحي على مستوى الحنجرة . وأمام هذا السلوك الذي لايليق بطبيب من المفروض فيه ان يتحلى بالانسانية والمهنية، تقدم الأب بشكاية الى الجهات المعنية لانصاف هذا الطفل الذي لاذنب له سوى أنه تم عرضه على « طبيب» بين أنه شتان بين سلوكه أمام طفل صغير وبذلة الشرف التي يرتديها! وليست حالة الطفل أيوب بحالة شاذة او وحيدة، بل هناك العشرات من المرضى الذين يقصدون مستعجلات ( الدراق) فيتم التعامل معهم بشتى الطرق المؤشرة على عدم الاهتمام ، وذلك من طرف بعض الاطباء والممرضين وحتى بعض حراس الامن ، الذين قد ينجزون ماهو من اختصاص الطبيب، في غياب اي تدخل مسؤول خاصة من طرف مندوب الصحة بالاقليم ، الذي أظهر في غير ما مناسبة ، انه غير معني بمثل هده السلوكات التي مازالت تعشش في زوايا قسم المستعجلات بالمستشفى، في وقت يتم فيه التبجح بالفوز بالجوائز الممنوحة من وزارة الصحة! فهل سيبادر المسؤولون عن قطاع الصحة، الى التدخل بالحزم اللازم، لتقويم مثل هذه السلوكات، أم أن آذانهم ستظل صماء حتى إشعار آخر ؟