"نهنئ زوهرة دراس بعد فوزها في أول انتخابات إقليمية لها بمدينة أميان على ممثل اليمين المتطرف بأكثر من 60 في المائة من الاصوات بأميان، لصالح الحزب الاشتراكي، ونهنئ أيضا فرانيس ليك لتجديد الثقة فيه من طرف السكان." يقول صلاح المانوزي رئيس جمعية الضفتين في حفل نظمته الجمعية السبت الاخير على شرف الفائزة التي كانت رئيسة سابقة للجمعية. وأضاف رئيس لجنة الحزب بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية " إنه عندما قمنا بتأسيس الجمعية الفرنسية المغربية للضفتين سنة 2007 فإن ذلك كان لكي تكون فضاء لتبادل التفكير حول المواطنة، وكنموذج للمجتمع الذي نطمح إليه. وكانت المناصفة أحد أهم مبادئنا في الجمعية حيث انتخبنا الزوهرة دراس كأول رئيسة للجمعية." وأضاف في نفس الاتجاه " إن دراس ليست فقط رمزا للمناصفة بل أيضا للتنوع داخل المجتمع الفرنسي، وحول هذه النقطة مازلنا بعيدين عن أهدافنا، داخل 85 إقليما من بين 93 اقليما بفرنسا، لا يشارك فيها منتخب من التنوع، بعض الاقاليم تختلف عن الباقي حيث تم انتخاب عضوة عن التنوع من بين 46 منتخبا في الاقليم، وهو إقليم لاصوم، و4 بإقليم سان سان دوني وهو إقليم يتميز بأهمية تواجد الفرنسيين من أصول أجنبية." وفي الاخير، قال صلاح المانوزي عضو الكتابة الاقليمية بفرنسا إن " ارتياحنا كان سيكون كبيرا لو شارك في هذه الانتخابات كل المواطنين خاصة الاجانب الذين لا ينتمون للاتحاد الاوربي وليس لهم حق التصويت بفرنسا، وذلك رغم الوعود التي قدمها مختلف رؤساء الجمهورية." وزوهرة دراس فازت بعد أن تمكنت من المرور الى الدور الثاني ، لتفوز أمام ممثل اليمين المتطرف العنصري وذلك بنسبة مهمة من الاصوات. وتعتبر هذه المشاركة السياسية هي الاولى لها بالانتخابات، فهي من الوجوه المعروفة بالمنطقة من خلال عملها كوسيطة ادارية بمدينة اميان ميتروبول منذ 38 سنة، وكذلك كمناضلة نسائية وجمعوية وتترأس جمعية الضفتين وكذلك مسؤولة بالكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفرنسا. وخاضت الزوهرة دراس هذه الانتخابات في أجواء جد ايجابية رغم صعوبة المهمة لتصاعد قوة اليمين المتطرف، والصعوبات التي يعرفها اليسار بالحكومة وهو ما تكون له عادة نتائج سلبية على الانتخابات المحلية. وكانت الزوهرة دراس محظوظة ونالت في هذه الحملة دعم وجوه نسائية من الحكومة مثل نجاة فالو بلقاسم وزيرة التربية الوطنية وكريستيان توبيرا وزيرة العدل. وكان شعور كبير بالاعتزاز يغمر سكان هذا الحي الصغير (رين ليك)، لأن الوزيرة ابنة الحي والتحقت أسرتها سنة 1982 في إطار التجمع العائلي، حيث غادرت رفقة أسرتها شمال المغرب، إذ درست به في سنوات الابتدائي، وهي إشارة إيجابية وتعني ان ابناء هؤلاء الاحياء الهشة بضواحي أميان يمكن أن يصبحوا بدورهم وزراء للجمهورية كما هو الشأن بالنسبة لنجاة فالو بلقاسم. وحقق اليمين الفرنسي بزعامة نيكولا ساركوزي انتصارا كبيرا في الانتخابات الاقليمية، وفاز ب66 إقليما، أما الحزب الاشتراكي وحلفاؤه فلم يحصل إلا على 30 اقليما، كما أن اليمين المتطرف رغم عجزه عن الحصول على الاغلبية بأي إقليم فإنه تمكن من الحصول على مقاعد بمختلف جهات فرنسا، وهو ما يؤكد تقدمه في العديد من مناطق فرنسا، بما فيها المناطق النائية.